القاهرة ـ أكرم علي
اعتبر بابا الإسكندريّة وبطريرك الكرازة المرقسية، تواضروس الثاني، أن قرار ترشّح وزير الدفاع المشير عبدالفتاح السيسي لرئاسة الجمهوريّة، بات "واجبًا وطنيًّا"، وأن مصر منذ ثورة 30 حزيران/يونيو تسير على خارطة طريق للمستقبل، وفق خطوات مُنظّمة، بدأت بإقرار الدستور الجديد، ثم الانتخابات الرئاسيّة.
وأكّد
البابا تواضروس، في لقاء متلفز نشرته جريدة "الوطن" الكويتيّة، صباح الأحد، أن "المصريين يرون السيسي مُنقذًا وبطل ثورة يونيو، ويمتلك صفة الضبط والربط المهمّة جدًا لنمو المجتمع المصريّ، ولكن للجميع مُطلق الحريّة في اختيار ما يرونه مناسبًا حسب قناعتهم الشخصيّة"، مشيرًا إلى أن "إدارة الرئيس السابق محمد مرسي لم تكن تليق بأي حال من الأحوال بمصر الحضارة والتاريخ، على الرغم من أنه كان يحكم بإسم الدين، وأن فترة حكمه شابها العديد من الأزمات والسقطات والسلبيّات مع التيارات كافة والأحزاب السياسيّة وقوى المجتمع المدنيّ ومؤسسات الدولة، وأن المجتمع كله وصل إلى درجة الغليان من فترة حكم (الإخوان)، ولم يعد يتقبّل هذا النمط من الحكم".
وعن زيارته إلى الولايات المتحدة، قال تواضروس، "كان من المقرّر أن أقوم بزيارة إلى واشنطن خلال تشرين الأول/أكتوبر الماضي، ولكنني أجّلتها ولم أحدّد بعد موعدًا آخر للزيارة"، مؤكّدًا أن الكنيسة المصريّة وقفت موقفًا بطوليًّا في أوقات الفوضى والتدمير المُنظّم للكنائس والأديرة المصريّة في وجه الإعلام الغربيّ، الذي زيّف الحقائق، وكان ينقل أخبارًا مغلوطة، في صورة من التعدي الصارخ على سيادة مصر، وأن الكنيسة حرصت على إجلاء الحقائق لكل الوفود الغربيّة والأجنبيّة التي زارتها بعد تلك الأحداث، مُعتبرًا أن ثورات ما يُطلق عليه "الربيع العربيّ" لم تكن ربيعًا أو حتى خريفًا، وإنما هو "شتاء عربيّ" مُدبّر حملته أيد خبيثة إلى منطقتنا العربيّة، لتفتيت دولها إلى مجرد دويلات صغيرة لا حول لها ولا قوة.
ووصف البابا، الرئيس عدلي منصور، بأنه رجل وقور يحمل المعاني السامية للقضاة، ويقود الدولة بحكمة ورؤية مستقبليّة بشهادة الجميع، مشيرًا إلى أن قراراته كافة متوازنة لأبعد درجة.
وعن رأيه في مشروع "سد النهضة" في إثيوبيا، أكّد البابا أنه "لن يؤثر فقط على مصر والسودان ، بل على أفريقيا بأكملها من الناحية الفنيّة، لأن القرن الأفريقيّ منطقة زلازل، والمياه التى ستحجز وراء السد سيكون لها تأثير سلبيّ، وستنزل في شقوق، مٌحدثة بلاعة كبيرة، وقد تفصله عن القارة مستقبلاً".
وأشاد البابا، بموقف الكويت الوطنيّ في مساندة مصر خلال أزمتها الأخيرة، والمستمر حتى الآن بقوة وإخلاص، مُوجّهًا تحياته القلبيّة إلى أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، على دعوته لزيارة بلاده، واعتزازه بكل الشعب الكويتيّ لرعايته الكاملة لإخوتهم المسيحيين الذي يعيشون على أرض الكويت.
أرسل تعليقك