استعادت القوات الحكومية السورية أوَّل حقل نفطي من تنظيم "داعش" بعد نحو 3 أشهر على فقدان السيطرة عليه، وسقوط قتلى جرحى في قصف جوي وصاروخي على ريف حلب، وقذائف استهدفت مدينة حمص وغارات على ريف درعا، فيما استهدفت أكثر من 20 غارة كفرزيتا وريف حماة الشرقي مع استمرار الاشتباكات بعنف، و18 غارة أخرى استهدفت مناطق في أطراف دمشق، وسقوط ضحايا في المرج.
وتتواصل عمليات القصف المكثف من قبل القوات النظامية والمدفعية الروسية على مناطق سيطرة تنظيم "داعش" في ريف حلب الشرقي، بالتزامن مع استمرار الاشتباكات بوتيرة عنيفة، بين عناصر التنظيم من جانب، والقوات الحكومية والمسلحين الموالين لها وقوات النخبة في "حزب الله" اللبناني من طرف آخر. وتمكَّنت القوات النظامية من السيطرة على قرية طنوزة ومحيطها، ليرتفع إلى 5 عدد القرى المسيطر عليها اليوم، وهي طنوزة ورسم الحمام ميري وغديني والرعوفية وأبوجدحة كبير، فيما بقيت مسافة أكثر من 6 كلم تفصل القوات المتقدمة عن محطة ضح المياه في منطقة الخفسة، التي يقطع التنظيم المياه منها عن مدينة حلب، فيما تفصل قوات النظام نحو 5 كلم عن مطار الجراح العسكري "مطار كشكش" قرب الضفاف الغربية لنهر الفرات.
وتمكنت القوات الحكومية من تحقيق تقدم واسع على حساب التنظيم، والسيطرة قبل قليل على قرى أبو حنايا وأم ميال ورسم الدوالي، ليرتفع إلى 31 على الأقل عدد القرى المسيطر عليها وهي قرى أبوحنايا ورسم الدوالي وأم ميال وتبارة كلش والرشدية وسامية وخربة عشيني وجب أبيض شمالي والساقية والقيطة الشرقية وأبو جدحة صغير والعطاوية والفاتحية وقصر الهدلة ورسم الكبار وتل الماعز والروضة والرؤوفية ومناطق قرب زعرايا وقرية أبوجرين منبج وأم الطلاطل وأم العمد وبرلين وغلصة وأبو كهف والمنفوخة وأبو طويل والسفري وام ميال ميري وأبو طويل وزعرايا وتلتها في ريف دير حافر الشمالي الشرقي.
وفي محافظة حمص، سقط عدد من الجرحى جراء قصف الطائرات الحربية لمناطق في بلدة غرناطة في ريف حمص الشمالي ظهر اليوم، كما قصفت القوات النظامية مناطق في حي الوعر في مدينة حمص بقذائف الهاون، ترافق كما قصف الطائرات الحربية مناطق في الحي، ما أسفر عن سقوط جرحى، بينما سقطت عدة قذائف صاروخية على مناطق في حي الغوطة في مدينة حمص، ما تسبب في سقوط عدد من الجرحى.
أما في محافظة حماة، فقد نفذت الطائرات الحربية عدة غارات على مناطق في قريتي حوايس وأم جرن بناحية الحمرا في ريف حماة الشرقي، ومناطق أخرى في قرية المصاصنة بريف حماة الشمالي، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية، كما جددت الطائرات الحربية قصفها لمناطق في بلدة كفرزيتا بريف حماة الشمالي ليرتفع إلى نحو 20 عدد الغارات المنفذة على البلدة منذ صباح اليوم، ما أدى لأضرار مادية واندلاع نيران في الأراضي الزراعية المحيطة بها، بينما تستمر الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وتنظيم "الدولة الإسلامية" من جهة أخرى، في محور فريتان وبري بريف سلمية في ريف حماة الشرقي، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، في حين ألقى الطيران المروحي عدة براميل متفجرة على مناطق في بلدة عقرب بريف حماة الجنوبي، ما أدى لأضرار مادية، فيما نفذت الطائرات الحربية عدة غارات على مناطق في أطراف بلدة السرمانية بريف حماة الشمالي الغربي، ولم ترد أنباء عن إصابات.
وفي محافظة حلب، سمع دويُّ انفجارات في حي الحمدانية غرب حلب، ناجمة عن سقوط عدة قذائف هاون على مناطق في الحي، ولم ترد أنباء عن إصابات، كذلك سقطت قذيفة على منطقة في ضاحية الأسد الخاضعة لسيطرة القوات النظامية غرب حلب، ما أدى لأضرار مادية، كما نفذت الطائرات الحربية عدة غارات على مناطق في جبل شويحنة والراشدين غرب حلب، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية، فيما تستمر الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وتنظيم "داعش" من جهة أخرى في عدة محاور بريف حلب الشرقي، وسط تقدم جديد لقوات النظام وسيطرتها على قريتين في المنطقة، كما قصفت الطائرات الحربية مناطق في بلدة معارة الارتيق بريف حلب الشمالي، ولم ترد أنباء عن إصابات، في حين تعرضت مناطق في بلدة كفرناها بريف حلب الغربي لقصف من قبل قوات النظام، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية، فيما استشهد رجل ومواطنة وسقط عدد من الجرحى في القصف الجوي على مناطق في قرية بشقاتين بريف حلب الغربي.
وفي محافظة درعا، قصفت الطائرات الحربية مناطق في بلدة اليادودة بريف درعا الشمالي الغربي، ما أدى لسقوط جرحى، كما استشهد رجل متأثرا بجراح أصيب بها، جراء قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة، مناطق في حي طريق السد في مدينة درعا صباح الاثنين.
أما في محافظة دمشق، فقد ارتفع إلى 18 على الأقل عدد الغارات التي نفذتها الطائرات الحربية منذ صباح اليوم، على مناطق في أحياء القابون وتشرين وبرزة ومحيطها، عند الأطراف الشرقية للعاصمة، ترافق مع سقوط عدة قذائف أطلقتها قوات النظام على مناطق في الأحياء. وفي ريف دمشق، استشهد رجل وسقط عدد من الجرحى، جراء قصف الطائرات الحربية لأماكن في منطقة المرج بالغوطة الشرقية عصر الاثنين، كما نفذت الطائرات الحربية ما لا يقل عن 4 غارات على مناطق في جرود عرسال في القلمون الغربي، ولم ترد أنباء عن إصابات، كما قصفت القوات النظامية أماكن في منطقة الضهر الأسود في ريف دمشق الغربي، دون أنباء عن خسائر بشرية، في حين أصيبت طفلة برصاص قناصة قوات النظام وحزب الله خلال استهدافهما لمناطق في بلدة بقين بريف دمشق الشمالي الغربي.
ولا تزال أصوات الانفجارات تسمع في الريف الشرقي لحمص، في محيط الحقول النفطية التي لا يزال تنظيم "داعش" يسيطر على معظمها، وتترافق عمليات القصف والغارات المكثفة مع اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جانب، وتنظيم "داعش"، في حقل جزل النفطي ببادية تدمر الغربية، وتمكنت القوات النظامية من تحقيق تقدم واسع في المنطقة واستعادة معظم حقل جزل النفطي، فيما تتواصل الاشتباكات وعمليات القصف المكثف للسيطرة على ما تبقى من الحي والذي تمكنت القوات النظامية من رصده بشكل ناري، حيث يعد حقل جزل النفطي أولى الحقول التي تمكنت قوات النظام من استعادتها من التنظيم بعد أن خسرتها جميعها قبل نحو 3 أشهر، في الهجوم الذي نفذه تنظيم "داعش" في الـ 8 من كانون الأول / ديسمبر من العام الفائت 2016.
ونشر المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الأول في 4 من آذار / مارس الجاري، أن القوات النظامية والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية مدعمة بفرق ألغام، تمكنت من إنهاء تمشيط مدينة تدمر الواقعة بريف حمص الشرقي، ومطارها العسكري، بعد أن انسحب عناصر تنظيم "داعش" من المدينة في الثاني من آذار / مارس من العام الجاري 2017، بشكل كامل من المدينة، عقب معارك عنيفة بين طرفي القتال، والتي أسفرت عن سقوط مئات القتلى من الجانبين.
وتمكّن المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال العملية المنطلقة في منتصف كانون الثاني / يناير من العام الجاري، من توثيق مئات القتلى والجرحى في صفوف قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وعناصر تنظيم "داعش"، نتيجة الاشتباكات بين الطرفين والقصف المكثف والعنيف والغارات الجوية والاستهدافات المتبادلة وتفجير المفخخات وانفجار الألغام، حيث وثق ما لا يقل عن 115 قتيلاً من عناصر وضباط قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، بالإضافة لمقتل أكثر من 283 عنصراً من تنظيم "الدولة الإسلامية" بينهم قادة ميدانيين وأكثر من 60 مقاتلاً منهم من جنسيات مغاربية، في حين اعترفت روسيا بمقتل 4 من مستشاريها في بادية تدمر الغربية، كما أصيب مئات المقاتلين من الطرفين هذه المعارك .
جدير بالذكر أن تنظيم "داعش" نفذ في الـ 8 من كانون الأول / ديسمبر من العام الفائت 2016، هجوماً عنيفاً وواسعاً، وتمكن من تحقيق تقدم واسع على حساب قوات النظام والمسلحين الموالين لها مسيطراً على مدينة تدمر والمدينة الأثرية ومطار تدمر العسكري وقلعة تدمر الأثرية وقصر الحير الأثري وحقل المهر وحقل وشركة جحار وقصر الحلابات وجبل هيال وصوامع الحبوب وحقل جزل ومستودعات تدمر ومزارع طراف الرمل وقريتي الشريفة والبيضة الشرقية والغربية ومواقع أخرى في محيط مدينة تدمر وباديتها، وجاء هذه السيطرة عقب وصول تعزيزات إليه قادمة من العراق، ومؤلفة من نحو 300 عنصر وقيادي ميداني، والتي أرسلتها قيادة تنظيم "داعش" بعد اجتماع ضم قائد "جيش الشام"، مع أبي بكر البغدادي زعيم التنظيم ووزير الحرب في التنظيم، واللذين أكدا لقائد جيوش الشام بأنه التعزيزات ستكون مستمرة ومتلاحقة من الآن وصاعداً.
أرسل تعليقك