يأمر قوات الأمن بالوصول إلى المسؤولين عن هجوم "الأهواز" في أسرع وقت
كشف المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي أن الهجوم على عرض عسكري في جنوب غرب إيران مرتبط بحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة.
وأمر خامنئي قوات الأمن بالوصول إلى "المجرمين" المسؤولين عن الهجوم في أقرب وقت وتقديمهم إلى المحاكمة.
وقال خامنئي في بيان له على موقعه على الإنترنت "هذه الجريمة استمرار لمؤامرات دول المنطقة وهي دمى في أيدي الولايات المتحدة، وهدف تلك الدول هو انعدام الأمن في بلدنا العزيز".
ولم يذكر خامنئي أسماء تلك الدول صراحة، لكن من بين حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة إسرائيل ودول الخليج وبخاصة السعودية.
المسؤول عن هجوم الأهواز
وتوالت التقارير المتعارضة بشأن المسؤول عن هجوم الأهواز، حيث أعلن يعقوب حر التستري المتحدث باسم جماعة مناهضة للحكومة الإيرانية في الأهواز أن منظمة المقاومة الوطنية الأهوازية، التي تضم عددًا من الفصائل المسلحة، هي المسؤولة عن الهجوم.
وزعمت وكالة "أعماق" التابعة لتنظيم "داعش" مسؤولية التنظيم عن الهجوم.
ولم يقدم أي منهما دليلًا على ذلك.
وقال المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة الإيرانية لوكالة الأنباء الرسمية "إن دولتين خليجيتين لم يسمهما قامتا بتدريب منفذي هجوم الأهواز".
وقال الناطق باسم الحرس الثوري الإيراني "إنه من المحتمل أن تكون منظمة "الأهوازية" وراء الهجوم".
سفير إيران في لندن يشكو قناة تليفزيونية
استنكرت السفارة الإايرانية في لندن قيام قناة "إيران انترناشينال" بإجراء مقابلة مع يعقوب حر التستري المتحدث باسم جماعة مناهضة للحكومة الإيرانية في الأهواز.
وقال السفير الإيراني في لندن حميد بعيدي نجاد في تغريدة على حسابه في موقع تويتر "قامت قناة ايران ناشيونال ببث مقابلة مع متحدث باسم جماعة ارهابية سفكت اليوم دماء العديد من الأشخاص، والسفارة الإيرانية في لندن وضمن ادانتها لهذا الاجراء، فإنها تطالب بالتحقيق من قبل هيئة الرقابة في بريطانيا OFCom باعتبار ما حدث يروج للإرهاب والعنف".
ظهور مُفاجئ وجنود مذهولين
وعرض مقطع مسجل بثه الموقع الإلكتروني للتلفزيون الرسمي لقطات لجنود مذهولين يتساءل أحدهم وهو يقف أمام المنصة "من أين جاؤوا؟"، ورد آخر "من خلفنا".
ويوجه الهجوم الدامي ضربة للأمن في إيران التي تشهد استقرارًا نسبيا مقارنة بدول عربية مجاورة تواجه اضطرابات منذ انتفاضات عام 2011 التي وقعت في أنحاء مختلفة بالشرق الأوسط.
وألقى التلفزيون الرسمي اللوم على "عناصر تكفيرية"، في إشارة إلى متشددين من السنة، في الهجوم الذي وقع في مدينة الأهواز.
تضامن وتعاطف سوري
وأعربت الحكومة السورية عن تعاطفها وتضامنها الكامل مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، تؤكد مجددًا أن رعاة التطرف في المنطقة لن يستطيعوا تحقيق مخططاتهم عبر هذه الجرائم الدنيئة وان الفشل المحتوم والهزيمة سيكونان مصير هذه المؤامرة.
وجزء من بيان للحكومة السورية نشرته وكالة الأنباء الرسمية "سانا".
بوتين يعتربها "جريمة دموية"
وأعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن أسفه العميق لوقوع ضحايا جراء الهجوم بالأهواز.
ووصف بوتين في اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني حسن روحاني، الهجوم بـ "الجريمة الدموية".
ملابس عسكرية يرتديها المسلحون
وأشارت بعض التقارير الصحافية المحلية إلى أن المسلحين كانوا يرتدون ملابس عسكرية، حيث هاجم المسلحو العرض انطلاقا من منتزه قرب موقع تنظيمه، وفقًا لوسائل إعلام حكومية.
أطفال وصحفيون بين القتلى والجرجى
وقال وزير الخارجية الإيرانية جواد ظريف "إن ضحايا الهجوم المسلح على عرض عسكري بمدينة الأهواز، جنوبي إيران، من بينهم أطفال وصحافيون".
وحمل المسؤول الإيراني "نظاما أجنبيا" بتمويل وتدريب وتجنيد "إرهابيين" لتنفيذ الهجوم.
بداية مواجهة مفتوحة مع النظام الإيراني
وبينما تعالت صرخات الجنود أمام منصة العرض العسكري التي انقلبت رأسًا على عقب، سأل أحدهم زميله قائلا "من أين جاؤوا؟، ورد الآخر "من خلفنا"، ليتضح المشهد بعد قليل بأنه هجوم نوعي من حركة المقاومة الأحوازية لم يكن في حسبان الحرس الثوري المتخبط من هول المفاجأة، وهو ما اعتبره محلل سياسي "بداية مواجهة مفتوحة" بين الأحواز والنظام الإيراني".
وذكرت وسائل الإعلام الإيرانية أن الهجوم، الذي وقع في مدينة الأهواز مركز الإقليم، الذي يحمل الاسم ذاته، أسفر عن سقوط 29 قتيلا معظمهم من الحرس الثوري، فضلا عن إصابة نحو 60 آخرين.
وقال المتحدث باسم حركة النضال العربي لتحرير الأحواز يعقوب حر التستري إلة وكالة "رويترز"، "إن منظمة المقاومة الوطنية الأهوازية، التي تضم عددًا من الفصائل المسلحة، وتنضوي حركته تحت لوائها هي المسؤولة عن الهجوم".
وعرض التلفزيون الحكومي صورًا لما بعد الحادث مباشرة، وتظهر مسعفين يساعدون شخصا يرتدي ملابس عسكرية يتمدد على الأرض، كما أظهرت أفراد أمن يصرخون أمام منصة مشاهدة العرض العسكري.
وبدا أن الهجوم، تم الإعداد له بشكل نوعي، حيث ذكرت وسائل إعلام رسمية أن إطلاق النار جاء من حديقة وراء المنصة، فيما قال محافظ خوزستان "منطقة الأهواز" غلام شريعي، أن المهاجمين كانوا يتنكرون بزي قوات الحرس الثوري الإيراني، وفق الوكالة الرسمية.
ضربة للحرس الثوري
وتوجيه ضربة "مسلحة" إلى الحرس الثوري الإيراني القوة العسكرية الأقوى والأكثر تسليحا داخل إيران، يهز بشكل كبير الثقة في قدراته.
وذكرت وكالة "فارس" القريبة من الحرس الثوري ووسائل إعلام أخرى، أن إطلاق النار استمر من 10 دقائق إلى نصف ساعة، وهو وقت طويل يظهر "خللا واختراقا للأمن الإيراني"، وفقًا للمحلل السياسي الأهوازي حسن راضي.
ويقول راضي "إن نجاح العملية في إيقاع هذا الحجم الكبير من الخسائر في صفوف قوات النظام الإيراني سيشجع على عمليات مماثلة.. المواجهة أصبحت مفتوحة على كافة الاحتمالات".
وتحت وقع الصدمة، حاول قادة في الحرس الثوري إلصاق العملية بتنظيم "داعش" في بادئ الأمر؛ لكن كان مسؤولون آخرون يتحدثون عن المقاومة الأحوازية علنا، بينما قال وزير الخارجية محمد جواد ظريف إن أطرافا خارجية تقف وراء الهجوم.
وتشير التصريحات والتقديرات المتضاربة لمسؤولي النظام إلى مدى الارتباك، الذي أحدثته العملية التي كانت تستهدف في الأساس مسؤولين رفيعين في منصة العرض العسكري.
ويقول راضي "كان في المنصة ممثل عن المرشد علي خامنئي واثنين من كبار قادة الحرس الثوري إضافة إلى عشرات العسكريين".
وتنشط حركات مسلحة منضوية تحت لواء المقاومة الأحوازية في منطقة الأحواز، حيث تقوم بهجمات انتقامية ردا على الممارسات الأمنية الدموية التي يمارسها النظام على سكان الإقليم.
ويرى الباحث في الشؤون الإيرانية، علي قاطع الأحوازي، أن النظام الإيراني والحرس الثوري يتحملان المسؤولية الأساسية عن اندلاع أعمال مسلحة، بسبب "المعاناة الشديدة التي سببها للشعب الأحوازي والقمع الأمني".
ويأتي توقيت العملية بالتزامن مع ذكرى بدء الحرب العراقية الإيرانية عام 1980، ليشير إلى أن "الضحية الأساسية لهذه الحرب، وهي الشعب الأحوازي الذي عانت مناطقه من دمار كبير، فيما تجاهل النظام إعادة إعمار ما خلفته الحرب وقام بتهجير قسري للسكان ومصادرة أراضيهم"، وفقًا للأهوازي.
نظام فقد شرعيته
وعاش النظام الإيراني 10 أشهر عصيبة منذ مطلع العام الجاري، حيث تهاوت العملة المحلية وارتفع التضخم بينما انتشرت الاحتجاجات بشكل لم تعهده إيران منذ "الانتفاضة الخضراء"، التي أعقبت إعادة انتخاب الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد عام 2009.
وأفاد القيادي في التيار العربي الديمقراطي الأهوازي، عبدالرحمن الحيدري، بأن إقليم الأهواز شهد 3 انتفاضات كبيرة و 900 احتجاج منذ مطلع 2018، قائلا إلى شبكة "سكاي نيوز عربية" إن "الإقليم يعيش حالة غليان مثل العديد من الأقاليم الإيرانية".
وتواجه طهران ضغطا متزايدا بعد أن قرر الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في مايو سحب بلاده من الاتفاق النووي الدولي الذي أبرم مع إيران عام 2015 وأعاد فرض عقوبات عليها في مسعى لعزلها.
وبعد فرض الحزمة الأولى من العقوبات في أغسطس وتشمل قيودا صارمة على النظام المالي الإيراني، تنتظر طهران في نوفمبر حزمة أخرى تتعلق بتقييد صادراتها النفطية وعدد من القطاعات الحيوية الأخرى.
واعتبر الحيدري أنه بعد العقوبات وحالة الغليان الشعبين فإن النظام الإيراني قد فقد مشروعيته "لدى أغلب الإيرانيين وخاصة في الأحواز".
وتعاني منطقة الأهواز، التي تقطنها غالبية عربية من تهميش كبير رغم أن الإقليم يمتلك ثروة هائلة من النفط والغاز الطبيعي إضافة إلى الأراضي الزراعية الخصبة.
أرسل تعليقك