القاهرة - أحمد عبدالله
تكتسب "قضايا اللاجئين والإسلاموفوبيا وتنامي التطرف"، مزيدًا من الزخم حول العالم، لتشتبك معها مؤسسات دينية وبرلمانية مصرية، وجاءت آخر الخطوات بتوقيع مؤسسة الأزهر المصرية، والتي أصدرت مطبوعة ضخمة تتعرض تفصيليا للظواهر سالفة الذكر.
ويتزامن الأمر مع تأكيد عضو اللجنة الدينية شكري الجندي، أن مجلس النواب المصري يضع على أولوياته في دور الانعقاد الرابع الذي بدأ منذ أيام قليلة، معالجة ظواهر الرهاب بسبب الإرهاب، وتحول المهاجرين إلى قنابل موقوتة تنتظر الانفجار، وغيرها من القضايا التي تحتاج معالجات على المستوى الفكري، وإثارة النقاش حولها.
وبالعودة لمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، فقد أعلن عن تدشين أحدث إصداراته، بعنوان "مسلمو العالم"، والذي يتناول أحوال اللاجئين وعلاقتهم بالإسلاموفوبيا والحالة الدينية للمسلمين عموما حول العالم، وفسر المرصد اهتمامه بالمسألة، بأنها تندرج تحت واجب التصدي لآثار الأفكار العدائية ودعوات الكراهية والتعصب والتمييز خاصة ضد الإسلام والمسلمين، والتي تتصاعد حول العالم مؤخرا.
والكتاب الأزهري مكون من ثلاثة أجزاء رئيسية، يتناول الأول الهجرة واللجوء، بينما يركز الجزء الثاني على مشكلة الإسلاموفوبيا، في حين يعالج الجزء الثالث للحالة الدينية للمسلمين حول العالم، ويطرح الكتاب في نهاية كل جزء توصيات عملية لكيفية التعامل مع التحديات التي يثيرها كل قسم. وشدد الأزهر على أنه مهتم بدرجة بفائقة بنقل صورة حية عن الإسلام والمسلمين، وواقعهم في الداخل والخارج.
عضو لجنة الإعلام بالبرلمان المصري صابر عبدالقوي، أشاد بمساعي الأزهر، سواء لمحاربة الإرهاب أو تصحيح الآثار السلبية التي ترتبت عليه، والإنطباعات السيئة التي رسخها عن المسلمين داخليا وخارجيا، مشيرا إلى أدوار أخرى منوطة بالحكومة في ذات السياق، موكلة إلى وزارات الخارجية والثقافة والإعلام.
وتابع عبدالقوي في تصريحات خاصة، أن هناك حالة تشابك رهيبة بين أزمات يرتبط كل منها بالآخر، كتصاعد الإسلاموفوبيا مع تفاقم ظاهرة اللاجئين، وزيادة وتيرة الإرهاب والحركات المتشددة في العالم، وكلها تحتاج إلى مجهود جبار لفض هذا الاشتباك، ومعالجة إيجابيات وسلبيات كل ظاهرة على حدة.
أما أمين اللجنة الدينية بمجلس النواب المصري عمرو حمروش قال أن محاربة "التكفير" وآثاره بـ "التفكير" مسألة غاية في الأهمية، وأن الأزهر الشريف يلعب على هذا الوتر باحترافية شديدة، حيث رفض أكثر من مرة تكفير أي فصيل، ولكنه في المقابل يصدر مطبوعات ومواد مرئية ومسموعة ومقروءة، تضرب الإرهاب من ناحية، وتزيل آثار عدوانه من ناحية أخرى.
وتابع حمروش أن الحكومة مطالبة بدور حيوي لمحاربة الأفكار العدائية ودعوات الكراهية والتعصب، على الصعيد الداخلي، ومحاربة ما ينتج عن تأثيرات تلك الظواهر خارجيا من ناحية أخرى، هناك مؤسسات معنية بذلك، سواء وزارات الثقافة والإعلام في الداخل، أو الهيئات الدبلوماسية ووزارة الخارجية بالخارج.
أرسل تعليقك