اسلام محمود ـ مصر اليوم
أكّد رئيس مجلس الوزراء المصري السابق، الدكتور عصام شرف أن التعاون الصيني العربي زاد بشكل كبير بعد طرح مبادرة "الحزام والطريق"، وأن العلاقات بين الجانبين ستشهد طفرة هائلة في السنوات المقبلة، مشدّدا على أن قناة السويس ستلعب دورا مهما وحيويا في الطريق البحري للمبادرة.
وأضاف شرف -في مقابلة مع وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا)- أن أهمية منطقة قناة السويس بالنسبة لمبادرة "الحزام والطريق" تتمثل في تقديم الخدمات اللوجستية والبحرية للمرور، خاصة وأن الطريق البحري للقرن الحادي والعشرين سيكون مروره الأساسي من قناة السويس، ونجاح منطقة قناة السويس، التي تسعى مصر لتنميتها، في تقديم الخدمات هو بكل تأكيد نجاح لطريق الحرير البحري بالكامل، وتابع: أن فلسفة التنمية في مبادرة "الحزام والطريق" تعتمد على "الممرات الاقتصادية للتنمية"، التي لا يمكن وصفها بأنها مجرد مشاريع نقل، وإنما هي ممرات تتحول لمناطق اقتصادية.
وأشار شرف، الذي يشغل عضوية اللجنة القيادية الدولية لشبكة التعاون بين المنظمات غير الحكومية لدول طريق الحرير، إلى أن حجم التبادل التجاري بين الصين والدول العربية عام 2004 عند تأسيس منتدى التعاون الصيني العربي بلغ 37 مليار دولار، إلا أنه بعد إطلاق مبادرة "الحزام والطريق" زادت فعالية المنتدى بشكل كبير وتضاعف حجم التبادل التجاري بين الجانبين بشكل لافت للغاية حيث بلغ عام 2017 أكثر من 190 مليار دولار، وأكد أن الاجتماع الوزاري الثامن لمنتدى التعاون الصيني العربي، الذي عًقد منتصف هذا الأسبوع في بكين، والاجتماعات المقبلة سيكون لها مردود مختلف جدا، مشيرا إلى أن الاجتماع أوضح أن هناك رؤية استراتيجية للتعاون، وأنه ركز على برنامج العمل المبني على مبادرة الحزام والطريق.
وشدّد رئيس الوزراء السابق، على أن أهمية المنتدى تكمن في وضعه لسياسات واستراتيجيات لتعزيز التعاون بين الجانبين، متوقعا أن تكون هناك طفرة كبيرة جدا في العلاقات العربية الصينية خلال الفترة المقبلة، لاسيما في ظل التوترات الموجودة والهيمنة القائمة، والتطلعات لعالم جديد أفضل يرتكز على قيم حضارية وأخلاقية، وهذه القيم موجودة بقوة في الحضارات العريقة والعميقة مثل الحضارة الصينية والحضارة المصرية، وبعض الحضارات الأخرى.
وأوضح أن الصين لها مصداقية كبيرة في المنطقة العربية والقارة الأفريقية، وأن الصين لا تعطي منحا وهبات فقط وإنما تقيم شراكة وفقا لمبدأ "نفكر سويا، نعمل سويا، نجني الثمار سويا"، وتمارس الدبلوماسية الاقتصادية والثقافية لتحقيق التنمية المشتركة النابعة من مبدأ "المصير المشترك"، مشددا على ضرورة أن يتسع مجال التعاون وأن يكون هناك منظور آخر للتعاون الدولي مبني على أسس من الشراكة وليس الهيمنة، على أسس أخلاقية وليست استعمارية.
واعتبر شرف أن التجارة في حد ذاتها ليست الهدف من التعاون بين الجانبين العربي والصيني، وإنما التنمية المشتركة، لتحقيق مستوى أعلى من الرفاهية للجميع والقضاء على الفقر في مختلف البلاد، وهو ما يحدث حاليا تحت مظلة مفاهيم مبادرة الحزام والطريق، وهي نقلة نوعية سيكون لها آثارها الايجابية في الفترة المقبلة، لافتا إلى أن هناك زيادة مطردة في تواجد الشركات الصينية في الكثير من المشروعات في مختلف المجالات بمصر والدول العربية المختلفة.
وبشأن مبادرة "الحزام والطريق"، قال شرف إن المبادرة التي أطلقت قبل خمس سنوات تستهدف التعاون والتشارك بين الصين والدول الواقعة في نطاق المبادرة وفقا لمبدأ "الجميع يكسب"، واصفا المبادرة بأنها "تاريخية"، بخاصة وأنه لا يوجد مبادرة يشارك فيها نحو 70% من البشر في نحو 70 دولة وأكثر من 30 منظمة دولية. لافتا إلى أن المبادرة تقود نحو عالم جديد بأسلوب جديد، مختلف تماما عن أسلوب الهيمنة السائد.
أرسل تعليقك