القاهرة ـ محمد الدوي/أكرم علي/محمد فتحي
أعلن المُرشّح الرئاسيّ حمدين صباحي، أنه يثق في شعب مصر، ويثق في أنه رئيس مصر المقبل، وأنه لن يسمح بتكرار "فساد السُلطة" كما كانت في عصر حسني مبارك أو "استبداد الحُكم" في عهد محمد مرسي، معربّا عن أمله بأن تتوحّد القوى السياسيّة كافة من أجل مصلحة الوطن.
وأكّد حمدين، خلال مؤتمر صحافي لحزب
"التحالف الشعبيّ الاشتراكيّ" انعقد اليوم السبت لإعلان تأييد الحزب له رسميًّا، أن "هذا البلد يحتاج إلى العدالة الانتقالية، وأنا ملتزم كرئيس بتطبيق عدالة الدم، ومنع نهب المال العام، والمحاسبة على تجريف مصر والفساد السياسيّ، وسأعمل على إيجاد آليّة لتنفيذ العدالة الانتقاليّة وليست الانتقاميّة، وسأسعى لاستقلالية كاملة في القرار السياسيّ تُعبّر عن مصالحنا، وهذه الاستقلاليّة لن تكون في ظل حالة الانقسام في الشارع المصريّ"، مضيفًا أن "حزب (التحالف) وُلد من رحم ثورة 25 كانون الثاني/يناير، وارتبط بالانتصار للمقهورين عن طريق سعيه إلى مجتمع يتميّز بالعدالة الاجتماعيّة ويكفل حياة كريمة لكل مصريّ، وخلق دولة ديمقراطيّة واستقلال وطنيّ، وأن هذا التوافق جمع بينه وبين الحزب، وأن قرار دعمه في الانتخابات الرئاسيّة، غير مفاجئ، لأنه قرار يتسق مع الذات والمبادئ"، موجّهًا التحية للحزب على مسيرته النضاليّة وإخلاصه لقضايا الشعب المصريّ.
ونفى صباحي، ما نُشر على لسانه في إحدى الصحف المستقلّة، قائلاً "لم أذكر أسماء مُحدّدة في التعليق على المُحاكمات، في ظل ما يحدث من اضطرابات في الشارع المصريّ، وأنه لا يصح أن أُسمي شخصًا بعينه لمحاكمته"، مؤكّدًا على ضرورة مُحاسبة كل من نهب المال العام أو أفسد الحياة السياسيّة، فيما ناشد "بوجوب حقن دماء المصريّين، وفتح صفحة جديدة مع الجميع، والعمل على العدالة الاجتماعيّة من خلال تنمية هائلة وتوزيع عادل على الشعب"، مُشيدًا بدور الحكومة الحالية في استعادة دور مصر القياديّ في المنطقة، والتحرّك الفعّال للدبلوماسيّة المصريّة.
وطالب المرشح الرئاسيّ، القوى التي ترى في نفسها أنها ديمقراطيّة مدنيّة أن تحتذي بحزبيّْ "التحالف" و"الدستور"، وهما نتاج ثورة 25 كانون الثاني/يناير، بأن تتوحّد وتعقد ائتلافًا وطنيًّا واسعًا يضم عددًا من القوى والأحزاب وهيئات المجتمع المدنيّ، التي تسعى إلى استكمال الثورة، وهدفها العدالة والحرية والديمقراطية والاستقلال الوطنيّ، تضح ملامحه في هذه المعركة الانتخابية، مضيفًا "حال وصولنا للرئاسة نحتاج ائتلافًا وطنيًّا قويًّا ناجحًا لبناء دولة ناجحة عادلة كفيلة للدخول في حرب ضد الفقر، وتنتصر عليه ضد الفساد، وتقضي عليه ضد التبعية التي تستنزف مواردنا، وأن هناك شعوبًا كثيرة طبّقت العدالة الانتقاليّة وأبعدت نفسها عن بحور الدماء، وأن العدالة ستحقن الدماء, وهي لا تشمل أشخاصًا بعينهم، كما نقلت بعض المواقع الإلكترونيّة, ولكنها تشمل كل من ارتكب جرائم فساد أو قتل أبرياء".
وقد أعلن رئيس حزب "التحالف الشعبيّ الاشتراكي" عبد الغفار شكر، في المؤتمر، أن اللجنة المركزيّة للحزب قرّرت دعم حمدين صباحي في انتخابات الرئاسة المصريّة بموافقة 82% من أعضائه، في اجتماعها الجمعة، وأن دعم صباحي، يُعدّ انتصارًا للتطور الديمقراطي والعدالة الاجتماعية والإرادة الشعبية، فيما دعا حملتيّْ "صباحي" و"السيسي" إلى أن تكونا عفيفتين، لا تقومان بأية تجاوزات، مشيرًا إلى أنه سيعطي صوته لحمدين صباحي، لنزاهته ولنضاله، قائلاً "نعلم جيدًا أنه سيتعرض لحملة شرسة".
وشدّد شكر، على أن الحزب على صلة وثيقة بحزب "الكرامة" و"التيار الشعبيّ" وحمدين صباحي، وأن تأييد الحزب للمرشح الرئاسيّ جاء لاتفاق آراء الحزب مع آرائه، فضلاً عن اتفاق توجهاتهما السياسيّة، وأن هذا الموقف يتفق مع التحالفات التي يعقدها الحزب، الذي يولي اهتمامًا خلال الفترة المقبلة بـ6 قضايا، على رأسها دعم الاستقلال الوطنيّ، وتصفية التبعية، والتنمية المستدامة المعتمدة على الذات، والعدالة الاجتماعيّة، والديمقراطية المشتركة، وفصل الدين عن السياسة، والعلاقات الخارجيّة المتوازنة.
أرسل تعليقك