القاهرة - مصر اليوم
أشاد الرئيس عبدالفتاح السيسي، بدور المشير محمد حسين طنطاوي، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي الأسبق، خلال فترة حرب أكتوبر وغيرها من الفترات التي تولى فيها مسؤولية البلاد.
وقال الرئيس، خلال الندوة التثقيفية الـ31 للقوات المسلحة، لمناسبة الذكرى الـ46 لانتصارات أكتوبر، الأحد: "إذا كنا نتحدث عن الفرقة 16 مشاة في حرب أكتوبر، معانا قائد الكتيبة 16 المشير محمد حسين طنطاوى، الراجل العظيم الذي قاد مصر في أصعب الفترات».
ونستعرض في السطور التالية ملامح من تاريخ ومسيرة عطاء المشير محمد حسين طنطاوي.
نشأته
وُلد المشير محمد حسين طنطاوي 31 أكتوبر عام 1935 في منطقة عابدين في وسط القاهرة لأسرة نوبية من أسوان، تعلم القرآن في الكتاب وحصل على الثانوية العامة من مدرسة الخديو إسماعيل الثانوية.
مشواره العسكري
التحق بالكلية الحربية وحصل على بكالوريوس العلوم العسكرية من الكلية الحربية عام 1956، ثم بدأ مسيرته العسكرية ضابطا بالمشاة ثم معلما بالكلية الحربية في فترة الستينات والتي أتاحت له الفرصة أن يعد أجيالا كثيرة تتلمذت على يديه وغرز فيها عشق الوطن.
عمل المشير طنطاوي رئيسا لهيئة العمليات وفرقة المشاة، كما شارك في العديد من الحروب القتالية منها حرب 1956 وحرب 1967 وحرب الاستنزاف، بالإضافة إلى حرب أكتوبر 1973 كقائد لوحدة مقاتلة بسلاح المشاة، وقد حصل على نوط الشجاعة العسكري، ثم بعد ذلك عمل عام 1975م ملحقاً عسكرياً لمصر في باكستان وبعدها في أفغانستان.
وفي عام 1987 تولى منصب قائد الجيش الثاني الميداني، ثم قائد قوات الحرس الجمهوري عام 1988 حتى أصبح قائداً عاماً للقوات المسلحة ووزيراً للدفاع عام 1991 برتبة فريق، وعقب شهر واحد أصدر الرئيس الأسبق حسنى مبارك قرارًا بترقيته إلى رتبة فريق أول، كما صدر قرار جمهوري نهاية عام 1993 بترقيته إلى رتبة المشير ووزيرا للدفاع والإنتاج الحربي.
أقرأ أيضا :
وفد الكونجرس يؤكد دور مصر المحوري في نشر ثقافة السلام بالشرق الأوسط
الأوسمة
حصل المشير طنطاوي خلال مشواره العسكري على العديد من الأوسمة والأنواط والميداليات منها وسام التحرير، ونوط الجلاء العسكري، ونوط النصر، ونوط الشجاعة العسكري، والتدريب، والخدمة الممتازة، ووسام الجمهورية التونسية، ووسام تحرير الكويت، ونوط المعركة، وميدالية تحرير الكويت، بالإضافة إلى ميدالية يوم الجيش.
معركة المزرعة الصينية
تعد من أهم المعارك بل وأخطر البطولات المصرية خلال حرب أكتوبر 1973، والتي قادها المشير محمد حسين طنطاوي، قائد الكتيبة 16 من الفرقة 16 مشاة، وكان وقتها برتبة مقدم، وذلك نظرًا لتأثيرها الكبير سواء من الناحية التكتيكية على أرض المعركة أو من الناحية النفسية بين الجنود، بما أسهم في تحقيق الانتصار المدوي على العدو الصهيوني.
بدأت مهام الكتيبة يوم 6 أكتوبر بعبور المانع المائي لقناة السويس في نصف ساعة فقط، بدلا من ساعة، ثم بدأت الكتيبة في التقدم باتجاه الشرق وحققت مهامها الأولية باستيلائها على رؤوس الكباري الأولى وصد وتدمير الهجمات المضادة التي وجهت إليها، وكانت حصيلة ذلك تدمير 5 دبابات من قوات العدو، وعزل النقطة القوية بالدفرسوار وحصارها، ثم قامت الكتيبة بتطوير الهجوم في اتجاه الشرق وتحقيق مهمة احتلال رأس الكوبري النهائي، مع الاستمرار في صد وتدمير الهجمات المضادة للعدو.
أما أهم المعارك التي خاضتها هذه الكتيبة فكانت معركة المزرعة الصينية، ومنطقة المزرعة الصينية يرجع تاريخها إلى عام 67 حيث تم استصلاح هذه الأرض لزراعتها وتم إنشاء بعض المنازل بها وشقت الترع وقسمت الأحواض لزراعتها، وكان يطلق عليها أيضًا قرية الجلاء.
بدأت المعركة في هذه المنطقة عندما استنفذ العدو الإسرائيلي جميع محاولاته للقيام بالهجمات والضربات المضادة ضد رؤوس الكباري فبدأ يتجه إلى ضرورة تكثيف الجهود ضد قطاع محدد حتى تنجح القوات الإسرائيلية في تحقيق اختراق تنفذ منه إلى غرب القناة، وكان اختيار القيادة الإسرائيلية ليكون اتجاه الهجوم الرئيسي لها في اتجاه الجانب الأيمن للجيش الثاني الميداني في قطاع الفرقة 16 مشاة وبالتحديد في اتجاه محور الطاسة والدفرسوار، وبذلك أصبحت المزرعة الصينية هي هدف القوات الإسرائيلية المهاجمة في اتجاه قناة السويس على هذا المحور.
وخلال هذه الفترة ركزت القوات الإسرائيلية كل وسائل النيران من قوات جوية وصاروخية ومدفعية باتجاه تلك المنطقة، وكان الهدف من الضرب وخاصة في مقر تمركز الكتيبة 18 هو تدمير الكتيبة أو زحزحتها عن هذا المكان باتجاه الشمال بأي وسيلة.
بدأت معركة المزرعة الصينية يوم 15 أكتوبر حيث قام العدو بهجوم مركز بالطيران طوال النهار على جميع الخنادق وقيادة الكتيبة وكان الضرب دقيقا ومركزًا، كما سلطت المدفعية بعيدة المدى نيرانها بشراسة طوال ساعات سطوع الشمس، واستمر هذا الهجوم حتى الغروب، ومع ذلك لم يصب خلال هذا الضرب سوى 3 جنود فقط، وكان ذلك بسبب خطة التمويه والخداع التي اتبعتها الكتيبة، وقبل أي ضربة جوية كانت تحلق طائرات لتصوير الكتيبة، وبعد التصوير مباشرة كانت تنقل الكتيبة بالكامل لمكان آخر فيتم ضرب مواقع غير دقيقة.
وفي الساعة الثامنة إلا الربع مساء نفس اليوم وصل إلى أسماع الكتيبة أصوات جنازير الدبابات بأعداد كبيرة قادمة من اتجاه الطاسة، وبعدها بربع ساعة قام العدو بهجوم شامل مركز على الجانب الأيمن للكتيبة مستخدمًا 3 لواءات مدرعة بقوة 280 دبابة ولواء من المظلات ميكانيكى عن طريق 3 محاور مكونة من فرقة أدان القائد الإسرائيلي من 300 دبابة وفرقة مانجن القائد الإسرائيلي 200 دبابة ولواء مشاة ميكانيكى وتم دعمهم حتى يتم السيطرة.
وعزز لواء ريشيف القائد الثالث بكتيبة مدرعة وكتيبة مشاة ميكانيكى وكتيبة مشاة ميكانيكى مستقلة، وأصبحت بذلك قيادة ريشيف 4 كتائب مدرعة وكتيبة استطلاع مدرعة و3 كتائب مشاه ميكانيكى وأصبحت تشكل نصف قوة شارون، ومع كل هذا الحشد من القوات قام العدو بالهجوم وتم الاشتباك معه بواسطة الدبابات المخندقة والأسلحة المضادة للدبابات وتم تحريك باقي سرية الدبابات في هذا الاتجاه، وقد أدت هذه السرية مهمتها بنجاح باهر، حيث دمرت 12 دبابة ولم تصب أي من دباباتنا بسوء، وتم اختيار مجموعة قنص من السرايا وبلغت 15 دبابة وتم دفع أول مجموعة وضابط استطلاع وضباط السرايا، ثم دفعت الفصيلة الخاصة ومعها الأفراد حاملي الآر.بى.جى إلى الجانب الأيمن وقامت بالاشتباك مع العدو حتى احتدمت المعركة وقلبت إلى قتال متلاحم في صورة حرب عصابات طوال الليل حتى الساعة السادسة صباح اليوم التالي، وقد تم تدمير60 دبابة في هذا الاتجاه.
وفى الساعة الواحدة من صباح يوم 16 أكتوبر قام العدو بالهجوم فى مواجهة الكتيبة 18 مشاة وأمكن صد هذا الهجوم بعد تدمير 10 دبابات و4 عربات نصف مجنزرة، ثم امتد الهجوم علي الكتيبة 16 الجار الأيسر للكتيبة 18 مشاه وكانت بقيادة المقدم محمد حسين طنطاوى، وكانت قوة الهجوم عليه من لواء مظلي ومعه لواء مدرع وكتيبة، ونتيجة لقرار قائد الكتيبة تم حبس النيران لأطول فترة ممكنة وبإشارة ضوئية منه تم فتح نيران جميع أسلحة الكتيبة 16 مشاة ضد هذه القوات المتقدمة واستمرت المعركة لمدة ساعتين ونصف الساعة حتى أول ضوء.
جاءت الساعات الأولى من الصباح مكسوة بالضباب مما ساعد القوات الإسرائيلية على سحب خسائرها من القتلى والجرحى، ولكنها لم تستطع سحب دباباتها وعرباتها المدرعة المدمرة والتي ظلت أعمدة الدخان تنبعث منها طوال اليومين التاليين.
طنطاوي وزيرا للدفاع
شهدت فترة عمله كوزير للدفاع في عام 1991 طفرة عسكرية في شتى المجالات حيث أحدث طفرة في إسكان الضباط وضباط الصف كما شملت الطفرة أيضا النهوض بالمستشفيات العسكرية وتطويرها ثم السماح بعلاج المدنيين بها، بالإضافة إلى المشاركة في إنشاء البنية التحتية لمصر فضلا عن إنشاء استادات رياضية على أحدث النظم العالمية فكانت فترة عمله كوزير للدفاع فترة نجاحات كبيرة، وكان المشير طنطاوى لا يترك فرصة للقاء ضباطه إلا وكان يتقدم صفوف الحاضرين ويناقش القادة وصغار الضباط.
أحداث 25 يناير
عندما خرجت الجماهير في 25 يناير مطالبة بتغيير النظام، استجابت القوات المسلحة لمطالب الشعب، وأمر المشير طنطاوي بتوفير الحماية الكاملة لكل الجماهير الغاضبة في جميع المحافظات.
وعقب تنحي الرئيس الأسبق حسني مبارك، وتفويض القوات المسلحة بإدارة شؤون الدولة، تولى المشير طنطاوي مسؤولية البلاد بصفته رئيسا للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، واستطاع المشير طنطاوي بمنتهى الحكمة والقدرة والكفاءة أن يحافظ على سفينة الوطن من الغرق، والتصدي لكل المؤامرات التي كانت تحاك للوطن خلال تلك الفترة العصيبة من تاريخ مصر.
ونجح في العبور بالوطن إلى بر الأمان رغم كل محاولات الاستفزاز التى تعرض لها، وتعرضت لها القوات المسلحة في تلك الفترة الدقيقة إلا أنه كان بمثابة حائط الصد الذي يتلقى الضربات عن الشعب، وخرجت مصر من تلك الفترة قوية آبية، في الوقت الذي انهارت فيه دول وأنظمة كثيرة بالمنطقة، إلا أن مصر ما زالت قوية بفضل أبنائها المخلصين من أمثال المشير طنطاوي، وبفضل قواتها المسلحة التي كانت وستظل دائما الصخرة القوية التي يتحطم عليها مطامع الأعداء.
قد يهمك أيضا :
قرار جمهوري بإصدار ميدالية تذكارية لليوبيل الفضي للقوات البحرية
أرسل تعليقك