القاهرة – وفاء لطفي
لم تكتفِ الأزمة الاقتصادية، بالتأثير على أسعار السلع الغذائية، والارتفاع الجنوني لها، بل امتدَّ تأثيرها إلى أسعار الورق والصحف والمنتجات الورقية، ليجد الطالب نفسه واقفا أمام شراء اللوازم المدرسية والكتب الخاصة بالفصل الدراسي، دون معرفة إيجاد "كيف سيشترى لوازمه وكتبه بهذه الأسعار الباهظة؟".
ولهذا التقى "مصر اليوم" عددًا من أولياء الأمور، الذين أكدوا أنهم قاطعوا شراء الملازم والكتب الخاصة، بعد أن تضاعف سعر الملزمة الواحدة من 35 جنيهًا إلى 110 جنيهات، "مكتفين بالكتاب المدرسي فقط، كي يذاكر فيه أبناؤهم". ويقول أدهم محمود ولي أمر طالبين في المرحلة الثانوية: "ارتفاع أسعار الملازم اضطرنا للاستغناء عنها، بعد مضاعفة أسعارها، والاعتماد على الكتب المدرسية، متسائلا: "أنا مش فاهم أيه علاقة سعر الدولار بسعر ورق الملازم والكتب!".
وتقول سمية إسماعيل، ولية أمر طالب في المرحلة الإعدادية، وطالبين في المراحل الإبتدائية: "حسبي الله ونعم الوكيل، في كل مدرسي الدروس الخصوصية، لأنهم يجبرون الطلاب على شراء اللوازم الخاصة بهم ومن أماكن معينة، ومن يرفض شراءها بسبب تضاعف سعرها لأكثر من 200%، يرفض المدرس حضور الطالب الحصة"، وتضيف لـ"مصر اليوم": "إحنا مفوضين أمرنا لله".
وفي السياق، برَّر عدد من أصحاب المكتبات في منطقة الفجالة بوسك القاهرة (المنطقة الأشهر لبيع الكتب الخارجية والملازم"، أن زيادة أسعار الكتب تعد زيادة سنوية، وأن الارتفاع الجنوني لها كانت سببه أزمة تعويم الجنيه، باعتبار أن هناك خامة من الورق يتم استيرادها.
وأدى الأمر، إلى رفع المكتبات أسعار الملازم الدراسية بنحو زاد عن نسبة الـ 100%، تأثرًا بالزيادة في أسعار الورق منذ التعويم، حيث تشمل الملازم الدراسية، مذكرات مراجعة المواد وأجوبة الامتحانات السابقة، وتطرحها المكتبات مع اقتراب موسم الامتحانات في كل فصل دراسي.
والتقى "مصر اليوم" عددًا من طلاب جامعة القاهرة في منطقة "بين السرايات" (المنطقة الأشهر لبيع الملازم الخاصة لطلاب الجامعة)، قائلين: ""سعر الملازم زاد بشكل جنوني، حتى تطور الأمر بنا إلى تحويش مصروفنا الخاص من أجل تجميع نسبة الزيادة وشراء الملزمة، حتى فكرنا جديا في مقاطعة الملازم، ووجدنا الفكرة جيدة في بعض المواد، وليس الكل".
من جانبه، أوضح عمرو خضر رئيس شعبة الورق في الغرفة التجارية، في تصريحات لـ"مصر اليوم"، أن أسعار الورق والأحبار ارتفعت تأثرا بزيادة أسعار الدولار، مؤكدا أن صناعة الورق من أكثر الصناعات التي تعرضت للخسارة بعد ارتفاع الدولار لأنها صناعة أساسية لكافة مؤسسات الدولة، قائلا: "الصناعة تدخل في طباعة كتب الدراسة للتعليم، الدواء وغيرها وكافة احتياجات المستهلك".
وأضاف خضر: "مصر تستورد أكثر من 55 % من ورق الطباعة المستخدم في الكتب والكراسات (الدفاتر)، ومن أبرز الدول التي نستورد منها الورق أميركا و كندا"، مطالبا بتدخل الحكومة للتحكم في الزيادات التي يفرضها السوق لتشجيع المستورد من طرح أسعر مناسبة لتحقيق مبيعات أكثر .
وتستهلك مصر سنويًا 500 ألف طن من الورق، تنتج منها محليا %50 ما يعادل 250 ألف طن من شركات القطاع العام، وهي شركتا قنا لصناعة الورق في مدينة قوص في محافظ قنا، وتنتج 120 ألف طن، ومصنع مصر إدفو للب وورق الكتابة والصناعة، وينتج ما يقرب من 60 ألف طن، كما ينتج عدد من شركات القطاع الخاص ما يقرب من 30 ألف طن فقط.
أرسل تعليقك