القاهرة - محمود حساني
أكد المتحدث باسم الرئاسة المصرية، السفير علاء يوسف، أن هناك تعاون وثيق بين القاهرة وواشنطن في مختلف المجالات، يأتي على رأسها التعاون العسكري، الذي يُعد أهم محاور العلاقات بين البلدين، وأداء لإرساء السلام في منطقة الشرق الأوسط، في ظل ما تُعاني منه المنطقة الآن من أوضاع واضطرابات وانتشار للجماعات المتطرفة.
وأضاف السفير علاء يوسف، في تصريحات إعلامية له الأحد، أن الهدف من زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي، هو التواصل مع الإدارة الأميركية الجديدة، بعد وصول دونالد ترامب إلى حكم البلاد، وتعزيز أواصر الروابط الاستراتيجية بين البلدين، واطلاعها على جميع الأوضاع التي تشهدها مصر والمنطقة.
وتابع يوسف، أن الإدارة الأميركية أشادت بدور مصر المحوري في منطقة الشرق الأوسط، وسعيها إلى الوصول إلى تسوية سياسية للأزمات الراهنة، وبجهودها في مواجهة التطرف. ووصل الرئيس السيسي، مساء السبت، إلى قاعدة أندروز الأميركية في واشنطن، في زيارة عمل إلى الولايات المتحدة الأميركية.
وتُعد هذه الزيارة الأولى للرئيس عبدالفتاح السيسي إلى واشنطن، منذ تنصيبه رئيسًا للجمهورية. ومن المُقرر أن يجري الرئيسان مباحثات مهمة في البيت الأبيض، لتعزيز العلاقات الثنائية والتشاور فيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية والدولية.
والعلاقات المصرية الأميركية منذ أن بدأت رسميا بفتح قنصلية للولايات المتحدة في عام 1832 وحتى الآن، تأرجحت هذه العلاقات، بين التعاون والصراع عبر المراحل الزمنية المختلفة، ووصلت العلاقات المصرية الأميركية قمتها الصراعية عام 1967، حين اتخذت مصر قرارًا بقطع العلاقات السياسية مع الولايات المتحدة، إثر قيام الأخيرة بتقديم دعم عسكري غير محدود لإسرائيل في عدوانها على مصر، واحتلالها لأراضي سيناء المصرية والجولان السورية والضفة الغربية لنهر الأردن وقطاع غزة.
وبعد انتصار مصر التاريخي على إسرائيل في حرب تشرين الأول/ أكتوبر المجيدة وتحرير مصر لسيناء العزيزة، تم استئناف هذه العلاقات في آذار/ مارس 1974 وخلال سنوات قليلة استطاعت مصر أن تطور علاقات خاصة مع الولايات المتحدة ومنذ عام 1978 أصبحت الولايات المتحدة، بمثابة شريك كامل في محادثات السلام المصرية الإسرائيلية، والمصدر الرئيسي للأسلحة وأكبر مانح للمساعدات الاقتصادية لمصر. ومع ثورة الشعب المصري في 30 حزيران/يونيه، وما صاحبها من عزل جماعة الإخوان المحظورة من حكم البلاد، شهدت العلاقات بين مصر وأميركا نوعًا كبيرًا من التوتر وصلت إلى حد قطع المعونة الأميركية عن مصر.
ويتوقّع خبراء سياسيون أن تشهد العلاقات "المصرية-الأميركية"، تقاربًا كبيرًا خلال عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إذ سبق أن أبدى "ترامب"، إعجابه بالرئيس عبدالفتاح السيسي، وأبدى تطلعه أن تشهد العلاقات بين البلدين، تعاوناً كبيراً لمواجهة التحديات المشتركة في المنطقة، وعلى رأسها مكافحة التطرف، وذلك خلال لقاء سابق جمع بينهما، في 21 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أثناء زيارة السيسي إلى الولايات المتحدة، للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
أرسل تعليقك