أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي انه ناقش تطوير العلاقات الاستراتيجية والقضايا الاقليمية مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، مؤكدًا لها أن "مصر تخوض معركة حاسم ضد الإرهاب والتطرف لمواجهة الخطر المشترك والتنسيق والتعاون في هذا المجال".
وأوضح خلال مؤتمر صحافي مشترك مع ميركل اليوم الخميس، أن هناك تعاونًا عميقا بين مصر وألمانيا في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، قائلا: إن "زيارة المستشارة أنجيلا ميركل تأتي اليوم بعد تحولات وأحداث كبيرة شهدتها مصر خلال السنوات الماضية، وما عكسته من عزم الشعب المصري على إنفاذ إرادته والحفاظ على هويته ومقدراته وتحقيق أهداف الأجيال الشابة في اللحاق بركب التقدم والتنمية.
وقال السيسي إن "مصر بالفعل تقوم بمسيرة جادة نحو بناء مستقبل مشرق لأبنائها وهي مسيرة نتطلع فيها إلى دعم قوى من شركائها وفى مقدمتهم ألمانيا، وإنه يتطلع لأن تكون الزيارة بمثابة انطلاقة جديدة للعمل المشتركة". وأوضح أن الجهود حول ليبيا تحتاج الى مزيد من التواصل لأن مصر تريد الوصول إلى الحل السياسي في ليبيا والحفاظ على وحدة أراضي ليبيا دون تقسيم ونسعى لاشراك القوى السياسية في ليبيا من خلال تحجيم عمل الجماعات المسلحة، وإن فكرة تراجع أو مد نفوذ لدول ما ليس هدف مصر، وتعزيز الوضع في ليبيا سوف ينعكس على أمن أوروبا أيضا.
وأشار السيسي إلى أنه بحث مع المستشارة الألمانية ضرورة التعاون في ملف اللاجئين والعمل على ضرورة تحسين أوضاعهم خلال الفترة المقبلة. وأوضح أنه أطلع ميركل على الخطوات التي اتخذتها مصر خلال السنوات الثلاث الماضية، على صعيد تحقيق الاستقرار السياسي، وما أنجزه الشعب المصري خلال فترة وجيزة في سبيل ترسيخ دعائم الدولة المدنية الحديثة، واقراره لدستور متطور يحمي الحريات بشكل غير مسبوق ويحفظ لمصر هويتها، وانتخاب برلمان متنوع يمثل جميع فئات المجتمع، بما يؤكد عزم مصر وحرصها على ارساء سيادة القانون واحترام حقوق الانسان والحريات الاساسية بالتوازي مع جهود الحفاظ على امن واستقرار البلاد والتصدي لتداعيات الامن الاقليمي المتأزم.
وفي ما يخص الوضع في سورية، أكد السيسي على ضرورة التوافق لحل أزمات المنطقة وخاصة في سورية وأن مصر تصرُّ على عدم التدخل في شؤون الآخرين، وأن لا تأخذ الجماعات المسلحة أي دور في الدول التي تنتشر فيها، وإننا نساعد الجيوش الوطنية من أجل مواجهة هذا الخطر، وهناك نقاط نؤكد عليها في سورية وأبرزها وحدة الأراضي السورية وعدم ترك الشعب السوري دون الوصول لحل واضح يحفظها من أيدي الإرهابيين، وإعادة إعمار سورية، والموضوع أيضا متواجد في ليبيا، ويجب أن ترفع الدول التي تدعم الإرهاب يدها عنهم، ويجب أن يكون موقفنا حاسم بشأن ذلك.
وقال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إن بلاده لا تقوم بعمل معسكرات للاجئين وتعامل اللاجئين مثل المصريين تماما حيث يعيشون وسطهم ويلقون نفس المعاملة. وفي ما يخص حقوق الإنسان، أوضح خلال المؤتمر الصحافي مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اليوم، أن كل الأصدقاء الأوروبيين يشغلهم قضية حقوق الإنسان، وإن مصر حريصة على حقوق الإنسان في مصر ومن فضل الجميع مراجعة المنطقة وظروفها وحالة الدول بالكامل وموقف التطرف والإرهاب الذي يقوم بعمليات ضد المدنيين وكل عناصر الدولة المصرية على مدار الثلاث سنوات الماضية.
وأشار السيسي إلى أن القارة الأوروبية إذا تعرضت لحجم التهديدات والهجمات التي تعرضت لها مصر خلال الـ40 شهرا الماضية وسقط منهم المئات سيكون رد فعلكم قاسيًا جدًا للذين ينفذون هذه العمليات، ولكن مصر قامت بتنفيذ القانون ولا تستخدم القوة إلا في حالة رفع السلاح ضد الدولة المصرية.
أما المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل فقد أكدت مصر تلعب اليوم دورًا مهمًا في كل المنطقة وهو دور محوري، لافتة إلى أن المناقشة مع الجانب المصري ركزت على العلاقات الثنائية في كل المجالات والتعاون الاقتصادي. وأبدت ميركل في المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس السيسي من قصر الاتحادية، سعادتها بمشروع المحطات الكهربائية الذى تنفذه شركة "سيمنز" الألمانية في مصر، قائلة: "تسعدنا مراسم افتتاح مشروع المحطة الكهربائية لشركة سيمنز، وتم تحقيقه في وقت سريع للغاية وبشكل رائع، وفي النهاية سيضمن هذا المشروع إمدادات كهربائية لـ45 مليون شخص"، مؤكدة أن هذا تقدم واضح بالنسبة للشعب المصري.
وأضافت ميركل "نحن نرحب الاستقبال المهم في مصر والعلاقات بين البلدين يربط بينهما تاريخ طويل وخاص، وإن حديثنا ناقشنا التعاون الاقتصادي، وتحدثنا عن المؤسسات السياسية الألمانية وتطوير المجتمع المدني ومواجهة الصعوبات التي يتعرض لها ونسعى الى معالجة القضايا القديمة وحل المشكلة الخاصة بمنظمات المجتمع المدني. وأكدت على أن سيادة القانون مهمة للغاية لتطوير البلد والمجتمع".
وفي ما يخص مكافحة الإرهاب، قالت ميركل "نتمنى كل النجاح لمصر في مواجهة هذا الخطر وتعزيز الوضع في ليبيا وتعزيز الجهود في ليبيا ونحن نهتم مع مصر بالعمل على الوضع في ليبيا، وفي ما يخص التجهيزات التنقية من أجل مراقبة الحدود لمواجهة الهجرة غير الشرعية ونحن نتذكر المشهد المروع حول غرق عشرات الأشخاص المصريين في البحر المتوسط".
وأشارت المستشارة الألمانية إلى أن مصر استقبلت 500 ألف لاجئ سوري واستقبلت لاجئين أخرين وقالت "نحن أمامنا مهمة مشتركة لتحسين حياة اللاجئين ومواجهة الظروف الصعبة ومصر في مرحلة اقتصادية محورية وان تعزيز الوضع الاقتصادي أساس الاستقرار والتزام مصر ببرنامج الاصلاح يشكل مرحلة صعبة ومصر شجاعة للغاية في هذا السياق والمانيا تدعم برنامج النقد الدولي والتزمنا بدعم مصر بمبلغ 250 مليون دولار وسوف نوافق على مبلغ آخر في بداية العام المقبل ونقوم بمشاريع لتحسين حياة المهاجرين في مصر ".
وأشارت ميركل إلى أنه من الضروري الى أهمية كشف تمويل الإرهاب الذي يهدد المنطق ودول أوروبا ككل، وأنه يجب أن تكون هناك مواجهة سريعة لمخاطر الإرهاب ولا يمكن إبعاد أو إزالة الإرهاب عن طريق الأمني فقط، ونددت بالدول التي تشجع وتمول الإرهاب حتى لو كان بشكل غير رسمي
ورفضت ميركل وصف جهود مصر في تعزيز الحل في ليبيا بأنها فشلت وأن مصر سعت لجمع كافة الأطراف الليبية من أجل إيجاد للأزمة، ودعت للعمل لإنجاح الجهود وإشراك الفاعلين المختلفين في الأزمة سواء تركيا وقطر وبلدان أخرى وأن تتصرف كافة الأطراف بشكل مشترك لنجاح الحل في تلك الأزمة.
وقالت ميركل إنها تحدثت مع السيسي عن تحسين وضع اللاجئين، ونتصور واتفقنا على نقاط ملموسة بشأن تأمين الحدود وأن تكون هناك تجهيزات تقنية تحصل عليها مصر، ويوجد عدد كبير من اللاجئين في مصر في الوقت لتي تواجه فيه تحديات كبيرة أخرى .
أرسل تعليقك