عكست نتيجة الثانوية العامة في مصر مجموعة مفارقات لافتة، ولقطات إنسانية صاحبت تتويج مجموعة محدودة من الطلاب كأوائل على مستوى الجمهورية حيث عاشوا لحظات من الترقب والقلق مع الإعلان الرسمي عن نتائجهم.
وجاء من بين الطلاب اللذين لمعوا خلال الساعات القليلة الماضية، من تنافس مع أصدقاءه على حجز المقاعد الأولى بين المتفوقين، وأخرين جربوا نظما تعليمية جديدة، ومنهم مصابين بالتوحد.
ورصد "مصر اليوم" قضاء أسرة الطالبة همس أبو صالح ليلة كاملة على "كاميرات اللايف" لتبادل لحظات الفرح والتهنئة مع والد الطالبة المتواجد في بلد أخرى "السودان"، قائلة في تصريحات خاصة: "لي طقوس خاصة في الاحتفال بالمناسبات العائلية، ولم يكن سهلا أن يتم إعلان تفوقي على مستوى الجمهورية ويكون والدي ليس حاضرا".
وتابعت، "أصبحت الثانية على مستوى الجمهورية بشعبة الأدبي، وأول ماهرولت إليه مع سماع النتيجة، هو التواصل "لايف" مع والدي في السودان بسبب عمله، وظللت احتفل معه لساعات في حضور باقي الأسرة".
وأكدت همس أن المناهج المصرية في حاجة إلى تحديث، وأنه يجب أن يكون هناك حلول عملية تمنع حالات الضغط العصبي الشديد على الطلاب، وتأمين مستقبلهم بفرص واعدة في سوق العمل.
الطالبة، دنيا عادل السيد أحمد علي، لم تمنعها إصابتها بمرض "التوحد" من التفوق، وتحصيل أعلى الدرجات، في الشهادة الثانوية العامة بنظام "الدمج" شعبة "علمي علوم"، وهو الأمر الذي عبرت عنه، ابنة قرية المنشية، مركز بلبيس، بمحافظة الشرقية، التي قالت: "كرم كبير أوي من ربنا".
وحصلت "دنيا"، على المركز الأول على مستوى الجمهورية، بمجموع درجات 398.5 درجة، بنسبة 97.17%.
وقالت والدة دنيا، في "إن ابنتها هي الأصغر بين أشقائها، وأكثرهم حنانًا، لافتةً إلى أن الله ابتلاها بالمرض، وكافأها على صبرها بالحصول على المركز الأول على مستوى الجمهورية، وأشارت الأم، إلى أن "دنيا" كثيرًا ما تساعدها في شئون المنزل".
فيما أوضحت الطالبة أن أمنتيها الأولى هي الالتحاق بكلية الطب العسكري، أو الحصول على منحة من الجامعة الأمريكية.
أما "فاطمة فؤاد" فقد حصلت على مجموع 408.5 في الثانوية العامة، لتطغى فرحة كبيرة علي أسرتها، لتروي: انتظرت أن تتلقى مكالمة من وزير التعليم طارق شوقي ولتوقعها أن تكون ضمن أوائل الثانوية العامة، لكن ذلك لم يحدث، "زعلت لما عرفت إن الوزير كلم الأوائل ومكلمنيش، قلت الحمد لله على كل حال وإن شاء الله ربنا كاتبلي خير"، قضت ليلتها في قلق وتوتر، وتعلقت بأمل أن يعلن اسمها في المؤتمر الصحفي للإعلان عن الأوائل، وقد كان.
وقالت "إنه كانت مفاجأة كبيرة بالنسبة لها، حصلت الطالبة بمدرسة عباس العقاد الرسمية لغات، على المركز الثاني بشعبة أدبي بمجموع 408.5".
وتابعت، "طوال المراحل التعليمية المختلفة، كان التفوق رفيق "فاطمة"، تحصل على المراكز الأولى دوماً، لذا وضعت نصب أعينها أن تكون ضن أوائل الثانوية العامة هذا العام "من قبل ثانوي وأنا حاطة ده في دماغي ومستنية اللحظة دي"، ساعدتها أسرتها ومعلميها على ذلك "بابا وماما عمرهم ما حسسوني إنها سنة صعبة وثانوية عامة فلازم توتر، لكن كانوا دايماً مطمنيني وبيدوني دافع، ماما كانت علطول تقولي ما دام تعبتي ربنا مش هيضيع تعب حد"، كذلك كانت تحرص على الالتزام بنصائح أخيها، الطالب بمدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا".
أما عبدالرحمن يحيي لم يكن التحاقه بمدارس المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا قرارًا سهلًا، فالانتقال من التعليم العادي لشكل جديد من تلقي المعلومات احتاج جهدا كبيرا من الطالب، لكنه تأقلم سريعًا، وعقب 3 سنوات حصد المركز الأول على مستوى الجمهورية لمدارس المتفوقين.
وسرد أن هناك 2766 طالبا يتبعون نظام مدارس المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا في مصر، موزعين على 14 مدرسة، وهو المشروع الذي بدأته وزارة التربية والتعليم قبل سنوات ودعمته المعونة الأمريكية لترسيخ نمط جديد من التعليم القائم على الإبداع ودمج التكنولوجيا بالعلوم.
أرسل تعليقك