بيروت ـ جورج شاهين
اجرى الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان الخميس، سلسلة اتصالات شملت المسؤولين للاطلاع على تفاصيل القصف الصاروخي والجوي الذي تعرضت وتتعرض له القرى والبلدات القريبة من الحدود مع سوريا شمالاً وبقاعاً . واعتبر انه من غير المقبول استمرار اللبنانيين سكاناً ومناطق عرضة لقذائف اطراف الصراع في سوريا
وان المطلوب من هؤلاء الافرقاء هوالتوقف عن جعل المناطق اللبنانية هدفا ًلقذائفه موقصف هم المدفعي والجوي لان لبنان لايمكنه الاستمرار في تحمل هذا الامر، طالباً من الجيش العمل على ضبط الحدود وأكد أيضا ان المطلوب ضبط هذه الحدود من الجانب الآخر تحت سقف احترام سيادة كل دولة للقوانين والمعاهدات الدولية .
وعلى صعيد دولي كان لافتا تداول وسائل الإعلام اللبنانية لتصريح لوزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس الذي قال ان "الحكومة اللبنانية الجديدة تشكل "بارقة امل"، مُلمّحاً الى ان "بطاقة الخروج" من الأزمة جاءت عبر توافق الدول الاقليمية والدولية المعنية".
وحذر فابيوس، الذي كان يتحدث في لقاء دبلوماسي - اقتصادي جمع نخبة عربية - فرنسية في باريس، من "تداعيات ازمة نزوح اعداد كبيرة من السوريين الى لبنان الذين قد يوازون ثلث سكان لبنان"، وقال "تصوروا لو توافد الى فرنسا 15 الى 20 مليون شخص؟
وفي الشأن السوري، وصف رئيس الدبلوماسية الفرنسية الوضع بـ"المأساوي"، مشيرا الى ان "الصراع في هذا البلد اصبح دوليا"، ويزداد صعوبة وتعقيداً نظرا للمستجدات في اوكرانيا"، واضاف "الرئيس السوري بشار الأسد لا يمكنه تجسيد مستقبل شعبه" في اشارة الى الانتخابات الرئاسية السورية المقبلة التي هي اشبه بعملية نفاق" على حد قوله".
ورأى فابيوس ان "الحل لا يمكن ان يكون إلا سياسيا، وذلك عبر مصالحة وتوافق بين المعارضة المعتدلة وبعض العناصر القريبة من النظام".
وختم "فرنسا لا يمكن ان تساعد من وصفهم بالارهابيين" في اشارة الى العناصر المسلّحة المتطرفة"، مشدداً على دعم بلاده "قيام سوريا موحدة، ديموقراطية وعلمانية".
وكانت القرى اللبنانية على طول الحدود لجهة وادي خالد ومحيطها قد استفاقت امس الخميس على وابل من الصواريخ والقذائف والاعيرة النارية، ما أدى الى اصابة مواطن وحاجز للجيش اللبناني في البقيعة، وتسبب باحتراق عدد من المنازل. وأتت هذه التطورات تزامنا مع شن الجيش السوري هجوما على بلدة "قلعة الحصن" السورية الحدودية، وترافقت مع دخول عشرات الجرحى السوريين الى وادي خالد، فيما أفادت معلومات عن فرار مئات المسلحين من القلعة الى وادي خالد، ما دفع الجيش الى تنفيذ انتشار واسع في البلدة. هذا التدهور الأمني رافقته حركة احتجاجية وقطع طرق في عكار وطرابلس.
فقد، تعرّض خط البترول في وادي خالد صباحا، الى اطلاق نار كثيف من اسلحة رشاشة ثقيلة ومتوسطة وقذائف صاروخية مصدرها الجانب السوري أصابت عددا من المنازل. كما اصيب في استهداف طريق وادي خالد - المقيبله، المواطن حمزه احمد العلي من قرية المجدل. وتم نقله بواسطة سيارة اسعاف تابعة للصليب الاحمر اللبناني الى مستشفى سيدة السلام في القبيات.
وترافق ذلك مع تحليق الطيران الحربي السوري على علو متوسط فوق المناطق الحدودية الشمالية.وطال القصف السوري عددا من بلدات منطقة وادي خالد لا سيما في البقيعة وبلدة بني صخر. وافيد عن احتراق منازل جاسم البحيري واحمد الساطم كما اصيب مسجد قرية بني صخر بقذيفة.
وناشد الاهالي الذين سيطرت عليهم حالة من الهلع والخوف، الجيش اللبناني وجميع الجهات المعنية المسارعة الى التدخل لحمايتهم، وسحب الجرحى السوريين والعائلات السورية التي لا تزال عند الحدود من دون ان تتمكن من بلوغ الاراضي اللبنانية بفعل عمليات اطلاق النار. كما ناشد اهالي بلدة بني صخر الحدودية في وادي خالد، النواب المجتمعين في المجلس النيابي العمل فورا على حماية الاهالي عند الحدود.
الى ذلك، تعرض حاجز للجيش اللبناني بالقرب من المركز الحدودي في البقيعة الى اطلاق نار من الجانب السوري.
وفيما استمر التوتر ميدانيا، أقفلت السلطات السورية معبر البقيعة الحدودي الشرعي بين لبنان وسوريا فتوقفت حركة العبور بالاتجاهين .
وكانت اشتباكات عنيفة قد جرت اليوم عند الجانب السوري لمجرى النهر الكبير في منطقة البقيعة السورية الحدودية قبالة منطقة البقيعة اللبنانية في وادي خالد، وسقطت قذائف عدة مصدرها الجانب السوري عند الضفة اللبنانية لمجرى النهر في هذه المنطقة، جراء المعارك الدائرة بين القوات السورية والمعارضين في قلعة الحصن.
وافيد ان عددا من الجرحى السوريين تمكنوا من بلوغ الداخل اللبناني وتم نقلهم بواسطة سيارات اسعاف تابعة للصليب الاحمر اللبناني، نقل معظمهم الى مستشفى سيدة السلام في القبيات.
ومع تقدم ساعات النهار، ارتفع عدد الجرحى السوريين الذين تم إدخالهم إلى لبنان ونقلهم بواسطة سيارات الصليب الأحمر اللبناني والجمعية الطبية الاسلامية وائتلاف الجمعيات الخيرية الاغاثية إلى حوالى 35 جريحا نقلوا تباعا إلى مستشفيات عكار. وقال مسؤولون في الجمعية الطبية الاسلامية في وادي خالد ان "أكثر من 100 جريح من المنتظر وصولهم إلى الحدود اللبنانية"، موضحين أن "هناك نقصا في سيارات الاسعاف"، آملين من الجهات المسؤولة والمعنية إيفاد المزيد من السيارات لكي يتمكنوا من إجلاء الجرحى".
كما عرقلت عمليات إطلاق النار والقذائف صاروخية من الجانب السوري، إجلاء المصابين وغالبيتهم ممن حاولوا الهروب من قلعة الحصن السورية في اتجاه لبنان.
وفي سياق متصل، أفاد ت مصادر امنية تواكب العمليات العسكرية في المنطقة، عن مقتل 11 مسلحا معارضا خلال فرارهم من بلدة الحصن السورية في اتجاه لبنان. الى ذلك، أشارت معلومات الى مقتل أمير جند الشام في قلعة الحصن في سوريا وهو اللبناني الطرابلسي ابو سليمان الدندشي.
وبعد المعلومات عن فرار مسلحين سوريين قد يصل عددهم الى الخمسمئة، الى الداخل اللبناني وتحسبا لاي خرق أمني، فرض الجيش اللبناني حصارا على منطقة البقيعة وطارد المسلحين والقى القبض على البعض منهم. كما نصب حواجزه في وادي خالد وسير دورياته.
واحتجاجا على الاعتداءات التي يتعرض لها اهالي وادي خالد والمناطق الحدودية، قطع عدد من الشبان قبل الظهر، الطريق الدولية بين طرابلس وعكار بالشاحنات امام تجمع المدارس، وأوقفوا الشاحنات في منتصف الطريق، ومنعوا المواطنين من العبور، كما عمد شبان الى قطع طريق حلبا الرئيسية. وفي البداوي، أشعل شبان سيارة فان بعد قطع الطريق ما ادى الى انفجاره، احتجاجا لما يجري في الداخل السوري. وبعد دقائق، فتح الطريق في الاتجاهين تسهيلا لمرور عدد من سيارات الاسعاف التي تقل جرحى من الحدود السورية، في منطقة وادي خالد، الى مستشفيات طرابلس.
كذلك، نظم عدد من الشبان في طرابلس، مسيرة راجلة في اتجاه جامع "السلام" حيث أقيم تجمع احتجاجا على ما يجري على الحدود اللبنانية - السورية. كما تم قطع طريق العبودية - الدبوسية الحدودية بين لبنان وسوريا، تنديدا بالاعتداءات على منطقة وادي خالد، قبل ان يعاد فتحها.
وفي هذه الأجواء استنكر رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، قصف الطيران السوري على جرود عرسال ووادي خالد. واعتبر أنّ هذا القصف هو تعدٍّ صارخٍ على السيادة اللبنانية لا يبرّره أي منطق على الإطلاق، خصوصاً وأنّ الجيش اللبناني متواجد في هاتين المنطقتين ويجهد للقيام بواجباته كاملةً.
وطالب الحكومة الحالية باتخاذ كافة التدابير اللازمة لعدم تكراره، بما فيها رفع شكاوى الى جامعة الدول العربية ومجلس الأمن بهذا الخصوص.
أرسل تعليقك