القاهرة _ محمد التوني
أشاد رئيس الجمهورية السابق، والرئيس السابق للمحكمة الدستورية العليا، المستشار عدلي منصور، بمؤتمر الأزهر الدولي عن الحرية والمواطنة، مؤكدًا أنه يبرز وعي الأزهر ومجلس حكماء المسلمين ودورهم المؤثر تجاه قضايا الأمة العربية والإسلامية، ومساهمتهم في مناقشة تلك القضايا مع جميع الأطراف على مائدة الحوار.
وقال منصور في كلمته خلال الجلسة الختامية لمؤتمر الأزهر الدولي عن الحرية والمواطنة، إن مصر بموقعها وتاريخها العريق في العيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين، وباستقرارها لهي جديرة باحتضان هذه الفعالية التاريخية الكبرى، التي جمعت ممثلي كنائس الشرق وعددًا كبيرًا من المفكرين المسلمين والمسيحيين.
وأوضح أن المجتمعات الشرقية تتمتع بتاريخ طويل وتراث عريق، وصبغه العيش المشترك بين المسلمين والمسحيين حددت معالمه قيم الإنسانية العليا التي رسختها ديانتان عاشتا أزمانًا طويلة في سلام واندماج، معتبرًا أن الحوار بين المؤسسات الإسلامية والمسيحية في الشرق على مستوى القيادات والنخبة يتوجه صوب القضايا والمهمة والمؤثرة، والمحددة لحاضر ومستقبل المواطن العربية.
وأشار إلى أن التصورات الخاطئة والمفاهيم المغلوطة التي زرعتها جماعات العنف والإرهاب في أذهان عدد من المواطنين، والتي أثرت على ظهور ممارسات دينية متطرفة وغريبة عن القيم الإنسانية وتعالم الأديان، أكدت أنه ليس باستطاعة مجموعة دينية واحدة أو مؤسسة بمفردها مواجهته إلا بالاجتماع مع الآخر والحوار معه.
وتابع رئيس الجمهورية السابق، أن مؤتمر "الحرية والمواطنة" ناقش قضية الحرية والتنوع، وهي قضية مجتمعية دينية وسياسية عامة، مشددًا أنه أصبح لزامًا على المؤسسات الدينية وقياداتها، أن تتصارح وبصوت مسموع وبحرية تامة، وأن تطرح ما لديها من مشكلات تواجهها الطوائف الدينية، وتعرض مقترحاتها ومبادراتها لحل تلك المشكلات، فالوقت حان للوقوف على قلب رجل واحد ضد ممارسات العنف باسم الدين.
وشدد منصور، على أن الجميع شركاء في الأوطان، ويجب التأكيد المستمر على أن الاجتماع لبحث القضايا المشتركة وحل المشكلات ينطلق من الإيمان بهذه الشراكة لا من الاختلاف في الهوية الدينية أو الممارسات العقدية، لافتًا إلى أن دعوة الإسلام والمسيحية دعوة سلام ورحمة ومحبة وقول القرآن "ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى"، وقول الإنجيل "أحبوا أعداءكم" ستظل آيات مضيئة تتحدى إلى يوم القيامة ظلام العبث بهذه الأديان، ومحاولات النيل من قلوب معتقديها الصافية بصفاء الرسالات الإلهية المقدسة والنقية بالفطرة التي فطر الله الناس عليها.
أرسل تعليقك