القاهرة - سهام أبو زينة
تسعى مصر جاهدة، إلى أن تتحول إلى مركز إقليمي للطاقة، بحكم موقعها الجغرافي والبنيه الأساسيه لإعاده التصدير إلى أوروبا والربط الكهربائي مع الدول العربية، وانطلقت وزارة البترول التي تقود هذا التحول والجهات ذات الصلة لإعداد كل ما يلزم لتحقيق هذا الحلم، حيث بدأت في خطط تطوير شاملة تضمنت الموانئ وخطوط النقل ومعامل التكرير والصناعات الكيماوية بالإضافة إلى الكوادر البشرية.
كما كشف المهندس طارق الملا وزير البترول، في وقت سابق، عن زيادة إنتاج مصر من الغاز الطبيعي بنسبة 50% خلال العام الجاري، متوقعًا زيادة الإنتاج بنسبة 100% في 2019 بفضل المشروعات الجديدة، وهو الأمر الذي سيساعد مصر علي تحقيق الاكتفاء الذاتي وتصدير الفائض.
التنقيب عن الغاز ومصلحة مصر
وقال الدكتور رمضان أبو العلا الخبير البترولي، في هذا الإطار "إن أي عملية بحث وتنقيب عن الغاز الطبيعي لأي دولة في البحر المتوسط، والذي يغطي مساحة ٨٣ ألف كيلو متر مربع، هو في مصلحة مصر بكل تأكيد"، موضحًا أن أي غاز يخرج من تلك المنطقة هو في مصلحة مصر، لأن البنية التحتية لنا هي أفضل طريقة لتصريف ذلك الغاز وبذلك ستصبح مصر مصدرًا إقليميا لتصدير للطاقة".
وأوضح الخبير البترولي، أن المنطقة تحولت إلى منطقة واعدة وجاذبة للاستثمارات من قبل الشركات التي تمتلك إمكانيات البحث والتنقيب، بالمياه الاقتصادية العميقة لها، بعد اكتشافات حقلى "افروديت" وليفياثا فى نيسان/ إبريل ٢٠١١ و حقل "ظهر" المصري مؤخرًا.
التحوُّل من مستهلكة إلى مُصدِّرة
وقال الدكتور جمال القليوبي أستاذ هندسة البترول بالجامعة الأميركية "إن مصر ستتحول من دولة مستهلكة للغاز إلى مصدرة خلال السنوات المقبلة، مضيفًا أن مصر أصبحت تمتلك مصادر غاز كافية.
وأضاف القليوبي أن مصر ستصبح من أكبر الدول المصدرة للغاز في العالم، مشيرًا إلى أن مصر تتحول إلى دولة منتجه للنفط وأنها تحتاج إلى قوة عسكرية لحماية أطماع الدول المعادية والتي لا ترغب في تحول مصر إلى دولة نفطية، مشيرًا إلى أنه خلال عام 2019 إلى 2020 ستستطيع مصر تصدير الغاز إلى الدول التي تحتاج إلى الطاقة، حيث إنها رسالة داخلية وخارجية من مصر بانها اصبحت مركزا اقليميا لتصدير للطاقه.
الخطة المصرية وأفضل الخيارات "المنطقية"
وأشار موقع "يال جلوبال" وفقا لنشرة "انتربرايز"، "إن مصر تُعد أفضل الخيارات "المنطقية" لتصبح مركزًا إقليميا لتصدير الغاز في المنطقة على الرغم من وجود بعض "القضايا العالقة"، مضيفًا أن هناك عوامل عدة تدعم مصر في هذا الأمر من بينها البنية التحتية للتكرير والتصدير والموقع الجغرافي والعلاقات مع الموردين والمشترين بالمنطقة.
كما أشار إلى أن نجاح الخطة المصرية للتحول إلى مركز إقليمي للطاقة يحتاج إلى سياسات دقيقة والمزيد من الشفافية والتواصل مع العناصر الفاعلة الأخرى في المنطقة.
كما تستعد مصر إلى استقبال الغاز القبرصي من حقل أفروديت بحلول 2022، وفقا لما ذكره وزير الطاقة القبرصي جورج لاكوتريبيس ونقلته صحيفة "سيبريس ميل".
وأضاف لاكوتريبيس أن نجاح الخطة يتوقف على المفاوضات التي تجريها الحكومة القبرصية مع كونسورتيوم الشركات العاملة بالحقل والذي يتضمن نوبل إنرجي الأمريكية وديليك الإسرائيلية ورويال داتش شيل حول الشروط المالية لعقد استغلال الحقل.
وتابع "تريد الشركات العاملة بالحقل اعادة التفاوض حول الأمور المالية لأن الأسعار الحالية المتدنية للنفط تجعل صفقة بيع الغاز من حقل أفروديت إلى وحدة التسييل التابعة لشل في مصر غير مجدية"، وفقا لما ذكرته وكالة أسوشيتد برس.
اتفاق مصري قبرصي
وتوصلت مصر وقبرص في مطلع الشهر الجاري إلى اتفاق لمد خط أنابيب يصل بين حقل أفروديت في قبرص إلى محطات الإسالة في مصر. وسيتم التوقيع على الاتفاقية خلال موسم الخريف المقبل.
وقالت مصادر "إن الاتفاق حصل على موافقة الاتحاد الأوروبي وأنه يتم وضع اللمسات النهائية به".
ويعد خط الأنابيب، والذي من المتوقع أن تبلغ تكلفته ما بين 800 مليون ومليار دولار، بمثابة خطوة مهمة في سبيل تحول مصر إلى مركز إقليمي لتصدير الغاز الطبيعي بشرق المتوسط إذا ما كانت تخطط لإعادة تصدير جزء من الغاز المسال إلى أوروبا بعد تلبية الطلب المحلي.
وتستهدف القاهرة على صعيد قطاع الطاقة أيضًا، البدء في تنفيذ مشروع الربط الكهربائي مع قبرص خلال كانون الأول /ديسمبر المقبل، وفقًا لما ذكره مصدر في قطاع الكهرباء لصحيفة "المال"، مضيفًا أن مشروع الربط الكهربائي مع قبرص سيمتد إلى اليونان لنقل وتصدير 2000 ميجاوات كهرباء لتلك الدول، لافتًا إلى أن المشروع سيستغرق تنفيذه 36 شهرًا.
ويُذكر أيضًا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، التقى في حزيران /يونيو الماضي مع يوانيس كاسوليدس رئيس المركز الاستراتيجي لشركة يورو أفريكا إنتركونيكتور القبرصية، بجانب الرئيس التنفيذي للشركة، لبحث خطط تنفيذ مشروع الربط الكهربائي بين مصر وقبرص واليونان بقدرة باستثمارات مبدئية تبلغ 4 مليارات دولار.
تكثيف عمليات التنقيب
وعلي صعيد تكثيف عمليات التنقيب عن النفط والغاز في مصر تخطط شركة "أباتشي" الأميركية لزيادة استثماراتها في مجال التنقيب عن البترول والغاز الطبيعي في مصر إلى مليار دولار سنويًا، وفقا لتصريحات رئيس الشركة جون كريستمان خلال لقائه مع وزير البترول والثروة المعدنية طارق الملا.
وأكد كريستمان، رغبته في تكوين فريق عمل مشترك لإعداد خطة عمل لمدة خمس سنوات تشمل برامج الاستكشاف والحفر، وحجم استثمارات الشركة والإنتاج المتوقع، مضيفا أنه يجرى حاليا دراسة مناطق جديدة للتقدم في المزايدات التي سيتم طرحها، في ضوء الاحتمالات البترولية المرتفعة التي تتميز بها مناطق مصر البترولية.
ووقعت الهيئة المصرية العامة للبترول اتفاقية مع الشركة الأميركية في تموز/ يوليو للبحث والتنقيب عن الزيت الخام والغاز وإنتاجها في منطقة شرق البحرية بالصحراء الغربية، باستثمارات حوالى 9 ملايين دولار ومنحة توقيع 30 مليون دولار لحفر 7 آبار.
"أبيكس" والصحراء الغربية
وفي السياق ذاته، التقى وزير البترول والثروة المعدنية، مع رئيس شركة أبيكس مصر توم ماهر الأسبوع الماضي بحضور وفد من شركة "بلو ووتر إنرجي"، لبحث موقف العمل في منطقتي الامتياز التي فازت بهما شركة "أبيكس" للبحث عن البترول والغاز في منطقتي جنوب شرق مليحة بالصحراء الغربية وغرب بدر الدين تمهيدا لحفر عدد من الآبار خلال العام المقبل، وفقًا بيان صادر عن وزارة البترول.
وقالت شركة "أبيكس إنترناشونال" في آيار /مايو الماضي، إنها بصدد البدء في عمليات الحفر الاستكشافية في امتيازي غرب بدر الدين وجنوب شرق مليحة بالصحراء الغربية في الربع الرابع من العام الجاري.
وأضافت الشركة حينها "إن هذا العمل جزء من التزام أبيكس باستثمار 27.4 مليون دولار كحد أدنى في المرحلة الأولى لعمليات الاستكشاف والتي تشمل القيام بدراسات جيولوجية مفصلة، وإجراء مسوحات ثلاثية الأبعاد للآبار"، وفازت الشركة الأميركية بامتياز الاستكشاف في غرب بدر الدين العام الماضي.
أرسل تعليقك