c لهذه الأسباب خرجت الأمور عن السيطرة وهدّد جمعة بالإستقالة - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 20:23:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

"مصر اليوم" تكشف خفايا الولادة العسيرة للحكومة التونسية الجديدة

لهذه الأسباب خرجت الأمور عن السيطرة وهدّد جمعة بالإستقالة

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - لهذه الأسباب خرجت الأمور عن السيطرة وهدّد جمعة بالإستقالة

مصافحة تاريخية بين النائبين منجي الرحوي وحبيب اللوز
تونس ـ أسماء خليفة

بعد مخاض عسير تم الاعلان مساء الاحد عن تشكيلة حكومة مهدي جمعة والتي تضمنت 21 وزيرا و7 كتاب دولة.وكانت "مصر اليوم" قد كشفت الخميس ان الفريق الحكومي لمهدي جمعة سيتكون من 20 وزيرا و17 مستشارا بينهم كتّاب دولة وهو ما كشفه مهدي جمعة شخصيا في لقاءات خصّصها لاستقبال إعلاميين ورؤساء تحرير للإستماع إليهم وتقديم وجهة نظره إزاء بعض المسائل منها خطّته للخروج من الأزمة الإقتصاديّة الخانقة التي تعيشها البلاد. وأبدى جمعة تفاؤله الكبير لتجاوز مجمل الأزمات المحيطة بتونس اقتصادية كانت او امنية او اجتماعية واستعداده للذهاب لقصر قرطاج السبت لتقديم تشكيلته للرئيس مؤكدا تمسّكه بالإبقاء على وزير الداخلية في حكومة علي العريض لطفي بن جدّو اعتبارا لحسّاسية الوضع الأمني في الوقت الراهن وكذلك رغبته في اللإبقاء على ثلاثة وزراء آخرين من حكومة العريض لثقته في حسن ادارتهم لمهامهم.
وبنشر فحوى هذه اللقاءات وتسرب قراره الابقاء على بعض وزراء العريض بينهم لطفي بن جدّو أثارنقاشا حادا في كواليس الساعات الاخيرة ما قبل توجّه جمعة الى قرطاج وعاش مهدي جمعة على وقع ضغط كبير حول نقاطتين أساسيتين، أولهما رفض أغلب مكونات جبهة الإنقاذ للإبقاء على لطفي بن جدّو من جهة، ورفضهم للإبقاء على أيّ من وزراء علي العريض واعتبار ذلك التفافا على خارطة الطريق التي افرزها الحوار الوطني. وثانيهما رفض مؤسسة الرئاسة للمس بحقيبة الدفاع ورفعها فيتو في حق اي محاولة مساس بصلاحيات الرئيس باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة وبالتالي المخول له تعيين وزير الدفاع.
هذا التعنّت الذي لقيه مهدي جمعة مساء السبت وفشله رغم اتصالاته المكثفة بالرباعي الراعي للحوار الوطني وبرئيس المجلس الوطني التأسيسي في امتصاص هذه الصعوبات دفعت الأمور الى الخروج عن السيطرة ليعلن مهدي جمعة قراره الاستقالة قبل ساعات من اعلان تشكيلة حكومته.
واستمرّ التعطّل بحسب ما توفّر ل"مصر اليوم" من معطيات الى حدود منتصف نهار السبت وكانت البلاد الى حدود تلك الساعة مفتوحة على أزمة سياسية لم تتضح ملامحها. كما استمرّت محاولات ثني جمعة عن قراره السبت طيلة اثني عشرة ساعة عصيبة (ما بين منتصف النهار الى حدود منتصف الليل) وتكثّفت اتصالات الرباعي ورئاسة المجلس التأسيسي بحثا عن تقريب وجهات النظر والوصول الى توافق حول هاتين النقطتين الأساسيتين.
الطريف في كل ما حدث هو ان مهدي جمعة ظلّ مرابطا في مكتبه في وزارة الصناعة في انتظار ايجاد مخرج لهذه الأزمة في صراع مع الأجل الذي يخوله له التنظيم المؤقت للسلط العمومية وبالتوازي كانت نقاشات ماراتونية تدور في مبنى وزارة حقوق الانسان والعدالة الانتقالية حيث غرق الفرقاء السياسيون في محاولات إقناع بعضهم البعض بمدى رحيل وزير الداخلية لطفي بن جدو اذ اعتبره الرافضون لبقاءه عنوانا لفشل امني في حكومة علي العريض واعتبره المصرون على بقاءه احرز تقدّما يُحْسَبْ له خلال الأشهر الاخيرة هذا بالاضافة الى علاقته الجيدة بالنقابات الأمنية.
واستفاق الشارع السياسي الاحد صباحا على اعادة تكليف الرئيس المنصف المرزوقي لوزير الصناعة مهدي جمعة لتشكيل حكومة جديدة تخلف حكومة العريض خاصة وان المهلة القانونية انتهت وكان بامكان المرزوقي تكليف شخصية جديدة لتشكيل هذه الحكومة وفقا لما يمنحه إياه الدستور الصغير.
انتهى الجدل حول حقيبة وزارة الداخلية في ساعة متقدمة من عشيّة الأحد ويبدو ان مساعي خارجية تدخلت في اللحظات الاخيرة لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء السياسيين أملا في ايجاد مخرج للأزمة السياسية التي دخلتها تونس ما بعد اغتيال النائب في المجلس التأسيسي محمد البراهمي يوم 25 جويلية/ يوليو من العام الماضي.
وانتهى الجدل بالإبقاء على بن جدّو وزيرا للداخلية وتكليف رضا صفر وزيرا معتمدا لدى وزير الداخلية مكلف بالأمن. ولادة عسيرة لحكومة جمعة غيّرت في اللحظات الأخيرة تركيبة الفريق الحكومي ليقتصر جمعة على 21 وزيرا و7 كتاب دولة نشرت "العرب اليوم" قائمتهم كاملة في مقال نُشِرَ يوم أمس.
هذه الولادة العسيرة ترافقت مع ولادة أخرى عسيرة بدورها للدستور الجديد الذي سيؤسس للجمهورية الثانية. وقد رافق مناقشة هذا الدستور فصلا فصلا جدلا واسعا ونقاشات حادة وتلاسن وتوتر بلغ احيانا حد محاولة التشابك بالأيدي وبلغ النواب مرحلة من الإرهاق الشديد وهو ما توّج اللحظة التاريخية التي عاشتها تونس ليلة اللأحد بعد المصادقة بأغلبية ساحقة على الدستور الجديد وتبادل التهاني والعناق بين مختلف النواب. وكانت لحظة تعانق النائب في الكتلة الديمقراطية منجي الرحوي والنائب في الكتلة حركة النهضة حبيب اللوز من اكثر الصور التاريخية التي تمّ التقاطها علما وان الرحوي تعرّض مع بدأ انطلاق مناقشة فصول الدستور الى التكفير من قبل اللوز على خلفية موقفه من تأويل الفصل الأول وهو ما فتح الطريق لمتشددين دينيا الى التهديد بتصفية النائب الرحوي خلال 48 ساعة وفتح الطريق ايضا الى تمرير تحجير التكفير في نص الدستور الجديد.
ويجري اليوم تحت قبّة التأسيسي ختم دستور تونس الجديد من قبل الرؤساء الثلاثة وبحضور شخصيات دولية رفيعة المستوى.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لهذه الأسباب خرجت الأمور عن السيطرة وهدّد جمعة بالإستقالة لهذه الأسباب خرجت الأمور عن السيطرة وهدّد جمعة بالإستقالة



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
  مصر اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 05:09 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريل يعترف بعجز الاتحاد الأوروبي عن بناء بنية أمنية جديدة
  مصر اليوم - بوريل يعترف بعجز الاتحاد الأوروبي عن بناء بنية أمنية جديدة

GMT 10:09 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
  مصر اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 09:44 2024 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

النجمات يتألقن في فساتين سهرة ذات تصاميم ملهمة لموسم الخريف

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 09:10 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

مشروع مصري- بريطاني للأمن الغذائي وتقليل واردات القمح

GMT 06:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان

GMT 14:39 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الفلفل الحار يساهم في تخفيف الوزن ودعم التمثيل الغذائي

GMT 05:48 2016 الأحد ,18 كانون الأول / ديسمبر

الحكومة المصرية تعلن عن قانون لـ "الإجراءات الجنائية"

GMT 10:40 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

هيدي كرم تتحدث عن صعوبة تربية الأبناء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon