القاهرة - مينا جرجس
بدأت مصر تتجه نحو السعي الى تحقيق الاكتفاء الذاتي من الثروة السمكية، إذ يفتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي قريباً مشروع الاستزراع السمكي في بركة غليون في محافظة كفر الشيخ، ليصبح المشروع الثاني الذي تنجزه الدولة في هذا القطاع بعد 6 أشهر من افتتاح المرحلة الأولى لمشروع الاستزراع السمكي لهيئة قناة السويس، إذ يحمل المشروعان آمالا كبيرة لتأسيس قاعدة إنتاجية وصناعية متقدمة لسد العجز القائم في البروتين الحيواني من الأسماك وتحقيق قيمة مضافة تعود بالنفع على الاقتصاد المصري، ويبلغ إنتاج مصر من الأسماك نحو 1.5 مليون طن سنوياً؛ تشمل مليون طن أسماك مزارع نيلية و500 ألف طن أسماك بحري، وحجم الفجوة الإنتاجية تصل إلى 700 ألف طن.
وأعلنت الحكومة عن مشروعى للاستزراع السمكي في منطقتين الأولى في قناة السويس لإنشاء 4 آلاف حوض سمكي، وتم افتتاح المرحلة الأولى فى ديسمبر/ كانون الأول الماضي، من المقرر استكمال المرحلة الأولى بحلول أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، بواقع 5 أطنان بداية إنتاج الحوض الواحد بما يوازي 20 ألف طن سنويا، يرتفع خلال عامين من 12:10 طن للحوض الواحد بما يوازى 48 ألف طن سنويا، والمشروع الثاني فى محافظة كفر الشيخ بمنطقة بركة غليون والمنتظر افتتاح المرحلة الأولى منه خلال الأيام، ويحمل المشروع الجديد عدة مميزات كبيرة من أهمها أنه متكامل بكل تفاصيله ويؤسس لصناعة متكاملة لتحقيق الأمن الغذائي لهذا البروتين الحيوي.
وأكد رئيس الشركة الوطنية للثروة السمكية والأحياء المائية بالقوات المسلحة المصرية، اللواء حمدي بدين، أنه سيتم من خلال مشروع الاستزراع السمكي في بركة غليون توفير 5 آلاف فرصة عمل مباشرة و10 آلاف فرصة عمل غير مباشرة، وقوة التشغيل الحالية تتجاوز 10 آلاف عامل بمختلف التخصصات والقطاعات، من خلال 30 شركة متخصصة تعمل في المشروع، مضيفًا أن هذا المشروع يدعم الاقتصاد القومي بمنتجات الأسماك والجمبري، لافتا إلى أن هذا المشروع العملاق يعد دليلًا على اهتمام القيادة السياسية بتنمية محافظة كفر الشيخ، مشيرًا إلى أنها تُعد من المحافظات الواعدة التي تتمتع بمقومات الاستثمار السياحي والصناعي والزراعي.
وقال بدين، إن مشروع الاستزراع السمكي ببركة غليون يضم 453 حوض سمك بحري مساحة الحوض الواحد 50 في 150 مترا، و626 حوض سمك جمبري، مساحة الواحد 40 في 40 مترا، كما يوجد أيضا 186 حضانا لتحضين الزريعة ورعاية الأسماك، كما أن المشروع به معمل للتفريخ، لإنتاج "الزريعة" بمعدل 20 مليونا من الأسماك البحرية "البوري، الوقار، الدنيس، القاروص" و2 مليار وحدة جمبري، وهذا بهدف وضع حد لمشكلات الصيد الجائر في البحار، ومحاربة صيد الزريعة ببحيرة البرلس، وتنمية الثروة السمكية.
وينقسم مشروع الاستزراع السمكي ببركة غليون إلى 4 مراحل الأولى 3 آلاف فدان، والثانية 2815 فدانا، والثالثة 6174 فدانا، والرابعة 7 آلاف فدان، بإجمالى 18 ألفا و989 فدانا لإنشاء 1296 حوض. وتبلغ إنتاجية الفدان الواحد في مشروع بركة غليون 6 أطنان، والمشروع يضم مدينة صناعية على مساحة 55 فدانا لتجهيز الأسماك والجمبري بطاقة إنتاجية 100 طن يوميا، ومصنع علف ينتج 180 ألف طن علف سنويا للجمبري و3600 طن علف سنويا للأسماك.
بدوره، أوضح أحمد نصار، نقيب الصيادين بمحافظة كفر الشيخ، أن المشروع يوفر جميع عوامل النجاح والبنية الأساسية اللازمة لتحقيق أكبر قدر من الاستفادة للسوق المحلية والاقتصاد المصرى على السواء، وينقسم المشروع إلى شقين الأول لخدمة السوق المحلية وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الأسماك خلال عامين أو ثلاثة مع مشروع الاستزراع السمكي فى قناة السويس وبرنامج الحكومة لتطوير البحيرات، والشق الآخر يخصص للتصدير علما بأن حجم استيراد السوق المحلية من الأسماك سنويا يصل إلى 500 ألف طن.
ويشير نصار إلى أن المشروع يشمل أحواض متخصصة لإنتاج الأسماك المطلوبة محليا "البلطى والبوري"، بالإضافة إلى أحواض متخصصة لإنتاج الجمبرى للإنتاج المحلى والتصدير للخارج، كما سيتم استيراد الزريعة لبعض أنواع الأسماك من الخارج في المرحلة الأولى فقط، والتي تلعب دور الأمهات لإنتاج سلالات الأسماك المطلوبة بجودة عالية في المراحل التالية، ومن المستهدف أن يحقق مشروع بركة غليون ومزارع قناة السويس الاكتفاء الذاتي من البروتين السمكي خلال عامين أو ثلاثة، مؤكدا أن المشروع وفر خلال العامين الماضيين حوالى 40 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة 70% منها لأبناء كفر الشيخ، ومن المخطط أن توفر مراحل المشروع نحو 15 ألف فرصة عمل ثابتة للشباب.
ومن أبرز مزايا المشروعات التي تقوم بها الدولة حاليا في قطاع الاستزراع السمكي، هو تحقيق احتياطي استراتيجي من أنواع الأسماك التي تشهد طلبا كبيرا في السوق المصرية، ومن بينها البورى والبلطي، بالإضافة إلى سد جزء من الفجوة الغذائية فى إنتاج الأسماك بالسوق المصرية.
وأكد عبده عثمان نائب رئيس شعبة الأسماك بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن مراحل تلك المشروعات توفر فرص عمالة للمصريين وفرصة لتخريج عمالة مدربة على مستويات قياسية. وتوقع عثمان، أن تحقق تلك المشروعات بعد اكتمالها الاكتفاء الذاتي من الأسماك وتفتح الباب للتصدير للخارج وتوفير العملة الصعبة.
ومشروع تنمية الثروة السمكية بقناة السويس ينقسم لثلاث مراحل "الأولى 1900 فدان انتهت في ديسمبر/ كانون الأول 2016 لزراعة 1029 حوض استزراع سمكي، والثانية 2900 فدان لإنشاء 1600 حوض استزراع سمكي، والثالثة 2700 فدان لإنشاء 1400 حوض، ويتراوح إنتاج الفدان في المشروع ما بين 12 : 40 طن سمك في الدورة الإنتاجية الواحدة، والتي تستغرق ما بين عام إلى عام ونصف، ويضم المشروع مصانع للعلف تنتج نحو 15 ألف طن سنويا تكفى لإنتاج من 9 : 10 آلاف طن سنويا من الأسماك، علما بأن كل طن أسماك يحتاج إلى 1.6 طن أعلاف "160 طن علف لكل 100 طن سمك".
أرسل تعليقك