الدار البيضاء - رضى عبد المجيد
تشير جميع المؤشرات إلى وجود زيارة وشيكة للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى المغرب، ستكون هي الأولى من نوعها منذ توليه الحكم في يونيو 2014، وذلك بعد الدعوة التي وجهها إليه الملك محمد السادس في السادس عشر من شهر فبراير/شباط الماضي.
وشهدت العلاقات بين المغرب ومصر مدًا وجزرًا في عهد الرئيس السيسي، خاصة بعد التقارب الكبير بين القاهرة والجزائر وفتور العلاقات مع الرباط مقابل ذلك، ثم استقبال مسؤول من جبهة البوليساريو في 2016 في مؤتمر انعقد في شرم الشيخ، وما تلا ذلك من هجوم ممنهج من الإعلام المصري على المغرب في عدة مجالات، إلى جانب رد الفعل المغربي، الذي اعتبر من خلال نشرة إخبارية على القناة الأولى أن النظام الحالي في مصر صعد إلى الحكم بعد الانقلاب على الرئيس المخلوع محمد مرسي، فضلًا عن انخراط المملكة في مشروع سد النهضة في إثيوبيا، كرد من نوع آخر على مصر.
وشهدت العلاقات بين البلدين في الفترة الأخيرة تحسنًا ملحوظًا، عكسته زيارة رئيس مجلس النواب، الحبيب المالكي، إلى القاهرة ولقاؤه بالسيسي وكبار المسؤولين في مصر، فضلًا عن العلاقات الاقتصادية والتجارية القائمة بين البلدين، وتميزت العلاقات بين البلدين بتوتر شديد في عهد الملك الراحل الحسن الثاني والرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر، خاصة بعد الدعم الذي قدمته القاهرة للجزائر في حرب الرمال مع المغرب، حيث أرسل عبدالناصر أزيد من ألفي جندي مصري لمساندة ودعم الجزائر في حربها مع المغرب، وهي الحرب التي سقط فيها جنود مصريين أسرى في يد المغرب، من ضمنهم الرئيس السابق حسني مبارك الذي كان وقتها طيارًا في الجيش المصري.
وزادت العلاقة توترًا بين الجانبين بعد رفض الحسن الثاني لطلب من جمال عبدالناصر، يقضي بقطع العلاقات الدبلوماسية مع ألمانيا الغربية التي كانت حليفٍا قويٍا لإسرائيل، حيث أكد الحسن الثاني لعبد الناصر أن ذلك سيجعل المغرب يخسر الشيء الكثير على المستوى الاقتصادي.
وفي عهد الرئيس أنور السادات، كانت العلاقات مع المغرب أفضل حالًا، وكان التشاور حاضًرا مع الحسن الثاني في القضايا ذات الاهتمام المشترك والملفات الإقليمية، كما أن الملك الراحل لعب دورًا في توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل "كامب ديفيد"، وانتعشت العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية بين البلدين في عهد الرئيس السابق حسني مبارك، الذي عاصر الملك الراحل الحسن الثاني والملك الحالي محمد السادس، حيث حافظت العلاقات بين البلدين على قوتها على مدى أعوام.
ويتوقع المتتبعون للشأن السياسي في البلدين أن تشكل الزيارة المرتقبة للسيسي بداية لمرحلة جديدة من العلاقات بين المغرب ومصر، ومن المحتمل أن تتوج بتوقيع اتفاقيات جديدة وتفعيل اتفاقيات أخرى سابقة من شأنها أن تعود بالنفع على البلدين.
أرسل تعليقك