استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي المومياوات الملكية بعد انتهاء رحلتها التي بدأت من المتحف المصري بالتحرير، وانتهت بالمتحف القومي للحضارة المصرية، في مشهد احتفالي مهيب يعكس عظمة الحضارة المصرية. وحضر الرئيس عبدالفتاح السيسي الفعالية العالمية للحدث الأبرز والتاريخي الكبير لنقل المومياوات الـ22 الملكية، وشاهد خلالها عددًا من الأفلام التسجيلية التي تستعرض تاريخ الحضارة المصرية ومراحل التطوير التي لحقت بالمتاحف المصرية خلال الفترة الماضية.كما استمع إلى شرح مفصل من وزير السياحة والآثار لمقتنيات المتحف القومي للحضارة المصرية.
وأطلقت أطلقت المدفعية 21 طلقة في استقبال المومياوات الملكية عقب وصولها إلى المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط، قادمة من المتحف المصري بميدان التحرير.وتصدر هاشتاج موكب المومياوات الملكية موقع تويتر، وشارك عدد كبير من المتابعين صورا لهذا الحدث العظيم الذي يشهده العالم أجمع.وشارك عدد كبير من رواد التواصل الاجتماعي عدة صور للفنانين الذين شاركوا في هذه الفعاليات، وأعربوا عن سعادتهم لما تشهده مصر من يوم تاريخى.وتفاعل الكثير بتوجيه الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسي لما يفعله من إنجازات تدهش العالم.
ومنذ الساعات الأولي من صباح اليوم، السبت، تسبب هذا الحدث التاريخي في تصدر مصر مشهد تويتر العالمي بمجموعة من التغريدات التي وقفت عاجزة أمام عظمة الماضي وإصرار الحاضر. وكانت وزارة السياحة والآثار قامت بإطلاق حملة دعائية كبيرة، حيث تضمنت شراء مساحات إعلانية على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة للترويج لهذا الحدث في عدد من الأسواق السياحية الهامة والتي تمثل أهمية بالنسبة للسياحة المصرية، ومن بين هذه الدول السعودية، والإمارات العربية المتحدة، وبيلاروسيا، وأوكرانيا، وإنجلترا، واليابان، والولايات المتحدة الأمريكية، وإيطاليا، وفرنسا، وألمانيا.
ويقع المتحف القومي للحضارة المصرية بالقرب من حصن بابليون، ويطل على عين الصيرة في قلب مدينة الفسطاط التاريخية بالقاهرة، وفقا للموقع الرسمي لوزارة السياحة والآثار، حيث تم وضع حجر الأساس في عام ٢٠٠٢م ليكون هذا المتحف واحداً من أهم وأكبر متاحف الآثار في العالم، وهو أول متحف يتم تخصيصه لمجمل الحضارة المصرية؛ حيث ستحكي أكثر من ٥٠ ألف قطعة أثرية مراحل تطور الحضارة منذ أقدم العصور حتى العصر الحديث.
ونقلت مومياوات 22 ملكاً وملكة من زمن الفراعنة بينهم رمسيس الثاني وحتشبسوت، في «موكب» لم تشهد له شوارع القاهرة مثيلاً في طريقها للاستقرار في موقعها الجديد في المتحف القومي للحضارة المصرية في جنوب العاصمة، حيث نقلت مومياوات 18 ملكاً و4 ملكات من عصور الأسر الفرعونية السابعة عشرة إلى العشرين، على متن عربات مزيّنة على الطراز الفرعوني تحمل أسماءهم، تباعاً حسب الترتيب الزمني لحكمهم، وتقدم الموكب، الملك سقنن رع، من الأسرة الفرعونية السابعة عشرة (القرن السادس عشر قبل الميلاد)، واختتمه الملك رمسيس التاسع من الأسرة الفرعونية العشرين (القرن الثاني عشر قبل الميلاد).
وضم الموكب «الذهبي للفراعنة» الملك رمسيس الثاني والملكة حتشبسوت المعروفين على نطاق أوسع بين الجمهور، وصاحبتهم موسيقى يعزفها فنانون مصريون.وقالت المديرة العامة لمنظمة «اليونيسكو» أودري أزولاي، التي حضرت الاحتفالية، إن نقل المومياوات إلى المتحف القومي للحضارة المصرية هو «نتاج عمل طويل للحفاظ عليها وعرضها بشكل أفضل».
وأضافت أزولاي، في بيان، «أمام أعيننا يمر تاريخ الحضارة المصرية».واكتُشف معظم هذه المومياوات بالقرب من الأقصر اعتباراً من عام 1881، ولم تغادر المتحف المصري في ميدان التحرير بقلب العاصمة المصرية منذ بداية القرن العشرين.ومنذ خمسينات القرن الماضي، كانت المومياوات معروضة الواحدة إلى جانب الأخرى في قاعة صغيرة من دون شرح كافٍ إلى جوار كل منها.
وانتقلت كل مومياء في عربة بمفردها في غلاف يحتوي على النيتروجين حتى تكون في ظروف مماثلة لتلك التي تُحفظ بها حالياً داخل صناديق العرض في المتحف المصري. وزودت العربات التي نقلت المومياوات تجهيزات خاصة لاستيعاب الصدمات.وفي المتحف القومي للحضارة المصرية، ستُعرض المومياوات داخل صناديق حديثة مزودة بتقنيات «لضبط درجة الحرارة ومستوى الرطوبة، أكثر تقدماً من تلك الموجودة في المتحف القديم»، حسبما قالت سلمى إكرام، أستاذة المصريات في الجامعة الأميركية بالقاهرة المتخصصة في التحنيط.
وستُعرض كل منها منفردة إلى جانب التابوت الخاص بها بطريقة تشبه المقابر الملكية المدفونة تحت الأرض، مع نبذة تعريفية عن كل ملك وكل القطع الأثرية المرتبطة به.ويقول حواس: «ستُعرض المومياوات لأول مرة بطريقة جميلة لأغراض ثقافية وليس من أجل الإثارة»، ويضيف: «لن أنسى أبداً عندما اصطحبت الأميرة مارغريت، شقيقة الملكة إليزابيث الثانية، إلى المتحف... أغمضت عينيها وهربت».
وإثر الضربات الموجعة التي تلقتها السياحة المصرية عقب ثورة 2011 التي أطاحت الرئيس المصري حسني مبارك، تسعى مصر إلى استعادة ملايين الزوار من خلال الترويج لمتاحفها الجديدة ومن بينها متحف الحضارة.كذلك ستفتح مصر خلال شهور متحفاً آخر هو المتحف المصري الكبير قرب أهرامات الجيزة الذي سيضم كذلك آثاراً فرعونية أبرزها مومياء توت عنخ آمون (القرن الرابع عشر قبل الميلاد) ومجموعته كلها التي اكتُشفت في عام 1922. وقال وليد البطوطي، مستشار وزير السياحة والآثار، على قناة «النيل الدولية»، إن العرض «يبيّن أنه وبعد آلاف السنين، ما زالت مصر تكنّ تقديراً كبيراً لقادتها».
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
"اندبندنت" تصف موكب المومياوات الملكية في القاهرة بالحدث غير المسبوق
انطلاق مراسم نقل 22 من المومياوات الملكية من المتحف المصري الى متحف الحضارات
أرسل تعليقك