القاهرة ـ محمد الدوي
كشف الكاتب الصحافيّ السياسيّ المصريّ محمد حسنين هيكل، أن هناك تغيّرات ملحوظة على الساحة العالميّة، وتغيّرًا في الموقف الأوروبيّ والأميركيّ، بعدما أدركوا أن "الإخوان" لم تكن الحصان الفائز في الرهان، وإن كان من الممكن استخدامهم للقتال في سبيل مصالحهم.
وأشار هيكل، إلى أن هناك اعتقادًا أوروبيًّا، بأنه من الممكن
أن يقاوموا أعداءهم بالإسلام، والمستقبل لا يُبنى بفشل الماضي"، مضيفًا أن قيام بريطانيا بحصر دور جماعة "الإخوان" ومراقبة أنشطة أعضائها، جاء نتيجة قلق حكومة لندن مما قامت به الجماعة في الوضع الجاري في مصر، ومحاولة تصديره إلى بريطانيا، وبدأ يظهر لهم نشاط أكبر مما سبق، وأن الغرب أدرك أن الرهان على الجماعات الإسلامية "خاسر"، وما حدث في سوريّة زاد من هذا القلق، وهذا ما أدّى إلى دور من المراجعة الأوروبيّة، وإن كان الوضع الحالي في غير صالحهم.
وأكّد الصحافي والسياسيّ الشهير، أن الغرب تعوّد على أن له "كلمة مسموعة"، وواشنطن لديها قناعة بأنها عندما تأمر، فلابد أن يستجيب الجميع، ولكن تغيّر الخريطة العربيّة جعل الكثير من دول المنطقة تعبر عن سيادتها وقرارها، معتبرًا أن الانتخابات في الجزائر ليست انتخابات بمفهومها "الديمقراطيّ"، لأن التجربة الديمقراطية تقوم علي منافسة بين المرشحين، والمواطن يختار بحرية واحدًا منهم، وهذا ما لم يحدث، مشيرًا إلى أن "الجزائر على وشك الانزلاق".
ورأى هيكل، أن منطقة الشرق الأوسط يحكمها "صراع البقاء"، وأن سوريّة "شبح" موجود داخل الصراع اللبنانيّ، ولابد من سيادة القرار اللبنانيّ، وأن لبنان بمثابة لوح زجاج، إذا اختل فسيؤدي إلى اصابة الدول المجاورة، ولابد من اختيار مُرشّح تدعمه سوريّة لتجنّب الكثير من الصراع في الفترة المقبلة، وأن وجود "حزب الله" حقيقة لبنانيّة، ولابد من دمجها في العملية الانتخابيّة، وأنه من الممكن أن يكون هناك مرشح مسيحيّ في الانتخابات الرئاسيّة اللبنانيّة، ولكنه ينتظر الوقت المناسب، وأن الحكومة السوريّة قادرة على إجراء الانتخابات، ولكن الوضع هناك ليس بالمناسب لإجراء عملية انتخابيّة بجو من الطمأنة والاستقرار، وستصبح الانتخابات شكليّة، لافتًا إلى أنه في حالة فوز بشار الاسد في الانتخابات السوريّة المقبلة، فستعترف بشرعيته الكثير من الدول مثل روسيا.
واعتبر حسنين هيكل، في تصريحات إعلاميّة، أن مرشحي الرئاسة في مصر لا يحتاجون إلى برامج انتخابيّة، لأن الأزمة ليست في توفر البرنامج، ولكن الإشكاليّة الحقيقيّة في التعامل بشكل واقعيّ مع ملفات مهمّة مثل قضايا الأمن القوميّ والمياه، وأن نظام حسني مبارك ظلّ لمدة 30 عامًا ولم يتوقع أحد سقوطه، ولكن قامت ثورة 25 كانون الثاني/يناير وأسقطت النظام، وأشدنا بدور الشباب في نجاح تلك الثورة الشعبيّة، ولكن غفل علينا أنها ثورة من دون قائد، وجاء بعدها المجلس العسكريّ لنجد كثيرًا من المساوئ بعد رحيله، لذلك لابد من التفكير في قائد قبل الأزمة، وأن المشير عبدالفتاح السيسي بمثابة "رجل المرحلة"، لأن التهديدات التي تقابلنا كثيرة، وأن الدولة الآن ضعيفة، وتحوّلت إلى "دولة رخوة"، ومنها إلى دولة من دون قائد، وهذا ما يأخذنا لنصبح دولة فاشلة، وهو ما يجعل من السيسي رجل المرحلة، لما له من خلفيّة عسكريّة، لأن القوات المسلّحة هي الضامن الوحيد لأمن واستقرار الدولة، والإمساك بمقاليد الأمور من دون أن تتحول إلى فاشية عسكريّة، مضيفًا أنه لم يكن يريد إقحام المؤسسة العسكريّة الآن داخل الصراع السياسيّ، ولكن الضرورات تُبيح المحظورات، وأن حمدين صباحي لديه تعثّر في جمع التوكيلات بالمعايير الجديدة التي وضعتها اللجنة العليا للانتخابات، ولكن وجدت همّة كبيرة لدى حملته لاستكمال جمع باقي التوكيلات، وأن المشير السيسي مرشح من دون منافس، ويتمتع بالكثير من المواصفات، من شعبية كاسحة وخلفيّة عسكريّة، وأنه لا توجد أية فرصة لحمدين، بما يعني أن تلك الانتخابات "غير متكافئة الفرص".
وشدّد هيكل، على أن الرئيس القادم في مصر، لابد أن يُحسن استغلال قُدرات الشباب، وبمقدار ما هو قادر فهو ضائع، ولابد من الحديث معهم، وأن ما يُزعج الشباب هو "انتهاء الأمل"، موضحًا أن "نتيجة الانتخابات ستُسفر عن عدد الأصوات التي حصل عليها السيسي وليس مَن الفائز، وأن الرئيس الجديد أمامه الكثير من التحديات، ولابد من ترك المألوف، وأن ينظر إلى ما لم ينظر إليه من سبقه من الرؤساء، وأن وجود رئيس للسلطة سيعيد المزيد من الاطمئنان".
أرسل تعليقك