القاهرة - علي السيد
قال الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط إن الجيوش العربية هي مرافئ الأمان في بحار منطقتنا المضطربة، وهي الملاذ والملجأ وسط عواصف الفوضى ورياح الخطر، ويُخطئ من يظن أن الجيوش مؤسسات تعنى بالحرب والقتال فحسب، أو أن مهمتها تنحصر في الشأن العسكري المباشر.
وأوضح أبو الغيط خلال كلمة له في كلية الدفاع الوطني في عمان، أن الجيوش الحديثة هي مؤسساتٌ تنهض بأعباء الأمن القومي للمجتمعات بالمعنى الشامل للكلمة، ومهامها لا تقف عند حدود الانشغال بما هو جار من تطورات وأحداث، بل تمتد لاستشراف المستقبل واتجاهاته الرئيسية .. تحسباً من المخاطر واغتناماً للفرص.
وشدد الأمين العام على أن أهم ما يُميز الجيوش الحديثة هو هذه القدرة على القراءة السليمة للمستقبل والاستعداد له والتكيف معه.. وغالباً ما تنشغل بهذه الأمور هيئات بعينها داخل المؤسسات العسكرية –مثل كليتكم الموقرة- تضم النخبة من أبنائها، وتنخرط في حالة مستمرة من العصف الذهني من أجل استقراء المستقبل، والخروج بخيارات مختلفة للتعامل مع التحديات التي يطرحها.
وقال أبو الغيط إن المنطقة مازالت تتعافى من حالة الاضطراب غير المسبوقة التي ضربتها في 2011 .. إن ما جرى يُشبه الزلزال الهائل الذي ما زالنا نعاني توابعه إلى اللحظة الحالية، واقتناعي أن هذه التوابع ستظل تؤرقنا لسنواتٍ وعقود.
وحذر أبو الغيط من تهديد الإرهاب الذي يعد أخطر ما يواجه المنطقة العربية في اللحظة الحالية .. هناك مؤشراتٌ إيجابية مثل هزيمة داعش وإنهاء سيطرتها على الغالبية الكاسحة من المناطق التي كانت تتحكم فيها في سوريا والعراق، إلا أنه ينظر للتهديد الإرهابي بوصفه معركة ستستمر لسنواتٍ قد تطول.
وأشار أمين عام الجامعة العربية إلى أن الخطوة الأولى نحو نظام أمني عربي هي أن تدرك كل دولة أن المخاطر التي تتهدد جيرانها وأخواتها من الدول العربية هو تهديد لأمنها .. هذا هو المعنى الأبسط لأي منظومة تقوم على الأمن الجماعي.. ويقيني أن تجربة السنوات الماضية –منذ 2011-، بكل ما انطوت عليه من ألم ومعاناة.. قد دفعت الكثير من الدول العربية لتبني هذه النظرة واعتناق ذلك النهج في التفكير، ومن بين هذه الدول بالتأكيد سلطنة عمان التي يشهد الجميع أنها تتبنى نهجاً فريداً في السياسة الخارجية يستقرئ الواقع بصورة دقيقة، ويقيس تحركاته على "مسطرة العروبة" والانتماء لها والاحتماء بها
أرسل تعليقك