القاهرة - مصر اليوم
يعتبر اسم "عمرو سعد عباس" هو الأبرز بين المتهمين الستة وثلاثين المحالة أوراقهم إلى المفتى تمهيدًا إلى معاقبتهم بالإعدام بقرار من المحكمة العسكرية، أمس الثلاثاء، فى قضية "تفجيرات الكنائس الثلاث"، حيث كان عمرو ــ وفقًا إلى تحقيقات النيابة ــ هو القاسم المُشترك في الوقائع الأربع التي تُكوّن القضية، والذي مسئولًا عن تسليم الحزام الناسف وإلباسه إلى الانتحاري "محمود شفيق محمد مصطفى"، الذي فجر نفسه داخل الكنيسة البطرسية، كما اتُهم بالتخطيط إلى تفجير كنيستي مارجرجس في طنطا ومارمرقس في الإسكندرية، إضافة إلى رصد كمين النقب على طريق أسيوط ــ الوادي الجديد.
وكشفت أوراق التحقيقات التي حصلت عليها جريدة «الشروق» المصرية كيف تحول عمرو سعد من شخص عادي إلى إرهابي وقائد خلية «جنود الخلافة» التابعة إلى تنظيم داعش، خلال فترة وجيزة، وذلك على لسان شقيقه وأصدقائه المتهمين في نفس القضية، حيث أُحيلت أوراق بعضهم إلى لمفتى معه، لكنهم محبوسون على عكس كونه هاربًا.
يقول عمر سعد عباس، شقيق عمرو، إن أخاه بدأ الالتزام الديني في المرحلة الثانوية، ولما ظهرت عليه امارات التطرف وبالغ في إطلاق لحيته، طرده والده من المنزل عدة مرات، وقاطعه لمدة 3 سنوات، لكنه أصر على عناده، وعندما التحق بالخدمة العسكرية أثار الشغب بسبب تطرفه الديني فتم استبعاده من التجنيد، ليسافر بعدها إلى المملكة العربية السعودية حيث عمل في منطقة حفر الباطن، أمينًا للمخازن في إحدى الشركات، ثم عاد إلى مصر قبل 2010.
ويقول سلامة مبروك، أحمد المتهمين في القضية، إن عمرو فكّر عام 2015 الانضمام إلى أحد التنظيمات التكفيرية الإرهابية في ليبيا، فأرسل سلامة إلى ليبيا بغرض بحث عملية الانضمام ومعه مجموعة من المتشددين، وحين وصل سلامة إلى ليبيا التقى عناصر تتبع تنظيم القاعدة في سرت، والتقى مع عناصر تتبع تنظيم داعش، لكن عمرو اتخذ قرارًا مفاجئًا لم يكن يتوقعه زملاؤه.
ووفقًا إلى تحريات الأمن الوطني في القضية؛ قرر عمرو منتصف عام 2013 السفر إلى سيناء، وتوطدت علاقته مع أحد أضلاع عملية تأسيس تنظيم «ولاية سيناء» الداعشي وإعادة هيكلة تنظيم «أنصار بيت المقدس» القديم، وهو محمد منصور الطوخي وشهرته «أبو عُبيدة» والذي كان وراء عملية ضمه إلى التنظيم، فأفاده بخبرته في عملية تصنيع المتفجرات، وعرّفه بقيادات التنظيم.
تلقى عمرو تكليفات قيادية بالعودة إلى بلدته الشويخات في محافظة قنا، والبدء في تأسيس خلية داعشية جديدة تُمارس أعمالها الإرهابية في الصعيد والعاصمة.
وكان عمرو يحضر دروسًا داخل أحد المساجد في قنا، فتعرّف على شخص ينتمي إلى فكره ويتناسب معه تمامًا، هو تاج محمود أحد أقطاب الفكر التكفيري في قنا، حيث ساعده تاج في تشكيل الخلية وضم إليها باقي عناصره.
بعدها قام عمرو بتسفير أعضاء خليته إلى سيناء بغرض التدريب على إطلاق الأعيرة النارية وتصنيع المتفجرات وكان ذلك فى أواخر عام 2016 ثم عاد وفي جعبته مخططه الدموي.
أما الرجل الثاني الهارب والغامض في التنظيم فهو مهاب مصطفى، الطبيب الحاصل على ماجستير في أمراض الدم الذى تحول إلى عنصر داعشي، وكان مشاركًا في مخطط الهجوم على الكنيسة البطرسية ومسؤول خلية القاهرة الكبرى التي وفرت المأوى إلى الانتحاري محمود شفيق، وفقًا إلى التحقيقات، التي توضح أنه تعرف على عمرو سعد في سيناء، بإشراف القيادي التكفيري، المُحالة أوراقه إلى المفتي أيضًا، عزت الأحمر.
أرسل تعليقك