أكد مصدر أن 7 غارات جوية نفذها اليوم الأحد الجيش الوطني الليبي على مواقع تابعة لحكومة الوفاق في طرابلس، وكانت الاشتباكات تجددت ليل الجمعة السبت بين قوات الجيش الوطني الليبي وكتائب الزاوية في منطقة أبوعيسي غرب مدينة الزاوية، التي تبعد 48 كلم غرب العاصمة طرابلس، كما أعلن الجيش الوطني الليبي، الجمعة، سيطرته على طريق مطار طرابلس ومعسكر النقلية الاستراتيجي في العاصمة.
وأكد اللواء خالد المحجوب، مدير إدارة التوجيه بالجيش الليبي، أن قوات الجيش تقترب من قلب العاصمة طرابلس، ولا يفصلها سوى أقل من 4 كيلومترات، كما قال لمصادر صحافية إن قوات الجيش تحاصر المدينة من عدة محاور، وسيطرت على طريق مطار طرابلس، وتمكنت من قتل مجموعة من ميليشيات حكومة الوفاق، يقودها محمد الشريف، مضيفاً أن القوات دمرت غرفة عمليات تابعة لميليشيا الفاروق المتطرفة.
وزير الدفاع التركي: مستعدون لإرسال قوات إلى ليبيا
نقلت وسائل إعلام حكومية تركية عن وزير الدفاع، خلوصي آكار، قوله الأحد، بشأن إرسال جنود إلى ليبيا: "إن الجيش التركي مستعد لحماية مصالح أنقرة في الداخل والخارج"، وتسعى تركيا للحصول على تفويض برلماني لإرسال قوات إلى ليبيا، لدعم حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج، بموجب مذكرة التفاهم الأخيرة الموقعة بين الطرفين، فيما توعد البرلمان الليبي برد قاس إذا فكرت تركيا بالتدخل العسكري في ليبيا، واعتبر عبدالله بليحق، المتحدث باسم مجلس النواب الليبي، أن ذلك التدخل بمثابة "استعماراً جديداً لليبيا".
ويتوقع أن تتم مناقشة مذكرة طلب التفويض في البرلمان، الخميس المقبل، حسب مصادر في حزب "العدالة والتنمية" الحاكم، وكان موقع "نورديك مونيتور" السويدي لفت قبل أيام إلى سعي الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لتكوين جيش من المرتزقة للقتال في ليبيا.
وأضاف أن عدنان تانري فردي، المستشار العسكري لأردوغان، أكد على ضرورة تأسيس أنقرة لشركة عسكرية خاصة للمساعدة في تدريب الجنود الأجانب، على اعتبار أنها أداة جديدة في السياسة الخارجية لتركيا، مثل "بلاك ووتر" الأميركية أو "فاغنر" الروسية، مشبها إياها بالصادرات الداعمة للاقتصاد، يذكر أن الجنرال المتقاعد يمتلك بالفعل شركة عسكرية خاصة هي "سادات"، ويعتقد كثيرون أنها قوة شبه عسكرية فعلية موالية للرئيس التركي.
ورجح الموقع السويدي بأن تتكون القوة القتالية للجيش الخاص المقترح من جنود متقاعدين مخضرمين، وبأن المعدات والأسلحة سيقدمها الجيش التركي.في المقابل اعتبر نائب تركي بأن مذكرة التفاهم بين أنقرة وحكومة الوفاق معدة لتجاوز السلطة التشريعية وإفساح الطريق أمام شركة "سادات"، وكان وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو حذر، السبت، من أن الصراع الليبي يهدد بانزلاق البلاد إلى الفوضى وبأن تصبح سوريا القادمة، وذلك في إطار سعيه لتسريع صدور تشريع يسمح لأنقرة بإرسال قوات إلى هناك.
وأضاف تشاووش أوغلو، في تصريحات خلال اجتماع لحزب "العدالة والتنمية" الحاكم: "إذا أصبحت ليبيا اليوم مثل سوريا، فإن الدور سيأتي على الدول الأخرى في المنطقة"، وتابع قائلا: "علينا القيام بكل ما يلزم لمنع انقسام ليبيا وانزلاقها إلى الفوضى، وهذا ما نفعله. الحكومة المشروعة هناك هي ما نتعامل معه". وشدد على أهمية الاتفاق العسكري والأمني الذي وقعته تركيا مع ليبيا.
بوتن وميركل يتفقان على "تعزيز الجهود الدبلوماسية" في ليبيا
في اتصال هاتفي، اتفق الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، الأحد، على ضرورة تعزيز الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة الليبية، وأفاد الكرملين، في بيان أصدره عقب المكالمة، التي قال إنها أجريت بمبادرة من الجانب الألماني، بأن الطرفين تبادلا الآراء بشأن التطورات الأخيرة في ليبيا، وشدد بوتن وميركل، حسب البيان، على "جدوى تكثيف الجهود السياسية الدبلوماسية الرامية إلى تسوية الأزمة هناك، بما في ذلك بوساطة ألمانيا والأمم المتحدة".
وتستعد ألمانيا لاستضافة مؤتمر دولي في برلين، أوائل يناير المقبل، بمشاركة الرئيس الروسي، لبحث سبل إيجاد حل للنزاع المستمر في ليبيا، وتأتي المكالمة الروسية-الألمانية بعد التدخل التركي في ليبيا، والذي رفع مخاوف من أن تؤدي أطماع أنقرة في المنطقة إلى تفاقم خطر الإرهاب والانزلاق نحو مزيد من الفوضى.
ويخوض الجيش الوطن الليبي حربا ضد التنظيمات الإرهابية، فيما تقدم تركيا دعما سخيا لميليشيات طرابلس التي تنشط تحت لواء حكومة فايز السراج، وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في وقت سابق إن بلاده سترسل قوات إلى ليبيا استجابة لطلب من طرابلس في وقت قريب قد يكون الشهر المقبل.
اليونان تلوح باللجوء للعدل الدولية
قال رئيس الوزراء اليوناني، في تصريحات نشرت، اليوم الأحد، إنه إذا لم تتمكن أثينا وأنقرة من حل النزاع بينهما بشأن تحديد السيادة على المناطق في البحر المتوسط فإن عليهما اللجوء لمحكمة العدل الدولية في لاهاي لتسوية الخلاف، ووقعت تركيا اتفاقا مع الحكومة الليبية المعترف بها دولياً الشهر الماضي يقضي بإقامة منطقة اقتصادية خاصة تمتد من الساحل الجنوبي لتركيا على البحر المتوسط وحتى الساحل الشمالي الشرقي لليبيا.
وتقول اليونان وقبرص، وهما على خلاف طويل الأمد مع تركيا بشأن الحدود ومناطق السيادة البحرية، إن الاتفاق باطل وينتهك القانون الدولي للبحار. وتعتبر الدولتان أن الاتفاق هو استيلاء على الموارد، بهدف تقويض جهود تنمية استخراج الغاز من شرق المتوسط وزعزعة استقرار خصوم تركيا في المنطقة.
وقال رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، في مقابلة أجرتها معه صحيفة (تو فيما) الأسبوعية، إنه يرى أن على بلاده وتركيا بحث خلافاتهما بشأن المناطق البحرية في إيجة وشرق المتوسط على المستويين السياسي والدبلوماسي، أضاف: "علينا أن نقول بوضوح إنه حال عدم تمكنا من التوصل لحل فعلينا أن نتفق أن الخلاف الذي تعترف به اليونان (بشأن المناطق البحرية) يجب أن يتم البت فيه لدى هيئة دولية مثل محكمة العدل الدولية في لاهاي".
وأعلن ميتسوتاكيس أن بلاده تريد المشاركة في مؤتمر حول ليبيا مرتقب في كانون الثاني/يناير برعاية الأمم المتحدة، وقال ميتسوتاكيس: "لا نريد مصدر عدم استقرار في جوارنا. نريد إذاً أن تكون لنا كلمة بشأن التطورات في ليبيا"، وأضاف: "نريد أن نكون جزءاً من الحلّ في ليبيا لأن ذلك يعنينا أيضاً".
وتنظّم الأمم المتحدة مؤتمراً دولياً في برلين خلال كانون الثاني/يناير لوضع حدّ للخلافات الدولية بشأن ليبيا وفتح المجال أمام حلّ سياسي للنزاع الذي يمزّق البلاد، وتابع ميتسوتاكيس: "طلبت وسأفعل ذلك مجدداً لزيادة التأكيد، أن نشارك في المؤتمر في برلين".
ويتيح الاتفاق البحري بين تركيا وحكومة الوفاق الليبية لأنقرة المطالبة بالسيادة على مناطق واسعة غنية بالمحروقات في شرق المتوسط، ما يثير غضب اليونان ومصر وقبرص وإسرائيل.
واعتبرت اليونان أن الاتفاقين "لا أساس لهما" ويتعارضان مع القانون الدولي.
ونددت أثينا بالاتفاق البحري مشيرةً إلى أن تركيا وليبيا لا تتقاسمان أي حدود بحرية. وشدد ميتسوتاكيس على أن ليبيا "هي جارتنا البحرية الطبيعية، وليست (جارة) تركيا"، وينصّ الاتفاق العسكري على مساعدة يمكن أن تقدمها تركيا إلى حكومة الوفاق في محاربتها قوات المشير حفتر.
وفتح الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الخميس، الطريق لتدخل عسكري تركي مباشر في ليبيا بإعلانه عن تصويت قريب في البرلمان على إرسال جنود لدعم حكومة الوفاق، وأعلن متحدث باسم أردوغان، الجمعة، أن حكومة الوفاق طلبت مساعدة عسكرية من أنقرة.
قد يهمك أيضا :
استنفار في ليبيا لتحرك الجيش الوطني لقصف مصراته وتحريرها
الجيش الليبي يبسط سيطرته على طريق المطار في طرابلس
أرسل تعليقك