ظلت الحكومات المصرية المتعاقبة على مدار العقود الماضية، تبحث عن حلول جذرية لأزمة المرور وفوضى الشوارع فى القاهرة الكبرى، وكان مشروع القطار المعلق أو "المونوريل" أحد الحلول الرئيسية التى أكدت عليها جميع الدراسات حول أزمة المرور فى مصر، ولكن غياب الإرادة والتمويل والرغبة فى التنفيذ كلها عوامل وقفت حائلا أمام خروج المشروع الى النور.
ومثلما توافرت الإرادة والتمويل فى كل المشروعات القومية الكبرى التى شهدتها مصر بعد ثورة 30 يونيو/ حزيران، بدأ التفكير فى تنفيذ المشروع الذى يربط القاهرة الكبرى بالمدن الجديدة وعلى رأسها مدينتى السادس من أكتوبر والعاصمة الإدارية الجديدة ومع التخطيط الجيد ودراسة العقود التى تقدمت بها التحالفات الكبرى المصرية- الأجنبية، ومع تأكيد الرئيس عبد الفتاح السيسى على أهمية المشروع فى ظل اهتمام الدولة بتعظيم منظومة النقل الجماعى على مستوى الجمهورية، بما فيها المدن الجديدة، لا سيما أن المونوريل سيجرى إدخاله فى مصر لأول مرة وسيمثل نقلة وتحولا كبيرا فى وسائل المواصلات، وقعت الحكومة يوم الاثنين الماضى العقد مع التحالف الذى يضم شركة «بومبارديه» الألمانية وشركتى المقاولون العرب وأوراسكوم، لإنشاء «مونوريل» لربط القاهرة بكل من العاصمة الإدارية الجديدة ومدينة 6 أكتوبر، تنفيذًا لتكليفات الرئيس عبدالفتاح السيسى.
«المونوريل» أو القطار المعلق هو مشروع لجأت اليه عواصم العالم المزدحمة فى محاولة لتقليل الزحام وتحقيق التكامل بين وسائل النقل المختلفة كمترو الأنفاق والسكك الحديدية والنقل العام.. وهو وسيلة نقل جماعى كثيفة أحادى السكة، ويسير على «كمرة» خرسانية معلقة ويعمل بالكهرباء ويقتصر دور السائق فيه على المراقبة فقط.
وتبلغ السعة القصوى له نحو مليون راكب يوميا، ويحقق زمن رحلة تعادل زمن رحلة السيارة بدون توقف، ويستغرق 35 دقيقة لمسافة 35 كم.
لجنة مشتركة
واتفقت وزارتا النقل والإسكان على تشكيل لجنة مشتركة بينهما، للإشراف على المشروع من الألف إلى الياء، وسيكون شبيها بمترو الأنفاق لكنه معلق، وسيعمل بتذاكر مثل تذاكر المترو، كما سيوفر فى التكلفة ولا يحتاج لإخلاء أراضى أو مناطق سكنية.
ويتضمن العقد تنفيذ وتشغيل وصيانة خطوط المونوريل، بالإضافة إلى الإمداد بقطع الغيار وإجراء العمرات، كما يتضمن عقد المشروع توطين صناعة المونوريل فى مصر، خاصة الجرارات والعربات، بما يمهد الطريق أمام الشراكة الكاملة بين مصر والشركة لصالح منظومة السكك الحديدية، فضلا عن فتح الباب أمام إمكانية النفاذ إلى السوق الأفريقية الواعدة فى هذا المجال. وتم تعجيل تنفيذ هذا المشروع بعد تدخل الرئيس السيسى بنفسه، وتأكيده على أن يتم تنفيذ المشروع خلال 34 شهرا بالعاصمة الإدارية و42 شهرا بمدينة 6 أكتوبر، وذلك بعد ضغط على الشركة، وتوفير كل آليات وتسهيلات تنفيذ المشروع، وسيتم تنفيذ كل من المشروعين على التوازى وفى نفس التوقيت.
مونوريل 6 أكتوبر
ووضعت التفاصيل الفنية لمشروع المونوريل والذى سيتم تنفيذه فى كل من مدينة السادس من أكتوبر والعاصمة الإدارية الجديدة؛ وفقا لنتائج دراسات النقل لإقليم القاهرة الكبرى والتى أوصت بضرورة ربط كل من شرق القاهرة بالمدن الجديدة شرقا، وأيضا غرب القاهرة والجيزة بالمدن الجديدة غربا، بوسيلة نقل جماعى سككى ثقيل لخدمة ومواكبة التنمية المتسارعة بالمدن الجديدة. ومشروع قطار مونوريل مدينة 6 أكتوبر هو خط نقل سككى سريع يسير على «كمرة» خرسانية معلقة، ويربط مدينة 6 أكتوبر والشيخ زايد بالقاهرة والجيزة بطول 42 كم، وتبلغ السعة القصوى للمونوريل الحديث حوالى مليون راكب يوميا، ويحقق زمن رحلة تعادل زمن رحلة السيارة بدون توقف، ويستغرق 35 دقيقة لمسافة 35 كم، وبه 10 محطات، وهي: «المنطقة الصناعية لمدينة 6 أكتوبر - محطة جامع الحصرى - محطة أكتوبر - محطة ميدان جهينة - محطة زايد - محطة هايبر - محطة طريق إسكندرية الصحراوى - محطة المنصورية - محطة الطريق الدائرى - محطة جامعة الدول العربية»، رابطا مع الخط الثالث للمترو فى محطة بولاق الدكرور بالمرحلة الثالثة من الخط الثالث الجارى تنفيذها، ويخدم المشروع التوسعات الكبيرة بمدينة 6 أكتوبر، خاصة مشروعات الإسكان الاجتماعى والذى يتعدى100 ألف وحدة سكنية، وتحقق المرحلة الثانية من المشروع ربطا مباشرا مع مشروعات التنمية جنوب أكتوبر والتوسعات الجنوبية، ويربط مع نهاية المرحلة الأولى من الخط الرابع لمترو الأنفاق.
أقرأ أيضًا : الوزير يتفقد محطة مصر ويوجه بالانتهاء من تطوير المزلقانات
مونوريل العاصمة الإدارية
أما مشروع قطار مونوريل العاصمة الإدارية الجديدة، فيضم 22 محطة، وهى «الاستاد – هشام بركات – نورى خطاب – الحى السابع – ذاكر حسين – المنطقة الحرة – المشير طنطاوى – كايرو فيستيفال – الشويفات – المستشفى الجوى – حى النرجس – محمد نجيب – الجامعة الأمريكية – إعمار – ميدان النافورة – البروة – الدائرى الأوسطى – محمد بن زايد – الدائرى الإقليمى – فندق الماسة – حى الوزارات – العاصمة الإدارية»، وسيسهم المشروع فى الإسراع بتنمية العاصمة الإدارية ومدينة القاهرة الجديدة، ونقل حركة الموظفين والمترددين من القاهرة والجيزة فى أقل زمن رحلة لاتصاله بالخط الثالث لمترو الأنفاق، ويسهم أيضا فى توفير مادى نتيجة فاقد الوقت والوقود المستهلك للوصول إلى العاصمة الإدارية ومدينة القاهرة الجديدة.
وفيما يتعلق بالسعة التصميمية للمونوريل فتصل إلى حوالى 48 ألف راكب / الساعة / الاتجاه، ويبلغ زمن الرحلة 35 دقيقة، وزمن التقاطر 90 ثانية، وعدد القطارات 27 قطارا، وعدد عربات المرحلة الأولى 108 عربات، بسرعة 80 كم/الساعة، وحجم الركاب عند بدء التشغيل سيكون حوالى ربع مليون راكب يوميا، وسيخلق المشروع فرص عمالة فنية، وستشارك مصر فى إنشاء خط تصنيع وتجميع قطارات المونوريل
قد يهمك أيضًا:
"آكور" تفتتح 60 فندقًا جديدًا في 14 دولة أفريقية
ردود أفعال دولية تدين الهجوم الإرهابي على أتوبيس سياحي في منطقة الهرم
أرسل تعليقك