على الرغم من تأكيد الجيش الإسرائيلي أنه نفّذ عشرات العمليات البرية في الجنوب اللبناني، كشف فيه أنفاقا وأسلحة لـ حزب الله خلال تلك العمليات، نفى التصريحات الإسرائيليةً ، وأكد الحزب في بيان اليوم الثلاثاء، أن كل ما نشره الجيش الإسرائيلي من صور وأفلام من داخل ما أسماه مخازن وأنفاق حزب الله، مغلوط.
وتابع أن ذلك يأتي في إطار الحرب النفسية والدعائية المكشوفة، وفق بيانه.
كذلك شدد على أن هذه الأفلام والصور قديمة للغاية ولا علاقة لها بأي عمل عسكري حالي عند الحدود.
يأتي هذا وسط تضارب الأنباء حول انطلاق الغزو البري الإسرائيلي المحدود لجنوب لبنان، إذ أكد الجيش الإسرائيلي أنه نفذ عشرات العمليات البرية في الجنوب اللبناني.
وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري في إحاطة مصورة ثانية، اليوم الثلاثاء، أن القوات الإسرائيلية كشفت أنفاقا وأسلحة لحزب الله خلال تلك العمليات.
كما زعم أن القوات الإسرائيلية اكتشفت في بعض هذه الأنفاق خططاً لاقتحام الجليل. وعرض مقطع فيديو التقطه جنود إسرائيليون في نفق أسفل منزل في بلدة كفركلا اللبنانية، على حد قوله.
وأشار إلى أن "الجيش الإسرائيلي ضرب أكثر من 700 هدف لحزب الله في الجنوب اللبناني، ونفذ عشرات الغارات المستهدفة على مجمعات قتالية تابعة للحزب من أجل الإضرار بقدرة "قوة الرضوان" ومنعها من تنفيذ عمليات تؤذي الإسرائيليين". وأردف أنه داهم القرى والمناطق المتشابكة، واخترقوا البوابات والأنفاق تحت الأرض على طول الحدود، وكشفوا مخابئ أسلحة.
كما أكد أن القوات الإسرائيلية جمعت معلومات استخباراتية قيمة، ودمرت آليات وأسلحة إيرانية متقدمة، فضلا عن البنية التحتية لحزب الله. وتابع أن "الجيش يعمل على تقويض قدرات الحزب وإخراجه من المنطقة الحدودية، حتى يتمكن سكان الشمال من العودة إلى منازلهم بأمان".
بالمقابل، نفى حزب الله واليونيفيل حصول أي توغل إسرائيلي على الحدود، بعدما أعلن الجيش الإٍسرائيلي فجر اليوم أنه بدأ عملية توغل بري محدود، زاعما وقوع قتال عنيف مع حزب الله أيضا.
كذلك نفى مسؤول عسكري لبناني حصول أي توغلات إسرائيلية اليوم.
وكانت القوات الإسرائيلية حذّرت سكان أكثر من 30 بلدة في الجنوب من البقاء في منازلهم، ودعتهم إلى مغادرتها.
في حين أعطت أميركا الضوء الأخضر للتوغل الإسرائيلي المحتمل، معتبرة أنه دفاعا عن النفس، ويهدف إلى الحد من قدرات حزب الله.
ومنذ أشهر تعالت الأصوات المنتقدة في الداخل الإسرائيلي لنزوح عشرات آلاف المستوطنين من الشمال الإسرائيلي جراء المواجهات شبة اليومية مع حزب الله والصواريخ التي يطلقها نحو الشمال.
إلا أن تل أبيب كثفت منذ أسبوعين غاراتها العنيفة على حزب الله وقواعده، كما نفذت عددا من الاغتيالات التي طالت قادة كبارا في صفوفه، بغية إضعافه، والضغط من أجل إبعاده عن الحدود.
وتسعى إسرائيل عبر توغلها المحتمل هذا إلى دفع مقاتلي حزب الله عن الحدود التي تطل
على عدد من المستوطنات في إصبع الجليل، وإعاقة إطلاق الصواريخ نحو الشمال.
كما تسعى - وفق زعمها- إلى منع أي محاولة لتنفيذ عملية مشابهة لما حصل في السابع من أكتوبر الماضي في غلاف غزة، عبر تدمير الأنفاق التي من الممكن أن يستعملها حزب الله لاجتياز الحدود.
و مع تصاعد التوترات في المنطقة، كشف مسؤول كبير في البيت الأبيض، اليوم الثلاثاء، أن الولايات المتحدة لديها مؤشرات على أن إيران تستعد لشن هجوم بصواريخ باليستية على إسرائيل قريباً.
وأضاف المسؤول أن الولايات المتحدة تدعم بشكل نشط الاستعدادات للدفاع عن إسرائيل ضد هذا الهجوم.
كما شدد على أن أي هجوم عسكري مباشر على إسرائيل من جانب إيران من شأنه أن يخلف عواقب وخيمة على طهران.
بدوره صرح مسؤول أميركي أن الهجوم الإيراني المحتمل بصواريخ باليستية على إسرائيل قد يكون بحجم الهجوم الذي وقع في أبريل أو أكبر منه، غير أن ذلك التقييم مستند إلى مؤشرات أولية ومن الصعب التأكد منه.
كذلك أفاد مصدر غربي مطلع بأنه من المتوقع أن تهاجم إيران إسرائيل بصواريخ باليستية يمكنها الوصول إلى أهدافها في غضون 12 دقيقة وليس بطائرات مسيرة أو صواريخ كروز التي تستغرق وقتاً أطول، حسب موقع "أكسيوس".
وبعد دقائق من تحذير الولايات المتحدة، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، أن أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية مستعدة تماماً لأي هجوم من إيران لكن لم يجر رصد أي تهديد في الوقت الحالي.
كما أضاف في بيان أذيع على التلفزيون أن إسرائيل وحلفاءها في حالة تأهب قصوى وأن أي هجوم من إيران سيكون له تداعيات.
و فيما أعلن الجيش الإسرائيلي بدء التوغل البري فجر اليوم في عدد من القرى الحدودية اللبنانية، نفى مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله محمد عفيف دخول قوات إسرائيلية إلى لبنان.
كما أكدت اليونيفيل أيضاً أنه ما من توغل بري إسرائيلي في لبنان الآن.
يشار إلى أن وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، كان حذر، بوقت سابق اليوم، إيران من تداعيات خطيرة إذا شنت هجوماً عسكرياً مباشراً على إسرائيل.
وأردف أنه تحدث مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت حول التطورات الأمنية والعمليات الإسرائيلية.
كما شدد في بيان نشره على حسابه في منصة "إكس" على أن أميركا "تدعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وتؤيد ضرورة تفكيك البنية التحتية لحزب الله على طول الحدود لضمان عدم قدرته على شن هجمات على غرار هجوم السابع من أكتوبر" في إشارة إلى الهجوم الذي نفذته حركة حماس قبل سنة على قواعد عسكرية إسرائيلية ومستوطنات في غلاف غزة، ما أشعل حرباً مدمرة على القطاع الفلسطيني.
"حل دبلوماسي"
إلا أن أوستن لفت في الوقت عينه إلى ضرورة العمل على "حل دبلوماسي لضمان عودة المدنيين على العودة بأمان إلى منازلهم على جانبي الحدود".
كذلك أكد أن "الولايات المتحدة مستعدة للدفاع عن حلفائها في مواجهة تهديدات إيران والفصائل الموالية لها، وعازمة على منع أي جهة من استغلال التوترات أو توسيع الصراع".
ضربات مكثفة
وعلى مدى أسبوعين قضت ضربات جوية إسرائيلية مكثفة على العديد من قادة حزب الله، كان آخرها اغتيال أمين عام الحزب، حسن نصرالله، لكنها أودت أيضاً بحياة نحو 1000 مدني. كما أجبرت مليون شخص على الفرار من منازلهم، وفقاً للحكومة اللبنانية.
فيما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية أن ما لا يقل عن 95 شخصاً قُتلوا وأصيب 172 في الضربات الإسرائيلية على المناطق الجنوبية في لبنان وسهل البقاع وبيروت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
كذلك جاءت تحذيرات أوستن، بعدما أكدت وزارة الخارجية الإيرانية أمس أنها لن ترسل قوات إيرانية إلى لبنان لمؤازرة حزب الله.
قد يهمك أيضــــاً:
الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير أكثر من 700 هدف لحزب الله
جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن الهجوم على مواقع إنتاج أسلحة لـ«حزب الله»
أرسل تعليقك