القاهرة - محمود حساني
أعلنت القوات المسلحة المصرية والشرطة حالة الاستنفار الأمني في محافظة شمال سيناء، خاصةً في مدينة العريش. وشهدت جميع المؤسسات الشرطية والعسكرية وجودًا أمنيًا مكثفًا، فضلاً عن إصدار تعليمات بضرورة اليقظة التامة والحذر لدى جميع الأكمنة الأمنية، ونشر الدوريات الأمنية في شوارع مدينة العريش، إضافة إلى تمشيط خبراء المفرقعات لشوارع المدينة.
وشددت الأجهزة الأمنية من إجراءاتها حول الكنائس والأديرة ودور العبادة المسيحية، ومباني الخدمات الاجتماعية التابعة للهيئة القبطية الإنجيلية، كما انتشر رجال المرور في الشوارع القريبة من الكنائس .
ويأتي ذلك تزامنًا مع الحادثين المتطرفين الذين وقعا، صباح الأحد، واستهدف الأول كنيسة مارجرجس في مدينة طنطا، التابعة لمحافظة الغربية، وأودى بحياة أكثر من 30 شخصًا، إصافة إلى إصابة 70 آخرين، والثاني، الذي استهدف الكنيسة المُرقسية في الإسكندرية، وراح ضحيته ستة قتلى وأكثر من 21 جريحًا.
وأكد المتحدث العسكري المصري، العميد محمد سمير، أن القوات المسلحة تُدين بأشد العبارات العملية المتطرفة الخسيسة التي استهدفت كنيستين مصريتين. وأضاف، في بيان له، أن تلك الأعمال لن تزيد المصريين إلا تماسكًا وترابطًا، لاجتثاث جذور التطرف.
وتعيش سيناء، منذ ثورة 30 يونيو / حزيران 2013، وعزل الرئيس الأسبق، محمد مرسي، المنبثق عن جماعة "الإخوان" المحظورة، على وقع أعمال عنف تستهدف بشكل رئيسي قوات الجيش والشرطة، أسفرت، خلال السنوات الثلاث الأخيرة، عن سقوط العشرات من ضباط وجنود الجيش والشرطة بين قتيل وجريح، في سلسلة هجمات شنّها تنظيم "بيت المقدس" المتطرف، خلال أوقات مختلفة ارتبط بعضها بمناسبات وأحداث سياسية.
ولم يكن تنظيم "بيت المقدس"، الذي غيّر اسمه أخيرًا إلى "ولاية سيناء"، بعد مبايعته تنظيم "داعش"، معروفًا لدى الكثير من المصريين خلال 30 عامًا، هى فترة حكم الرئيس الأسبق، حسني مبارك، إلا أن اسمه أصبح يتردد كثيرًا خلال السنوات الثلاث الأخيرة، منذ عزل جماعة "الإخوان". ويؤكد المعنيون بالشأن المصري أنه لا يمكن الفصل بين تنظيم "بيت المقدس" وجماعة "الإخوان" المحظورة، على الرغم من محاولات الثانية نفي أي ارتباط بينهما، فلا يمكن تجاهل التصريحات التي أطلقها أحد قيادات جماعة "الإخوان"، ويُدعى محمد البلتاجي، بعد يومين من عزل مرسي ، حين أكد أن أعمال العنف التي تحدث في سيناء ستتوقف حال عودة الرئيس الأسبق إلى كرسي الحكم.
أرسل تعليقك