توقيت القاهرة المحلي 18:25:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فيما لوّح الغنوشي بسحب قانون "العزل السياسي" واللجوء إلى استفتاء التونسيين

المرزوقي يُؤبّن عسكريين قُتلا في الشعانبي ويواصل مشاوراته للخروج من الأزمة

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - المرزوقي يُؤبّن عسكريين قُتلا في الشعانبي ويواصل مشاوراته للخروج من الأزمة

المرزوقي يواصل مشاوراته للخروج من الأزمة
تونس ـ أزهار الجربوعي

لوّح رئيس حزب حركة "النهضة" الإسلامي الحاكم في تونس راشد الغنوشي، بإمكان التخلي عن قانون تحصين الثورة "العزل السياسي"، من دون أن يستبعد فرضية اللجوء إلى الاستفتاء في صورة تواصل التظاهرات المنادية بإسقاط الحكومة وحلّ المجلس التأسيسي، في حين يواصل الرئيس المنصف المرزوقي مشازراته مع القوى السياسسية والمدنية لإيجاد مخرج للأزمة التي تعصف بالبلاد منذ اغتيال المعارض محمد البراهي في 25 تموز/يوليو الماضي.
وقال رئيس "النهضة" التي تقود ائتلاف الترويكا الحاكم في تونس، "إن سحب أو تأجيل عرض قانون العزل السياسي المعروف في تونس بـ(تحصين الثورة)، والذي يتيح إقصاء عدد كبير ممن عملوا مع النظام السابق عن المشاركة السياسية والانتخابية، أمر وارد إذا توصل الفرقاء السياسيين إلى اتفاق بشأن ذلك"، معربًا عن استعداد حزبه لتقديم مزيد من التنازلات لهدف إنهاء الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد منذ اغتيال منسق حزب "التيار الشعبي النائب المعارض في المجلس التأسيسي محمد البراهمي، رميًا بالرصاص في بيته الخميس 25 تموز/يوليو الماضي.
ولم يستبعد الغنوشي فرضية اللجوء إلى استفتاء شعبي، في حال أصر معسكر المعارضة على مواصلة الاحتجاجات المطالبة بإسقاط الحكومة، وحل المجلس التأسيسي، وإلغاء المسار الانتقالي، معتبرًا أن "المتشددين الإسلاميين الذين قاموا باغتيالات سياسية، ويهاجمون قوات الأمن، مخترقون من جماعات سياسية، تهدف إلى ضرب (النهضة) والمسار الديمقراطي في تونس".
وأفاد رئيس حركة "النهضة"، الثلاثاء، إثر لقائه رئيس الجمهورية المنصف المرزوقي، أن المشاورات لا تزال قائمة للبحث عن توافقات بشأن وضع البلاد، معلناً وجود مطالب متعارضة بشأن تكوين مجلس تنسيقي يرافق المسار الانتخابي.
ويواصل الرئيس التونسي المنصف المرزوقي، مشاوراته في قصر قرطاح، للبحث في حلول للأزمة السياسية الخانقة التي تعيشها تونس، منذ تجدد عمليات الاغتيال السياسي واستهداف الهجمات الإرهابية لحدودها وأمنها الداخلي، حيث أكد المرزوقي خلال تأبينه لجنديين لقيا حتفهما إثر انفجار عبوة ناسفة في جبال الشعانبي المتاخمة للحدود الجزائرية، أن "مساعي هذه المجموعات للنيل من استقرار المجتمع ونمط عيشه وضرب معنوياته والنيل من إسلامه المعتدل، لن تفلح ولن تنجح بفضل تضحيات الجيش والأمن الوطنيين".
وتوجه المرزوقي لعناصر هذه المجموعات المتشددة، بالقول "لن تنالوا من عزائمنا، ولن ترهبوننا بجرائمكم البشعة، رسائلكم لن تزيدنا إلا شجاعة وإصرارًا في الوقوف في وجهكم لأننا أصحاب حق، وأنتم أصحاب باطل، ونحن واثقون في ربح المعركة، وذلك ليس بقوة الشرعية فقط، بل بفضل قوة قيمنا وأخلاقنا وإيماننا بديننا الوسطي المعتدل".
والتقى الرئيس التونسي، عددًا من الفاعلين السياسيين ورؤساء الأحزاب على غرار رئيس حركة "وفاء" عبدالرؤوف العيادي، ورئيس حزب "نداء تونس" الباجي قائد السبسي، والوزيرين السابقين حامد القروي ومنصور معلا، الذين أعربوا عن دعمهم لجهود المرزوقي الرامية إلى تحصين البلاد من منزلق العنف والإرهاب والبحث عن توافق يؤمن ما تبقى من فترة الانتقال الديمقراطي، للوصول بالبلاد إلى انتخابات نزيهة وشفافة في أقرب الآجال.
وأوضح رئيس "نداء تونس" ورئيس الحكومة التونسية الأسبق الباجي قائد السبسي، أن "تونس تمر بأزمة سياسية واقتصادية واجتماعية وأمنية خانقة، وغير مسبوقة في تاريخها"، مؤكدًا ضرورة اتخاذ إجراءات جريئة للخروج منها وإيجاد حلول جماعية لها، وأن المعارضة وصلت إلى توافق بين مختلف حساسياتها السياسية والفكرية والمنظمات الوطنية بشأن الخيارات المطروحة أمام البلاد لتجاوز عنق الزجاجة، تستوعب أطرافًا من السلطة الحاكمة الحالية، التي اتهم جزءًا منها برفض الحوار، قائلاً بشأنها "للأسف هنالك من الأحزاب الحاكمة التي لا يهمها إلا البقاء في الحكم لأطول فترة ممكنة".
وحذر الباجي قائد السبسي من مواصلة القوى السياسية اللجوء إلى تحكيم الشارع والنزول إلى الميادين، وهو ما اعتبره إطالة في عمر الأزمة وتضييعًا للوقت، مشددًا على  أن "الخسارة ستكون جماعية، والخاسر الأكبر سيكون تونس"، على حد قوله.
ورغم محاولات رئيس الدولة البحث عن مناخ توافقي وسط جو المشاحنات والتجاذبات السياسية، تواصل عدد من القوى السياسية رفضها مشاركة حزب "نداء تونس" الذي يتزعمه السبسي، في أي حل سياسي قادم، معتبرين أنه "من بقايا النظام السابق التي وجب إقصاؤها سياسيًا، حتى لا تلتف على أهداف الثورة ودماء الشهداء.
وقال رئيس حركة "وفاء" المعارض عبدالرؤوف العيادي، إن حزبه لن يتعامل مع حركة "نداء تونس"، لأنها "جزء من النظام السابق وقع إعادته إلى الساحة"، مشددًا على أن "البلاد تبقى في حاجة إلى المؤسسات الدائمة المنبثقة عن الشرعية الانتخابية، التي جاءت بها انتخابات 23 تشرين الأول/أكتوبر 2011، رافضًا الدعوات المطالبة بحل المجلس التأسيسي أو المساس به، لما يمثله من نتاج لعملية انتخابية ديمقراطية تمت غداة ثورة الحرية والكرامة".
ورغم استعداد حركة "النهضة" الحاكمة إلى تقديم ما عبر عن زعيمها راشد الغنوشي بـ"التنازلات"، المتمثلة في إمكان تخليه عن قانون العزل السياسي، الذي من شأنه أن يساهم في إخراج البلاد من عنق الزجاجة، وتسهيل تحقيق توافق مع قوى المعارضة التي تحتشد لليوم العاشر على التوالي في "اعتصام الرحيل" في ساحة المجلس التأسيسي في باردو مطالبة بإسقاط النظام، إلا أن هذا التنازل قد يخلق لـ"النهضة" مشاكل داخلية هي في غنى عنها، لا سيما أن جزءًا كبيرًا من قياداتها مثل "جناح الصقور"، متمسكون بعزل بقايا النظام السابق عن المشهد السياسي، وتحميلهم مسؤولية الفساد في البلاد والتنكيل بالعباد زمن الرئيس المخلوع.
ويرى مراقبون، أن قرار "النهضة" بالتراجع عن العزل السياسي الذي سبق وأشار له رئيس الحكومة علي العريض، بعد أن دعا المجلس التأسيسي إلى التخلي عن القوانين التي من شأنها أن تطيل عمر الفترة الانتقالية، وتُشكل عائقًا في تحقيق التوافق، من شأنه أن يفقد الحزب الاسلامي الحاكم جزءًا كبيرًا من قواعده الشعبية، التي ستُشكل في نهاية المطاف أصواتًا انتخابية، لا سيما في صفوف أنصاره من الإسلاميين، بعد التهديد الصريح الذي وجهته "رابطة حماية الثورة" (تنظيم جمعياتي محسوب على التيار الإسلامي تعتبره المعارضة ميليشيا الحزب الحاكم)، لـ"النهضة" في حالي تخليها عن قانون "العزل السياسي"، معتبرة أنه "خط أحمر"، داعية مجلس شورى "النهضة" إلى الضغط على الغنوشي للتراجع عن هذا القرار، وإلا "ستكون الندامة".

 

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المرزوقي يُؤبّن عسكريين قُتلا في الشعانبي ويواصل مشاوراته للخروج من الأزمة المرزوقي يُؤبّن عسكريين قُتلا في الشعانبي ويواصل مشاوراته للخروج من الأزمة



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 09:47 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

وفد أميركي يزور دمشق للقاء السلطات السورية الجديدة

GMT 09:42 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الرئيس بزشكيان يختم زيارته للقاهرة ويعود إلى طهران

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 11:30 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أفضل الأماكن لتجنب الإصابة بالإنفلونزا على متن الطائرة

GMT 18:59 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أسهل طريقة لتنظيف المطبخ من الدهون بمنتجات طبيعية

GMT 22:16 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

مواجهة أسوان لا تقبل القسمة على أثنين

GMT 18:47 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيفا" يكشف أسباب ترشيح ميسي لجائزة "الأفضل"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon