بغداد ـ جعفر النصراوي
أعلن معتصمو الأنبار أنهم سيخولون رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي للتفاوض نيابة عنهم مع الحكومة العراقية، ومن جانبه أعلن النجيفي استعداده لهذه المهمة، فيما أعلنت "هيئة علماء السنة" في العراق أن الصلاة الموحدة في المحافظات الغربية المنتفضة ستكون تحت مسمى "ألا إن نصر الله قريب"، وبينت أن محاور خطبة الجمعة الموحدة في المحافظات الـ6 "المنتفضة" ستنتقد بنحو "مباشر وغير مباشر" رئيس
الحكومة نوري المالكي، والجهات التي تسانده، وتدعو إلى "فضحهم" أمام العالم.
هذا و قال رئيس صحوة العراق السابق أحمد أبو ريشة وهو أحد كبار قيادي التظاهرات في الأنبار في مؤتمر صحافي عقده في منزله في الرمادي مع رئيس البرلمان أسامة النجيفي، ووزير المال المستقيل رافع العيساوي، مساء الخميس، إن "المعتصمين في محافظة الانبار خولوا رئيس البرلمان أسامة النجيفي متابعة تنفيذ مطالبهم مع رئيس الحكومة"، مضيفا "وقد حملنا رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي مطلبًا إضافيًا يتعلق برفع الحصار عن المعابر الحدودية في الأنبار ليضاف إلى قائمة المطالب الأصلية للمتظاهرين الذين خولوه متابعة مطالبهم".
وتابع أبو ريشة "المعتصمون طالبوا النجيفي بالتدخل لرفع المعاناة التي يعانيها المواطنون في معبر طربيل الحدودي ، وشدد على "ضرورة أن تدار منافذ الحدود بالشراكة بين مجلس لمحافظة والحكومة المركزية".
وبين أبو ريشة أن "ما نلاحظه اليوم هو تفرد بالإدارة"، ولفت إلى أن "طابور الشاحنات التي تنتظر منذ أسابيع للعبور إلى عمان بات يزيد عن 50 كلم"، معتبرًا أن "هذا التصرف يعد طائفيا وحصارا على المحافظة".
من جهته، قال النجيفي خلال المؤتمر الصحافي إن "الأوضاع في العراق وصلت إلى مرحلة خطرة تتوجب على الجميع العمل بجدية من اجل تهدئة الأوضاع وعدم جر البلاد إلى الاقتتال الطائفي"، مبينا أن "المؤتمر الذي نظمه زعيم المجلس الأعلى عمار الحكيم كان مؤتمرا إيجابيا ولقاؤنا مع السيد المالكي كان خطوة أولى جيدة لكن الأوضاع تحتاج إلى مزيد من اللقاءات".
وأضاف النجيفي "سنقوم بلقاءات أخرى مع المالكي لكن شرط أن تكون وفقا لبرنامج تطبق فيه مبادرة الشيخ عبد الملك السعدي وجميع مطالب المتظاهرين"، مؤكدا أن "من أهم شروط الحوار والحل هو تقديم قتلة المتظاهرين والمصلين في الفلوجة والحويجة والموصل وديالى أكانوا من العناصر الأمنية أو مدنيين".
وانتقد النجيفي "التضييق الذي تمارسه القوات الأمنية في الأنبار على الإعلاميين ومنعهم من تغطية الاعتصامات"، مؤكدا أن "الصحافة والتعبير عن الرأي من الحريات التي كفلها الدستور ولا يمكن تحديدها".
من جهتها قالت "هيئة علماء السنة في العراق" في بيان أصدرته الخميس وتلقى "العرب اليوم" نسخة منه، في "ظل هيمنة الباطل وانتشار سطوته ومع ما يقابله من استضعافٍ للمسلمين، تتطلع كل نفس مؤمنة إلى ذلك اليوم الأبلج (واضح وظاهر)، الذي ترتفع فيه راية التوحيد خفاقةً في أرجاء المعمورة، وتنتشر فيه أنوار الحق تضيء للعالم الذي أثقلته قيود الكفر والطغيان"، مشيرة إلى أن "تحقيق هذه الأماني تتطلب أن نتلمّس طريق النصر والخلاص من هذا الواقع الكئيب".
وأضافت الهيئة في المحور الأول من الخطبة الموحدة لصلاة الجمعة المقررة غداً في المحافظات الست "المنتفضة" ضد الحكومة، ستقام تحت شعار (ألا إن نصر الله قريب)، وأوضحت أن "النصر قد يتأخر لأن الباطل الذي تحاربه الفئة المؤمنة لم تنكشف حقيقته للبسطاء من الناس، وبالتالي لم يقتنعوا بعدُ بفساده"، مبينة أن "زواله يحتاج إلى مزيد من الوقت والجهد لكشف زيفه"، في إشارة إلى الجهات التي تناصر رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي.
وأكدت هيئة علماء العراق، أن "الظّلم هو سببُ كلِّ البلاءات الّتي تعاني منها البشريّة، سواء في واقعها الاجتماعيّ أم السياسيّ أم الاقتصاديّ".
وشددت الهيئة، على أن "الظالمين سيلاقون مصيرًا أسود"، موضحة أن "دولة الظلم لا بد لها من أركان، وأركانها الظالم وحاشيته وأعوانه والراضون بحكمه والمستخذون بين يديه وإذا ما فقدت هذه الأركان لم تقم للظلم دولة ولا للظالمين صولة".
كما تضمن بيان الهيئة آيات من القران الكريم، وأحاديث نبوية تذكر أن "النصر على الظلم يأتي بالصبر عليه وكشف حقائقه أمام العالم" في تأكيد غير مباشر على أن المعتصمين "لن ينجروا إلى خيار السلاح ومواجهة الحكومة العراقية".
من جهتهم أعلن معتصمو الانبار عن تخويلهم رئيس مجلس النواب أسامه النجيفي التفاوض باسمهم مع الحكومة العراقية لتنفيذ مطالبهم.
وكانت المحافظات الست المنتفضة حذرت، في (الـ30 من أيار/ مايو2013)، الحكومة العراقية، من تداعيات الحرب والفتنة الطائفية إذا اندلعت، وفيما أعلنت عن ترحيبها بأي مبادرة تحقن الدماء، كشفت عن اجتماع موسع للخبراء والفقهاء والأكاديميين سيعقد قريبا لاختيار "مشروع سني"، منتقدة بشدة "صمت السياسيين" عن نشاط الميلشيات.
وكانت اللجان الشعبية في المحافظات المنتفضة أعلنت، في (الـ19 من أيار2013)، عن رفض الحكومة المبادرة التي أطلقها رجل الدين السني البارز عبد الملك السعدي لحل الأزمة، وأكدت أنه ليس أمام أهل السنة والجماعة في العراق سوى "المواجهة المسلحة أو إعلان خيار الأقاليم"، وفيما أمهلت علماء العراق في الداخل والخارج والسياسيين خمسة أيام لتحديد موقفهم من هذين الخيارين و"إلا سيكون للجان خيارها بهذا الشأن"، أشارت إلى قرب إنجاز الإجراءات القانونية لإعلان إقليم صلاح الدين.
أرسل تعليقك