القدس المحتلة - ناصر الأسعد
في اختبار مبكر للهدنة، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه وجه ضربات على موقعين لحماس في قطاع غزة رداً على إطلاق الصواريخ على الأراضي الإسرائيلية.
وتماسك وقف إطلاق النار الهش بين القوات الإسرائيلية والفصائل الفلسطينية في غزة يوم الأحد، بعد اشتباك استمر خمسة أيام أسفر عن مقتل 33 فلسطينياً وشخصين في إسرائيل.
وأطلق مسلحون فلسطينيون صاروخاً على جنوب إسرائيل بعد ظهر الأحد. وقالت وسائل إعلام فلسطينية إن الإطلاق نجم عن خطأ فني حيث كان مسلحون يحاولون تعطيل الصاروخ.
وقال الجيش الإسرائيلي إن الصاروخ سقط في منطقة مفتوحة بجنوب إسرائيل. كما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه وجه ضربات على موقعين لحماس في قطاع غزة رداً على إطلاق الصواريخ على الأراضي الإسرائيلية.
وجاء في بيان الجيش الإسرائيلي: "رداً على إطلاق صاروخ من قطاع غزة، قصفت دبابات جيش الدفاع الإسرائيلي مؤخراً موقعين عسكريين تابعين لمنظمة حماس في الجزء الشمالي من قطاع غزة".
وكانت قد اندلعت الجولة الأخيرة من القتال في غزة يوم الثلاثاء عندما قتلت طائرات إسرائيلية ثلاثة قادة بارزين في حركة الجهاد الإسلامي رداً على إطلاق صواريخ في وقت سابق من غزة.
وأطلقت عمليات القتل تلك وابلاً من نيران الفصائل وهدد الحريق بجر المنطقة إلى حرب شاملة أخرى إلى أن توسطت مصر في وقف إطلاق النار.
وفي حين جلب الهدوء إحساساً بالارتياح لسكان غزة، البالغ عددهم مليونا نسمة، ومئات الآلاف من الإسرائيليين الذين حوصروا في ملاجئ خلال الأيام الماضية، فإن الاتفاق لم يفعل شيئاً يذكر لحل القضايا الأساسية التي أشعلت جولات عديدة من القتال بين الفلسطينيين والإسرائيليين في غزة على مر السنين.
ودبت الحياة الطبيعية تدريجياً، أمس، في قطاع غزة، بعد 5 أيام من قتال سيطر عليه صوت الصواريخ والانفجارات، ورائحة البارود والدم.
وقالت إذاعة «صوت الأقصى»، التابعة لحركة «حماس»، إن الصاروخ انطلق نحو إسرائيل؛ بسبب خطأ فني، وإن الفصائل المسلحة لا تزال ملتزمة بوقف إطلاق النار.
وفي حين فتحت المحالّ التجارية والأسواق أبوابها، في محاولة لاستعادة نسق الحياة الطبيعي، وتفقد سكان غزة الدمار الذي لحق بمنازلهم في مناطق مختلفة، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي عودة الدوام، الأحد، في المؤسسات الحكومية والوزارات، باستثناء المؤسسات التعليمية التي ستستأنف عملها، اليوم؛ حفاظاً على سلامة الطلبة، والتأكد من عدم وجود أية مخلفات من العدوان.
وعقب إعلان التهدئة، شكرت كل من إسرائيل وحركة «الجهاد»، مصر، على وساطتها، التي أشادت بها واشنطن أيضاً. وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيار، في بيان، أن «البيت الأبيض يرحب بإعلان الهدنة، من أجل تجنب مزيد من الخسائر في الأرواح، وإعادة الهدوء لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين».
وكانت تضررت أكثر من ألفي وحدة سكنية في قطاع غزة خلال جولة التوتر الأخيرة بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي التي استمرت 5 أيام.
وقال مدير المكتب الإعلامي الحكومي سلامة معروف، خلال مؤتمر صحفي في غزة، إن إجمالي الوحدات السكنية المتضررة جراء غارات إسرائيل بلغ 2041 وحدة سكنية، بقيمة خسائر تقدر بتسعة ملايين دولار.
وأوضح معروف أن 31 منزلا هدمت كليا بما مجموعه 93 وحدة سكنية، فيما أصبحت 128 وحدة سكنية غير صالحة للسكن، و1820 وحدة سكنية تضررت بشكل جزئي.
وأفاد بأن القطاع الزراعي تكبد خسائر بقيمة ثلاثة ملايين دولار فيما تم تقدير الخسائر المرتبطة بتوقف العجلة الاقتصادية بمبلغ 40 مليون دولار طيلة أيام جولة التوتر.
وأشار معروف إلى تضرر 7 مدارس و9 رياض أطفال، بينما بلغت الخسائر في البنية التحتية حوالي مليون دولار.
واستشهد 33 فلسطينيا بينهم 6 أطفال و3 نساء وأصيب 190 آخرون جراء هجمات إسرائيل خلال العدوان الأخير على غزة، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة في القطاع.
يذكر أن إسرائيل شنت 4 حروب على قطاع غزة في الفترة من 2008 إلى 2021 فضلا عن عدد كبير من جولات التوتر ما خلف عشرات آلاف الشهداء الفلسطينيين ودمارا هائلا في المنازل والبنىة التحتية.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك