تتواصل الاحتفالات بعيد المرأة في العالم ضمن سياقات مختلفة حيث قصص نجاح سيدات الأعمال ووزيرات الحكومة ورائدات العمل العام، ليتواصل "مصر اليوم" مع مجموعة من النماذج التي سطّرت قصص نجاحها داخل الواقع المصري.
سردت بداية أمل فاروق عمرها 41 حكايتها التي جاءت نقطة التحول فيها وفاة زوجها في حادث أليم، تاركا خلفه 3 أطفال في عمر مبكرة، فاستطاعت أن تلملم شتات نفسها وتعاود الوقوف على أرض صلبة، وتبدأ معهم رحلة طويلة وصفتها بـ"الشاقة جدا" من أجل تربيتهم وضمان تعليم مناسب لهم.
وذكرت فاروق أنها واجهت كم لم تكن تتخيله من الضغوط المعيشية والمجتمعية، وكان التحدي الأكبر هو توفير ما يلزم من المال للأولاد، فسارعت إلى تعليم نفسها بشكل ذاتي أصول وقواعد التدريس، ودعمت ذلك بمجموعة من الدورات التدريبية المعترف بها من وزارة التربية والتعليم، وكانت بداية التحاقها بفصول للتقوية ومحو الأمية.
اقرا ايضا : انتصار السيسي تعرب عن تقديرها للمرأة المصرية وتأكيدها علي حق المساواة
تابعت: "كنت صاحبة أرقام قياسية في عدد من أقوم بتعليمهم ومحو أميتهم، وهو ما أتقاضى مقابله أجرا، وأحصد معه إشادات بأنني استثناء بين من عملوا في هذا المجال، كما أنني قدمت دروس للتقوية لأقاربي وجيراني مقابل مبالغ زهيدة لاترقى أبدا لما يدفعوه في الدروس الخصوصية، وطوال عقد كامل من الزمان، 10 سنوات بلا كلل أو ملل، استطعت تلبية طموحات أسرتي، والتحق ولداي بكليات التجارة في جامعة القاهرة، والبنت الوسطى تمكنت من دخول كلية الصيدلة".
وتروي هبة كامل، 34 عاما، أن زواجها كان سعيدا في بدايته، واصطحبها زوجها لشريحة رفيعة في المجتمع، وسكنت بمناطق التجمع الخامس الراقية، ولكن تعرضت للانفصال قبل 4 أعوام، وحرمها زوجها من أغلب حقوقها، وتعمد التنكيل بها وضمان إقحامها في شظف من العيش، إلا أنها لم تعرف معنى كلمة "استسلام" أو ترد على خاطرها.
تضيف: "لجأت على الفور إلى تعلم "المشغولات اليدوية"، بعد عامين من مواصلة الإنتاج ليل نهار دون توقف، تمكنت من افتتاح "مشروع صغير" وحصلت من أجله على دعم حكومي، حيث خاضت رحلة 6 أشهر متتالية في دهاليز الحكومة للحصول على تراخيص دون أي كلل، لتشير إلى أن رفض والديها مساعدتها أضاف لعزيمتها مزيد من الصلابة، وحاليا استطاعت أن تلحق أولادها بمدارس ذات مستوى جيد، ونجحت في إدخار مبلغ نقدي، تقول أن أهم مايميزه، أنه من "خالص مجهودها الفردي" لـ6 أعوام من الصراع مع الجميع"، أما إسراء جميل، فتاة تبلغ الـ24 عاما، تقول إنها خاضت حربا ضروس، من أجل أن يسمح لها أهلها في عمق الصعيد المصري، بأن تغادر وحدها إلى القاهرة من محافظة سوهاج، وأنها استطاعت أن تحصد درجات التفوق لتلتحق بكلية القمة تحت قبة جامعة القاهرة في تخصص "السياسة والاقتصاد، وأن الأمر كان بمثابة حلم لديها، بمجرد تشكل وعيها، رسمت كل ما يمكن أن يقود إلى ذلك من خطط".
وتابعت: "بعد عملية إقناع في غاية الصعوبة لأهل بيتها بالسماح لها بالسفر بضمانات شاقة اتفقهم معهم عليها، كان التحدي التالي هو النجاح وسط مجتمع جديد كليا عليها، بعادات وتقاليد مختلفة، وعقليات أغلبها يرفض عمل المرأة، لا سيما لو لم تكن قاهرية"، مشيرة إلى أنها كانت تعيش في "كابوس" لمدة 4 أعوام في الدراسة بسبب تنغيص الأهل وصراعات المجتمع.
وتختتمت: "إلا أنني كنت أرد على ذلك بتقدير الامتياز في كلية الاقتصاد، وكنت أحوذ الإعجاب في مختلف المؤتمرات التي أسارع للمشاركة فيها، وحاليا استطعت أن أعمل في أحد البنوك "الكبرى" لأجلب لأهلي الفخر لا العار كما كانوا يهددوني، وحاليا على مشارف ارتباط ناجح، وتكوين أسرة ستجمع بين أهلي في الصعيد وأسرة خطيبي في الدلتا.
وقالت أستاذ علم الاجتماع في جامعة بنها الدكتورة هالة منصور، إنه يجب الالتفات إلى أحوال المرأة عن قرب على أرض الواقع، ومما لاشك فيه أن قصص الشخصيات البارزة هامة كالوزيرات والشخصيات العامة، إلا أن تسليط الضوء على قصص الكفاح المنسية مسألة مهمة، وتستيطع أن ترشد الدولة لمتطلبات المراة الحقيقية.
وأضافت منصور أنه يجب حماية المرأة وإنصافها على صعيد التشريعات والمعاملات القانونية لأنها أكثر ما تؤروق المرأة، بخلاف تحصينها من المضايقات في الشارع وسوق العمل، وهو مايحتاج إلى حملات إعلانية توعوية ضخمة، مثمنة النجاح في حملات كالقضاء على ختان الإناث وتسهيل الحصول على القروض الصغيرة.
قد يهمك ايضا : السيسي يحتفل باليوم العالمي للمرأة على "فيسبوك" داعيًا "دُمتُنّ رمزًا للقوة"
مصر تستضيف المؤتمر الدولي الثالث لحركة المرأة في العلوم 2019
أرسل تعليقك