القاهرة- علي رجب
أكدّ مستشار شيخ الأزهر ومقرر لجنة المقومات في لجنة "الخمسين" لتعديل الدستور محمد عبد السلام، أنّ الدستور الجديد يؤكدّ مرجعية الأزهر والثوابت الإسلاميّة المستقرة في ضمير الشعب، وأنّه واهم ومخطئ من يروّج أو يعتقد أنّ الدستور ضد الدين.وأوضح عبد السلام، أنّ الدستور
أكَّد "استقلال الأزهر، وأنه المرجع الأساسي في كافة الشؤون الإسلامية"، "وأنّ الأزهر يتولى دون غيره الدعوة الإسلامية ونشر علوم الدين واللغة العربية، وواهمٌ مَن يعتقد أن الأزهر تخلَّى عن مرجعيَّته في مشروع الدستور الجديد، وإذا لم يكن الأزهر المرجعيّة في الشؤون الإسلامية فلِمَن يكون؟"، لافتًا إلى "أنَّ مَن يعتقد أو يُروِّج أنَّ هذا الدستور ضد الدِّين واهمٌ ومخطئ، ولم يُكلِّف نفسَه أنّ يقرأ مسودة الدستور، حتى يرى أنَّ مشروع الدستور يُؤكِّد الثوابت الإسلامية المستقرَّة في ضمير الشعب المصري". وشدّد على أنّ شيخ الأزهر د/أحمد الطيب، تحمَّل الكثير خِلال الفترة السابقة من إساءات البعض أو محاولات تشويه مواقفه الوطنية، موضحًا أنّ "منصب الإمام الأكبر ومقامه ليس منصبًا دينيًّا بحتًا، وإنما هو منصب في المقام الأول، وله تداخلات اجتماعيّة ووطنيّة وإنسانيّة حقوقيّة متشعبة، لذلك فمن التسطيح والتهميش أن يُتَّهم الإمام الأكبر بممارسة السياسة أو يتعامل معه البعض على أنه منصب ديني بحت ينبغي عزله عن الحياة العامة، فهذا يتأبى على الأزهر بتاريخه وتكوينه، وإلا فيلزم من ذلك ترك الساحة للمستبدين والطامعين والطغاة أنّ ينفردوا به ويستثمروا حضوره الروحي والثقافي والوطني لخدمة أغراض خاصة ضد مصالح الشعب، وهذا لن يكون أبدًا بإذن الله".
وأشار إلى أنّ شيخ الأزهر أوصى ممثِّلي الأزهر في بداية عمل اللجنة أن يكونوا ممثِّلين للشعب المصري بفئاته وأطيافه، وتجنُّب كل ما من شأنه أن يُحدث انقسامًا في المجتمع، وأن يُحافظوا على الثوابت الإسلامية المستقرَّة في ضمير الشعب المصري، وأن يُطمئِنوا شركاء الوطن المسيحيين.وأكدّ أنّ رفضُ ممثلي الأزهر كتابة مصطلح "مدنية" كوصفٍ للدولة في مقدمة الدستور يرجعُ إلى “ما تُثيره هذه الكلمة من التباس في الفهم لدى الكثير، فالبعض يفسر كلمة "مدنية" على أنها "علمانية". مشددًا على أنَّ الإسلام لا يعرف الدولة الدينية بمفهومها الغربي الثيوقراطي، وأنَّ وصف المدنية يَليق بالحكومة أو الحاكم ولا يصح مع الدولة، وتم التوافق على ذلك بالديباجة، موضحًا أنّ حزب "النور" لعب دورًا وطنيًّا مع الأعضاء جميعهم باستجابته للتوافق بشأن النصوص.
وختَم حديثه "حسبك يا إمام المسلمين الأكبر أنَّ الشعب المصري والمسلمين في العالم كله يُقدِّرون مقامك وشخصك الذي يعرفُه الجميع، ومواقفك الوطنية الخالصة في كل الظروف واضحة البيان للكافَّة".
أرسل تعليقك