القاهرة- إسلام محمود
أعرب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال كلمته عن سعادته بوجوده في بلده الثاني السودان الشقيق، قائلًا "فمن بين كل الزيارات الخارجية التي أقوم بها للدول الشقيقة والصديقة، تحظى زياراتي للسودان بمكانة خاصة وأولوية متقدمة ومتميزة، ليس بالنسبة لي فقط، ولكن لكل مسؤول مصري يزور هذا البلد الشقيق، وكذلك لكل مواطن مصري يحظى بالتواجد على أرض السودان الشقيق، ومرجع هذه المكانة الخاصة، يعود إلى شعور كل مصري يزور السودان، بأنه لم يخرج من وطنه، ولم يغادر أرض بلاده.
وأضاف "أن زيارتي اليوم تأتي في إطار التوجه الذي بات ثابتًا وواضحًا، في سياسة الدولتين الشقيقتين، وأصبح جزءًا لا يتجزأ، من توجهات البلدين الإقليمية والدولية، ألا وهو التنسيق الكامل بينهم، والسعي المستمر والدؤوب، لدعم المصالح الاستراتيجية المشتركة بين الشعبين والدولتين في كل المجالات، السياسية والاقتصادية والأمنية والمائية والثقافية، وذلك على سبيل المثال لا الحصر، لأنه لا أحد يستطيع مهما حاول حصر كل ما يجمع بين الدولتين والشعبين الشقيقين، من روابط تتسع لتشمل كل المجالات، ولا أبالغ في هذا الصدد، إذا قلت أن ما يربط بين بلدينا من علاقات، ووشائج وتاريخ، ووحدة في المسار، يندر أن يتكرر بين أي دولتين وشعبين على مستوى العالم، نحن لدينا مصير مشترك".
وتابع "أود أن أتقدم إليكم شخصيا، وإلى الأشقاء في دولة السودان الشقيق، بكل التحية والشكر والتقدير على ما تبذلونه من جهد واضح، لدعم علاقات الأخوة بين مصر والسودان، وهو ما تبلور على مستوى لجان وآليات التعاون الثنائي بين البلدين، وتجاوز العديد من الصعوبات التي كانت تواجهها، وكذلك الشروع في مشروعات قومية مشتركة، في مقدمتها الربط الكهربائي بين البلدين، علاوة على تعزيز التنسيق والتشاور، في مختلف القضايا التي تهم الشعبين الشقيقين، ومازال الطريق أمامنا طويلا، للارتقاء بعلاقات التعاون إلى المستوى المنشود، الذى يتطلع إليه شعبا البلدين".
وأشار إلى الجهود الذي تبذله دولة السودان لتسوية المنازعات الإقليمية وتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة والتي نتطلع إلى أن تتكلل بالنجاح والسداد لأنها جهود تعكس رغبة صادقة في تعزيز الاستقرار، ورؤية واضحة لحقيقة ثابتة، وهي أن أمن واستقرار وتنمية دول الجوار الإقليمي، يعود بالنفع على كل الأطراف، كما أؤكد لكم، دعم مصر التام لتلك الجهود، واستعدادنا الكامل لمواصلة الإسهام بكل الإمكانات، في تحقيق أهداف السلام والرخاء المنشودة في المنطقة، إنطلاقا من نفس الرؤية، وهي أن أمن واستقرار منطقة الجوار الإقليمي، جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، وعنصر أساسي في ثوابت سياسة مصر الخارجية.
ولعلى هنا أوجه رسالة إلى أشقائنا في إثيوبيا وإريتريا، أقول لهم أننا في غاية السعادة بالتطورات الإيجابية بين البلدين، وأن مصر ستواصل دعمها الكامل، لإحلال السلام والاستقرار والتعاون البناء بين البلدين الشقيقين، ولجنوب السودان أقول أننا سنعمل سوياً مع أشقائنا في المنطقة حتى نحقق السلام، وحتى ينعم شعب جنوب السودان بالاستقرار والرخاء، الذى يتطلع إليه ويستحقه.
وأختتم السيسي، كلمته قائلًا "إنني على يقين، في أن ما عبرت عنه من مبادئ أساسية للتعاون بين بلدينا الشقيقين، ومشاعر الأخوة والرغبة في العمل المشترك، إنما هي المشاعر نفسها التي يحملها الأشقاء في السودان، ونفس المبادئ التي ترتكز عليها نظرتكم الثاقبة فخامة الرئيس، ليس فقط على صعيد العلاقات المصرية السودانية، وإنما أيضاً على مستوى علاقات الأخوة والتعاون مع أشقائنا في المنطقة بأسرها، وستكون هي الدافع من أجل استمرار الجهود لدعم تلك العلاقات، والسعي لإزالة أية معوقات أمام انطلاقنا لأفاق أرحب، ومجالات أوسع للتعاون البناء، وتحقيق المصالح المشتركة. ومن جانبه قال الرئيس السوداني عمر البشير، في كلمته بالمؤتمر، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، للسودان، تأتي في إطار التواصل المستمر الذي بدأه الرئيس السيسي منذ توليه الرئاسة وحرصه على توطيد العلاقات بين البلدين، مضيفًا أن العلاقات المصرية السودانية تربطهما عدة عوامل منها الجغرافية والتاريخ المشترك والثقافة والعلاقات الأسرية الممتدة ووادي النيل وكذلك نهر النيل.
وأشار الرئيس السوداني إلى عمق وقوة العلاقات بين الشعبين الشقيقين المصري والسوداني قائلا: "إن 75 % من جسم الإنسان عبارة عن مياه، وهي تأتي من نهر النيل الذي يشرب منه الشعبان". وأضاف "نحن ننطلق من هذه العلاقة بأن تكون استراتيجية في كافة المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية والأمنية والعسكرية، وكذلك مشروعات ربط الطرق بين البلدين".
وتابع البشير، تم توقيع اتفاق لربط الشبكة الكهربائية، كما توجد دراسات لربط شبكتي السكك الحديدية بين السودان بمصر، مشددا على أنه تم الاتفاق على إزالة كافة العوائق أمام حركة الافراد والسلع والمواد وغيرها. وأوضح الرئيس السوداني أنه تم تكليف الحكومتين بوضع استراتيجية واضحة بتوقيتات محددة، وأن قيادتي البلدين ستعملان على إزالة أية عوائق. وقال الرئيس السوداني في ختام حديثه، إن هذه الزيارة لها ما بعدها، وأن هذا التصريح نسأل عنه أمام الشعبين.
أرسل تعليقك