تمكنت الإدارة العامة لمباحث الأموال العامة بالاشتراك مع إدارة البحث الجنائي في البحيرة ودمياط، صباح السبت، من توقيف صاحب مركب "موكب الرسول 1""حسن. ح" ، و التي كانت قد غرقت الأربعاء الماضي أمام سواحل رشيد وكان على أكثر من 400 شخص .إذ وردت معلومات لمساعد وزير الداخلية لمباحث الأموال العامة اللواء عصام سعد، تفيد بأن صاحب المركب يقطن فى مدينة دمياط وعلى الفور تم إرسال مأمورية من ضباط مباحث الأمول العامة إلى دمياط وتمكنوا من توقيفه .
وتم تحرير محضر الضبط وإحالة المتهم إلى نيابة شمال دمنهور لمباشرة التحقيقات معه برئاسة المستشار علي حسن، وإشراف المحامي العام لنيابات شمال دمنهور المستشار عبدالعزيز عليوة، فيما تواصل الأجهزة الامنية جهودها لتوقيف باقي المتورطين في حادث المركب المنكوب والعديد من السماسرة الذين شاركوا في الاتجار بالبشر، وتبين من تحريات مباحث الأموال العامة أن المركب ظلت في البحر أيام عدة قبل اقلاعها وأن هناك عددًا من الضحايا مازالوا في قاع المركب وجاري انتشالهم خلال الساعات المقبلة .
وبمواجهة المتهم "حسن.ح " أمام المباحث أقرّ بملكيته للمركب وأنه قام بتأجيرها لمجموعة من الأشخاص من مدينة مطوبس في محافظة كفر الشيخ ،مقابل مبلغ مالي كبير، من أجل الصيد على المركب دون أن يعلم شيئًا عن قيامهم بنقل شباب للهجرة غير الشرعية ورشد عن أسمائهم وعناوينهم لضباط المباحث .
وبمواجهته عن مشاركته في الإتجار بالبشر ونقل مصريين وأجانب إلى إيطاليا أنكر صاحب المركب الاتهام وطالب بتحريات المباحث حول أسرته وسيرتة الذاتية وعائلته في دمياط وأنه لم يتم اتهامة في أي قضايا من قبل، مشيرًا إلى انه حصل على الإيجار فقط وأن الأشخاص الذين استاجروا المركب طلبوا منه بيعه و أحضروا له ثمن المركب كاملاً، إلا انه رفض وقرر إيجارة فقط .
فيما كشفت تحريات مباحث الأموال العامة أن 6 سماسرة شاركوا في تجميع المصريين والأفارقة وأنهم وراء زيادة عدد الضحايا الذين قاموا بنقلهم بمراكب صغيرة للوصول إلى مركب "موكب الرسول1 " وان تلك المراكب الصغيرة كانت تسير على شواطئ مطوبس ورشيد وتم استقبال المهاجريين على المركب المنكوب .
وأشارت التحريات إلى أن السماسرة حصلوا من الضحايا على أموال تتراوح ما بين 20 إلي30 الف جنية ، وان بعضهم وقع على إيصالات أمانة لأسرهم ،وان بعض المنكوبين سافروا على المركب دون علم اسرهم ، واضافة التحريات إلي السماسرة حصلوا من الأفارقة على 500 دولارعن كل شخص وان أحد السماسرة اتخذ من قريته السنطة في محافظة الغربية مكانا لاستقطاب الضحايا وهرب منذ فور علمه بخبر غرق المركب .
فيما أكد مصدر أمني بوزارة الداخلية انه تم تحديد كافة السماسرة واماكن التقائهم في المحافظات وجارى توقيفهم وفقا للقرارات التى اصدرتها النيابة العامة مشيرا الى ان الناجين اعترفوا تفصيليا باسماء المتورطين فى عمليات الهجرة غير الشرعية التي أنتهت بكارثة إنسانية .
وكانت نيابة شمال دمنهور الكلية برئاسة المستشار علي حسن، وإشراف محاميها العام المستشار عبدالعزيز عليوة، قد استمع لعدد من الناجين الذين قرروا انهم لايعلمون شيئًا عن صاحب المركب وأنهم تعاملوا مع سماسرة قاموا بنقلهم بمراكب صيد إلى المركب المنكوب وتم ادخال أكثر من 50 شخصًا داخل الثلاجة أسفل المركب خوفًا من شرطة السواحل وأن السماسرة كانوا يحصلون على المبلغ المالية قبل صعودهم للمركب الصغير .
من جهته قدم وزير الصحة الدكتور أحمد عماد الدين راضي ،تعازيه لأسر ضحايا المركب ، مؤكدًا للأسر أن الدولة في جميع أجهزتها تقدم لأبنائها من المواطنين المصريين أشكال الرعاية كافة سواء كانت صحية أو اجتماعية أو مادية وفقًا لتوجيهات رئيس مجلس الوزراء حيث أنه يتابع منذ اللحظة الأولى للحادث جميع التطورات ويؤكد على تقديم كافة الخدمات للتسهيل على ذوي الضحايا .
جاء ذلك خلال زيارة وزير الصحة صباح السبت، إلى مدينة رشيد في محافظة البحيرة لتفقد الوضع الراهن وجاهزية المستشفيات للتأكد من تقديم الخدمات الطبية الأولية للمصابين، بالإضافة إلى تفقد جاهزية مشارح المستشفيات، لاستقبال جثامين الضحايا والتأكد من سرعة استخراج شهادات الوفاة تسهيلا لذوي الضحايا، كما تفقد الوزير فريق الإسعاف المتواجد بمكان الحادث للتأكد من جاهزيته حيث يوجد 40 سيارة إسعاف، وأوضحت وزارة الصحة والسكان إلى أنه يتم فحص الجثة التى يتم انتشالها داخل سيارة الإسعاف، وإذا تم التعرف عليها يتم تسليمها لذويها بعد استخراج شهادة الوفاة تسهيلاً على الأهالي، وفى غير ذلك تقوم الإسعاف بنقلها إلى مشرحة إحدى المستشفيات لحين التعرف عليها.
وفي السياق نفسه أعلنت مديرية الصحة في محافظة البحيرة، السبت، أرتفاع عدد ضحايا غرق مركب الهجرة غير الشرعية أمام ساحل مدينة رشيد إلى 164 شخصا بعد عثور الصيادين على جثتين جديدتين صباح اليوم.وكانت نيابة شمال دمنهور قد قررت حبس كل من سميحة ش ا " 60 عامًا، ونجلها " محمد ع ش " 32 عامًا صياد ومقيمان برج رشيد لتورطهم في نقل الضحايا بمركب صغير 4 أيام على ذمة التحقيقات.
أرسل تعليقك