توقيت القاهرة المحلي 20:45:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

زيارة أردوغان للسعودية تفتح صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين وتعيد نسج تحالفات جديدة في المنطقة

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - زيارة أردوغان للسعودية تفتح صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين وتعيد نسج تحالفات جديدة في المنطقة

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان
الرياض ـ سعيد الغامدي

وصل  الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى مدينة جدة للقاء العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، ولأداء مناسك العمرة. وهي الزيارة التي تأتي بعد توتر ساد العلاقات بين البلدين، منذ مقتل الإعلامي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول أواخر عام 2018. أردوغان، كان قد أعلن عن نية بلاده طي صفحة الخلافات مع السعودية منذ أكثر من عام، بل وهاتف العاهل السعودي في مايو/أيار من العام الماضي، قبل أن يرسل وزير خارجيته مولود تشاووش أوغلو، في زيارة رسمية إلى الرياض للقاء نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله، ليعلن أردوغان بعدها عن نيته زيارة السعودية في فبراير/شباط الماضي، لكن الزيارة لم تتم. 
البعض في تركيا أرجع أسباب تأجيل الزيارة، إلى إصرار الرياض على إغلاق ملف قضية جمال خاشجي بصورة رسمية. وهو ملف بدأت المحكمة التركية النظر فيه في يوليو/تموز من عام 2020، لمحاكمة 26 متهما سعوديا، غيابيا، بتهمة قتل خاشقجي على الأراضي التركية.
غير أن التطور الأهم جرى في السابع من أبريل/نيسان الجاري، عندما قضت محكمة تركية، بإغلاق ملف محاكمة قتلة خاشقجي، نظرا "لاستحالة تحقيق تقدم في ملفات التحقيق بشأنهم"، وأمرت بنقل ملفات التقاضي والتحقيق إلى السلطات القضائية السعودية، في خطوة، فسرها كثيرون، بأنها إزالة لآخر حجر يعيق التقدم في ملف إعادة الدفء للعلاقات بين البلدين المهمين. 
وتأتي مساعي أردوغان لتنقية الأجواء مع السعودية، ضمن إطار جهود أوسع بذلها الرئيس التركي في الفترة الأخيرة لتحسين العلاقة مع عدد من  خصومه الإقليميين، بما في ذلك مصر والإمارات وإسرائيل، في مواجهة عزلة دبلوماسية متزايدة أدت إلى تراجع كبير في الاستثمارات الأجنبية، خصوصا من الغرب. 
فإعلانه في يناير/كانون الثاني من العام الجاري عن أنه يخطط لزيارة السعودية، جاء بينما كان اقتصاد بلاده يمر، ولا يزال، في مرحلة صعبة، بعد التدهور الخطير في قيمة العملة التركية، وما رافقه، من ارتفاع في نسب التضخم. حيث بلغ التضخم السنوي في تركيا 61,14 في المئة. ورافق ذلك، ارتفاع كبير في أسعار المحروقات والسلع الرئيسية تعاظمت حدته على وقع الغزو الروسي لأوكرانيا.
من التقارب إلى الخلاف
وشهدت العلاقات التركية السعودية نقلة نوعية منذ تولي أردوغان الرئاسة في أغسطس/ آب 2014، وتولي الملك سلمان حكم المملكة في يناير/ كانون الثاني 2015. 
فقد عقد الزعيمان في عام 2015 ثلاث قمم. ووقعا اتفاقا بين دولتيهما على إنشاء مجلس للتعاون الاستراتيجي، خلال زيارة أردوغان للمملكة في ديسمبر/ كانون الأول 2015، وهو ما تبعه التوقيع على محضر إنشاء مجلس التنسيق السعودي التركي، في أبريل/نيسان 2016 خلال زيارة العاهل السعودي إلى إسطنبول. 
لكن أحداثا كثيرة لعبت دورا في توتر العلاقات بين البلدين، لا سيما بعد اصطفاف تركيا إلى جانب حليفتها قطر خلال الأزمة الخليجية عام 2017، وتنامي التصعيد الإعلامي بين الطرفين، ليصل التوتر ذروته إبان أزمة مقتل خاشقجي، وإن كان التراجع في العلاقات لم يصل حد القطيعة الدبلوماسية، حيث احتفظ البلدان بتمثيل دبلوماسي في حدوده الدنيا. 
وعاقبت الرياض تركيا، عبر وقف استيراد منتجاتها وحجبها عن الأسواق السعودية، كما حرمت شركات البناء التركية العملاقة من المشاركة في أي مشاريع سعودية، كما قامت بتقليص أعداد رحلات الحج والعمرة، وهو الأمر الذي تفاقم بسبب جائحة كورونا. لكن الضربة الأهم كانت مقاطعة السياح السعوديين لتركيا، وهو ما أثر بشكل كبير على سوق السياحة التركية.
 وقد عقد الرئيس التركي مؤتمرا صحفيا في أسطنبول قبيل مغادرته إلى جدة، أعرب خلاله عن سعادته لتلبية دعوة خادم الحرمين الشريفين له لزيارة السعودية، كما أشار إلى الرمزية الدينية التي يحملها توقيت الزيارة التي تأتي في الأيام الأخيرة من رمضان، إذ قال : "سأقوم بزيارة إلى المملكة في هذا الشهر الذي يعد شهر التضامن والصداقة وتعزيز روابط الاخوة بين المسلمين، ووفقا لهذا المبدأ سنسعى جاهدين لتوطيد العلاقات بين البلدين".
أردوغان، أدان أيضا الهجمات التي تستهدف الأراضي السعودية، داعيا إلى ضرورة العودة إلى طاولة الحوار بدلا من استخدام السلاح لحل القضايا العالقة. وأكد أن الهدف من زيارته إلى السعودية هو العودة بالعلاقات بين البلدين إلى أفضل مما كانت عليه، وفتح صفحة جديدة، تمثل زيارته محطة البداية فيها. 
مكتب رئاسة الجمهورية التركية، قال إن إردوغان سيبحث مع كبار المسؤولين السعوديين ملفات أقليمية أخرى تتعلق بإيران والعراق وسوريا واليمن وملف القضية الفلسطينية وما يجري في القدس، إلى جانب ملفات الاهتمام المشترك بين البلدين على الصعيدين السياسي والاقتصادي، 
ويراهن كثيرون على قدرة أردوغان على تخطي الأزمة الحالية، من خلال فتح باب واسع للتعاون الاقليمي بين البلدين. ويرتبط هذا بمدى نجاح لقاء المصارحة والمصالحة، كما وصفه مراقبون هنا، بين أردوغان وولي عهد المملكة الأمير محمد بن سلمان، في التوصل إلى مقاربات تستجيب لمصالح الطرفين. وهو الأمر الذي يتفاءل المعلقون بإمكانية تحقيقه، طالما أن لدى تركيا الرغبة والاستعداد للخوض في كل التفاصيل، وتجاوز أي عقبة يمكن أن تعيق تقدم العلاقات بعد هذه الزيارة، على ما يقولون.
 

 قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

أردوغان يستعد لزيارة السعودية الخميس المقبل

انتهاء المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا في إسطنبول والموافقة على وضع الحياد بشروط

 

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زيارة أردوغان للسعودية تفتح صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين وتعيد نسج تحالفات جديدة في المنطقة زيارة أردوغان للسعودية تفتح صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين وتعيد نسج تحالفات جديدة في المنطقة



GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon