c علي خامنئي أمام "خيارات صعبة" عقب اغتيال قاسم سليماني في - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 16:53:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تعرَّضت صورة "التمرّد والردع" المُصدَّرة للمجتمع لشرخ خطير

علي خامنئي أمام "خيارات صعبة" عقب اغتيال قاسم سليماني في بغداد

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - علي خامنئي أمام خيارات صعبة عقب اغتيال قاسم سليماني في بغداد

المرشد علي خامنئي
طهران - مصر اليوم

خسر النظام الإيراني ثاني أهم رجل في البلاد وذلك بمقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، وتعرضت صورة "التمرد والردع" التي حرص على تصدريها للمجتمع الدولي لشرخ دائم وخطير، وضع قادة البلد، على رأسهم المرشد علي خامنئي، في مأزق بشأن خيارات الرد المناسب.
وقُتل قاسم سليماني في غارة نفذتها طائرة أميركية من دون طيار، فجر الجمعة، استهدفت سيارة كانت تقله بالقرب من مطار بغداد الدولي، بعيد وصوله إلى العاصمة العراقية، ولسليماني ثقل كبير في العراق، فهو المخطط والآمر والناهي في كثير من الأمور السياسية والعسكرية والأمنية، خاصة في ظل علاقاته المتشعبة وهيمنته على الكثير من الميليشيات، التي يحركها هنا وهناك لتخوض حربا بالإنابة ضد الولايات المتحدة وغيرها ممن يعارضون النظام الإيراني.

وتحدث الخبير في الشأن الإيراني هاني سليمان، عن أهمية سليماني في العراق، قائلا: "يتمتع سليماني بمكانة رمزية، وله ثقله في قلب النخبة والعناصر الثورية، بالإضافة إلى موقعه الأمني والاستراتيجي على الأرض كأحد أهم أدوات إيران في تعميق نفوذها الإقليمي، بما يمتلكه من علاقات ونفوذ في العراق ولبنان وسوريا".
وأضاف : "نفوذ سليماني تجاوز كل الخطوط؛ فهو يعين ويقيل ويرفض ويقبل مسارات سياسية، وله تأثير كبير على جملة الأحداث والتوازنات في الإقليم، من خلال تحالفاته مع ميليشيات موالية لإيران، وقيادته لفيلق القدس، وهندسة ورسم جملة المصالح الإيرانية".

نقطة فاصلة في الصراع
ومع أهمية سليماني، تبرز أهمية الرد الذي قد تلجأ إليه إيران على التصعيد الصادم للرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي جاء بدوره ردا على الهجوم الذي استهدف السفارة الأميركية في بغداد، بأوامر إيرانية.
وهنا يكمن المأزق، فخيارات طهران تنحصر في شقين، إما التصعيد، على الأقل لحفظ ماء الوجه أمام المجتمع الدولي، مما يضعها في مأزق أكبر نظرا لأنها الكفة الأضعف أمام واشنطن، أو الالتزام بخفض التصعيد والسعي للتهدئة.
واعتبر سليمان أن مقتل سليماني هو "حدث فاصل" في العلاقات الأميركية الإيرانية وطبيعتها، مضيفا أن "مرحلة ما بعد سليماني في العلاقات بين البلدين، لن تكون كالمرحلة التي سبقتها".
وأضاف: "رغم تعقيداتها (علاقات البلدين) وجملة الخلافات التي تعتريها، فإن هناك ضوابط وخطوط حمراء لما يمكن أن يتجاوزه كل طرف، غير أن مقتل سليماني يعد تحولا كبيرا في الاستراتيجية الأميركية، وإعلان عن حالة تحد وكسر لتلك الخطوط، في مواجهة سلوك إيران، وهو بمثابة إعلان عن بداية مرحلة جديدة".

اختبار صعب
ومع تعقد الوضع، رأى الخبير في الشأن الإيراني، أن النظام في طهران "يواجه اختبارا صعبا، فهو بين حالة ارتباك ورغبة انتقامية كبيرة، كونه يريد أن يوجه رسالة مفادها أن إيران قادرة على الرد وأنها ما زالت تسيطر على الأوضاع".
وأضاف: "كما يريد النظام أن يكون الرد مقنعا داخليا في مواجهة الشعب الساخط أصلا، وخارجيا للحفاظ على صورة إيران القوية المتمردة القادرة على الردع والرد".
تلك الاحتمالات والخيارات المرة أمام إيران، "تجعل خامنئي في مأزق شديد وتضعه بين المطرقة والسندان، خاصة أن تبعات مقتل سليماني سيمتد أثرها بعيدا، في ظل مشهد خطير ومعقد تخسر فيه إيران في الداخل العراقي وفي لبنان"، بحسب سليمان.
واعتبر الخبير أن مقتل سليماني "سيشكل حافزا قويا للمتظاهرين وحلفاء واشنطن، لممارسة مزيد من الضغط على طهران".
ورأى مدير المركز الأحوازي للإعلام و الدراسات الاستراتيجية، حسن راضي، أن النظام الإيراني سيتجه إلى التصعيد، قائلا: "النظام الإيراني لا يسعى إلى التهدئة، على الأقل من أجل الحفاظ على ماء الوجه، ولأن الشخصية التي تم استهدافها هي ثاني أهم شخصية بإيران، والأقوى في العراق على الصعيد الأمني والعسكري والسياسي، إذ لا يمكن لأية شخصية أن تخالفه، بمن فيهم رئيس الوزراء".
وفي حال قرر النظام في طهران الرد على الضربة الأميركية الموجعة، فإن استخدام الميليشيات سيكون أول تلك الخيارات، بحسب راضي.
وأضاف: "إيران تخشى المواجهة المباشرة مع أميركا، وبالتالي إذا دخل النظام حربا مع الولايات المتحدة فسيسقط بالتأكيد، فهو في وضع صعب على الصعيد الاقتصادي، وهناك تفكك بالنظام نفسه، كما أنه لا يمتلك الميزانية الكافية لمثل هذه المواجهة"، وأشار راضي ، إلى أن "تحريك ميليشيات العراق"، سيكون خيار طهران الأول، قائلا: "إيران تمتلك عشرات المليشيات في العراق، ولدى أميركا تواجد كبير هناك، سواء دبلوماسيا أو عسكريا، لذا قد تستهدف الميليشيات تلك المواقع".
ونوه راضي أيضا إلى أن "هذا لا يعني عدم لجوء إيران إلى ميليشيات حزب الله أو الميليشيات اليمنية، للرد بصورة غير مباشرة"، أما السيناريو الثاني، الذي يرتكز على "المواجهة المباشرة" مع الولايات المتحدة عن طريق الحرس الثوري الإيراني، فاستبعد راضي حدوثه، معتبرا أنه سيكون بمثابة "انتحار" لنظام طهران.

"صدمة داخلية"
أما عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، موسى أفشار، فركز على التبعات التي خلفتها الضربة الأميركية على الداخل الإيراني.
وقال لموقع "سكاي نيوز عربية": "تلقى نظام الملالي ضربة صادمة، وقبل أن يفكر بكيفية الرد على أميركا، فهو يفكر بلم شمله وكيف يمكن له أن يمنع تساقط قواته، في ظل الإحباط الشديد لمعنويات قوات الحرس والباسيج، التي يعتمد عليها خامنئي لمواجهة المد الشعبي والانتفاضة الداخلية للشعب الايراني".
واعتبر أفشار أن الخيار الذي سيلجأ له النظام الإيراني، بالتصعيد من عدمه، "يتوقف على موقف المجتمع الدولي تجاه هذا النظام والجرائم التي يرتكبها منذ 3 عقود بالمنطقة"، وتابع: "إذا شعر النظام في الوقت الحاضر أن هناك نوع من التهاون فقد يفكر بالتصعيد، لكن إذا شعر أن الصرامة التي استخدمتها الولايات المتحدة، لها امتدادات إقليمية ودولية، فسيُجبر على أن يفكر مليا قبل أي تصعيد، خاصة إذا كان التصعيد يهدد الأمن الإقليمي".
وبعد مقتل سليماني، تتجه الأنظار كلها إلى خلفه، العميد إسماعيل قاآني، وأولى خطواته بعد توليه هذا المنصب، إلا أن راضي اعتبر أنه "لن يتمتع بنفوذ سليماني وسطوته في العراق"، وأضاف: "قاآني لن يكون بديلا لسليماني لأنه لا يمتلك السطوة والنفوذ بالعراق كما كان لسليماني، كما أنه شخصية غير بارزة بالرغم من أنه شخصية متشددة وشارك بالحرب العراقية الإيرانية، لكنه لا يمتلك الأدوات والسطوة بالمنطقة".
وأشار راضي في الوقت نفسه، إلى أن "الساحة الأولى لقاآني ستكون بالعراق، بسبب الولاء الكبير من الميليشيات العراقية للنظام الإيراني".
أما سليمان، فاعتبر أن تعيين قاآني "سيشكل ضغطا إضافيا، خاصة في ظل الترقب الإقليمي والضغط المفروض عليه لتقديم أوراق اعتماده، ومحاولة إعادة الهيبة لفيلق القدس، وحالة المقارنة التلقائية التي ستفرض نفسها بينه وبين سليماني".
وبغض النظر عن طبيعة الردود التي قد يقبل عليها النظام الإيراني، فإن جميعها مرة، إذ "ستكون دفعا باتجاه الزوال"، بحسب أفشار الذي قال: "إذا صعّد نظام الملالي بالحروب النيابية، فإنه يدفع تلك الميليشيات إلى الحرق، كما فعل بدفعها في العراق لاقتحام السفارة الأميركية"، أما خيار التصعيد المباشر، فهو "مستبعد"، واعتبر أفشار أنه "سيصب في خانة انتفاضة الشعب الإيراني في الداخل".

قد يهمك أيضا :  

خامنئي يوصي بغداد وبيروت بمعالجة الشغب

تفاصيل يوم دموي في 100 مدينة إيرانية رغم تحذيرات القوات الخاصة

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

علي خامنئي أمام خيارات صعبة عقب اغتيال قاسم سليماني في بغداد علي خامنئي أمام خيارات صعبة عقب اغتيال قاسم سليماني في بغداد



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 16:21 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت
  مصر اليوم - أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث

GMT 04:47 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان محمد فؤاد يطرح فيديو كليب «سلام»

GMT 08:30 2021 الأحد ,15 آب / أغسطس

روسيا تسجل أعلى نمو إقتصادي منذ عام 2000
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon