قالت الحكومة التركية إنَّ أربعة أشخاص قُتلوا وأصيب 14 آخرون في هجوم على مقر شركة الصناعات الجوية والفضائية التركية الأربعاء، وقال شهود عيان إنهم سمعوا إطلاق نار وانفجاراً قوياً في الموقع بالقرب من أنقرة.وقال وزير الداخلية علي يرلي كايا إن اثنين من المهاجمين قُتلا فيما وصفه بالهجوم الإرهابي، مضيفاً أن ثلاثة من المصابين في حالة حرجة.
وعرضت محطات التلفزيون في وقت سابق لقطات لمهاجمين مسلحين يدخلون مبنى شركة توساش، حيث أفادت قناة "خبر تورك" عن احتجاز "رهائن" دون مزيد من التفاصيل. ولم يعلن أي طرف مسؤوليته عن هذه العملية حتى الآن.
وفيما أشارت قناة "إن تي في" التلفزيونية الخاصة إلى هجوم انتحاري، أوضحت أنّ "مجموعة من الإرهابيين" اقتحمت مدخل مقر الشركة و"فجّر أحدهم نفسه".
وأفادت وسائل الإعلام المحلية عن إطلاق نار أعقب الانفجار الذي وقع حوالي الرابعة بعد الظهر (الواحدة بتوقيت غرينتش).
من جهتها، نشرت صحيفة "صباح" على حسابها على موقع إكس صوراً التقطتها كاميرات المراقبة عند مدخل المبنى تُظهر شاباً بيده ما يبدو أنها بندقية هجومية، وهو يصرخ قائلاً "هذا أحد الإرهابيين الذين هاجموا الشركة".
وأظهرت لقطات تلفزيونية ألسنة لهب تتصاعد أعقبها دخان أبيض أمام مدخل الشركة الواقعة على بعد نحو 40 كيلومتراً من العاصمة التركية.
وقال يرلي كايا "تم تحييد إرهابيين في الهجوم الإرهابي على موقع شركة توساش أنقرة كهرمان كازان، للأسف، لدينا 3 شهداء و14 جريحاً في الهجوم".
وظل سبب الانفجار وإطلاق النار اللاحق ومرتكبيه غير واضحين، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم.
وذكرت وكالة الأناضول الحكومية أن النيابة العامة بدأت تحقيقاً. وزعمت بعض التقارير الإعلامية وقوع هجوم انتحاري واحتجاز رهائن داخل المبنى، رغم أن المسؤولين لم يؤكدوا ذلك.
وقال شهود عيان إن السلطات نقلت الموظفين داخل المبنى إلى ملاجئ ولم يُسمح لأحد بالمغادرة لبضع ساعات.
وقالوا إن الانفجارات التي سمعوها ربما وقعت عند مخارج مختلفة حيث كان الموظفون يغادرون العمل لهذا اليوم، وعرض المذيعون صوراً لبوابة تالفة ولقطات لتبادل إطلاق النار في موقف للسيارات، بالإضافة إلى مهاجمين يحملون بنادق هجومية وحقائب ظهر أثناء دخولهم المبنى.
ونُقل مصابو الهجوم الذي استهدف مجمع شركة الصناعات الطيران والفضاء التركية (توساش) قرب العاصمة أنقرة إلى المستشفيات في المدينة.
وذكر مراسل الأناضول، الأربعاء، أنه تم نقل المصابين إلى مستشفيات "بيلكنت" و "إتليك" و"يني ماهالة" للأبحاث والتعليم، وقد أصيب شخص بإصابة خطيرة جرى على إثرها نقله إلى مستشفى "يني ماهالة" بواسطة مروحية إسعاف.
وأشار إلى أن قوات الأمن، ورجال الإطفاء، والفرق الطبية، وفرق إدارة الكوارث والطوارئ انتقلت إلى مكان الهجوم.
وأسفر آخر هجوم استهدف كنيسة في اسطنبول في كانون الثاني/يناير 2024 عن مقتل شخص وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عنه، فيما سبق أن نفذ حزب العمال الكردستاني، هجوما في أنقرة أمام مفوضية الشرطة في تشرين الأول/أكتوبر 2023، أسفر عن مقتل المهاجمَين وإصابة شرطيَين بجروح.
وقال إعلاميون إن السلطات التركية فرضت حظراً إعلامياً على نشر تفاصيل الهجوم، وحذّر رئيس المجلس الأعلى للإذاعة والتلفزيون في تركيا، أبو بكر شاهين، من إزالة جميع الصور المتعلقة بالحادث من وسائل الإعلام التركية.
وكتب على موقع إكس: "أولئك الذين لا يمتثلون للحظر، سيعاقبون بشدة"، كما حث مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي على عدم مشاركة الصور التي، على حد تعبيره، "سوف تستخدم في غرض الإرهاب".
ووصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ، إلى جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتن في مؤتمر البريكس في مدينة قازان الروسية، بأنه هجوم إرهابي.
و أدان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته الهجوم وقال إن التحالف العسكري سيقف إلى جانب حليفته تركيا، كما أدان وفد الاتحاد الأوروبي في تركيا الهجوم.
كما أدانه زعيم المعارضة أوزغور أوزيل الذي يقود حزب الشعب الجمهوري، "الهجوم الإرهابي"، وقال عبر منصة إكس "أدين الإرهاب بغض النظر مّن يقف وراءه أو مِن أين يأتي".
و قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، " إن الهجوم الإرهابي الذي استهدف شركة صناعات الطيران والفضاء التركية "توساش" بقضاء قهرمان قازان" في العاصمة أنقرة.
جاء ذلك في بيان خطي أرسله نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق، إلى الأناضول، على خلفية الهجوم الذي وقع الأربعاء.
وأدان الأردن بأشد العبارات "الهجوم الإرهابي" الذي وقع على مقر شركة صناعات الطيران والفضاء التركية "توساش" في أنقرة، وأسفر عن وقوع عدد من الضحايا والإصابات.
و تُعد شركة توساش أكبر شركة لتصنيع الطائرات الفضائية في تركيا، وتنتج حالياً طائرة تدريب وطائرات هليكوبتر قتالية ومدنية، بالإضافة إلى تطوير أول طائرة مقاتلة محلية الصنع في البلاد، وهي مملوكة لمؤسسة القوات المسلحة التركية والحكومة، ويعمل بها أكثر من عشرة آلاف شخص.
وشكّلت إيرادات قطاع الصناعات الدفاعية، بما في ذلك المسيّرات مثل "بيرقدار"، نحو 80 في المئة من صادرات تركيا في 2023، أي نحو 10,2 مليار دولار.
وخلال الأشهر الثمانية الأولى من العام 2024، بلغت إيرادات صادرات الصناعات الدفاعية 3,7 مليار دولار، بزيادة 9,8 في المئة مقارنة بالفترة ذاتها من العام 2023، وفقاً لرئيس الهيئة الصناعية الدفاعية التركية هالوك غورغون.
و أظهرت مشاهد متداولة على مواقع التواصل وفي الصحافة المحلية التركية، احتجاز مهاجمي مصنع مسيرات أنقرة مجموعة من الرهائن، وذلك قبل إعلان وزير الداخلية التركي مقتل اثنين منهم في تبادل إطلاق نار مع الشرطة فيما يحتجز الثالث الرهائن، وفق وسائل إعلام تركية.
وأفادت قناة "خبر تورك" عن احتجاز "رهائن" من دون مزيد من التفاصيل، مشيرة إلى أن الهجوم لا يزال جاريا، نقلا عن "فرانس برس".
وأشارت قناة "إن تي في" الخاصة إلى إطلاق نار أعقب الانفجار الذي وقع حوالي الساعة 16,00 (13,00 بتوقيت غرينتش).
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
أردوغان يبحث مع الحكومة التركية إجراءات انضمام السويد إلى الناتو
الحكومة التركية توقع مع حكومة الوفاق في طرابلس مذكرة تفاهم "لتعزيز العلاقات الاقتصادية"
أرسل تعليقك