القاهرة ـ مصر اليوم
كشفت أماني الطويل، خبيرة الشؤون الأفريقية في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، قصة ما يحدث حاليا من حروب وصراعات داخل إثيوبيا، موضحة أن ما يجري حاليا نتيجة احتقان سياسي منذ عدة سنوات. وأضافت الطويل، في لقاء لها عبر سكايب لبرنامج "الحكاية" مع الإعلامي عمرو أديب، أن اتفاقا سياسيا جرى بين الإدارة الإثيوبية السابقة في 2016، لأن يحدث انتقال ديمقراطي للسلطة في البلاد، ولكن وصول آبي أحمد إلى الحكم ضرب هذا الانتقال عرض الحائط، وإزاء ذلك لم يحدث أي اتفاقات متفق عليها مسبقا، بينما أسس آبي أحمد حزبا جديدا يدعى الازدهار، وقام بحل الأحزاب جميعا في إثيوبيا.
وأوضحت أمانى الطويل، أن مستقبل آبى أحمد على المحك في إثيوبيا، خصوصا أن شرعيته السياسية منتهية لأنه كان من المفترض تجرى انتخابات في أغسطس الماضى في إثيوبيا، وذلك لم يحدث، متابعة: "التيجراي حكموا إثيوبيا 27 سنة وتمكنوا من الوصول إلى المفاصل الاقتصادية والأمنية، وكان فيه اتفاق أن يبتعدوا عن الحكم، ولكن للأسف حكم الازدهار وأداؤه كان فيه نوعا من أنواع الإقصاء لهم في إثيوبيا، ورغم كون التيجراى أقلية إلا أنهم يحملوا خبرة كبيرة ووزنا سياسيا في إثيوبيا".
وأردفت: "أبى أحمد أغلق على التيجراى التمويل، وقطع عنهم كل وسائل الاتصال سواء إنترنت أو اتصالات، بعد اتهامهم بالهجوم على موقعين للجيش الإثيوبي، حتى أصبح إقليم التيجراي منقطعا تماما عن العالم، ولم يكتف بذلك، بل يشن الجيش الإثيوبى هجمات بالطيران على الإقليم وهذا سبب الأزمة حاليا في إثيوبيا"، وأشارت إلى أن الاعتقالات في صفوف الأورومو المناهضين لآبي أحمد في إثيوبيا، بات يهدد كثيرا السلطة الحالية، وهناك مخاوف لدى إريتريا بدخول التيجراي لديها في حرب وصراعات مسلحة، بعد الانضمام إلى القبيلة في إثيوبيا، ضد آبى أحمد وتكوين دولة جديدة لهم، بعد الانسلاخ القبيلة من إثيوبيا وإريتريا لتكوين دولة التيجراي.
وبينت قائلة: "مناطق المعارك بعيدة عن سد النهضة، وإذا أرد أبى أحمد أن يحسم الصراع عسكريا فسيلجأ إلى أنواع أكبر من التشديد على التيجراى، ولكن التقارير المرفوعة من البنك الدولى للإدارة الأميركية خطيرة وبالتالي لن يتم إهمال المطالب والشواغل المصرية على أي حال في الفترة المقبلة"، مستكملة: "موضوع سد النهضة سيتجمد لمدة لن تقل عن شهرين، حتى تتسلم الإدارة الأميركية الموضوع إداريا، وأنا أتمنى أن نصل إلى حل لهذه الأزمة في فبراير المقبل حتى لا يكون هناك ملء أكبر للسد من قبل إثيوبيا".
وأكدت أن مصر تتحرك على كافة الجوانب لحل أزمة سد النهضة، خاصة أن لديها أوراق ضغط كاللجوء إلى مجلس الأمن وسيتم اللجوء له مرة أخرى في الفترة المقبلة، متابعة قائلة: "معامل أمان سد النهضة غير معروفة ويجب أن تتطابق مصالح مصر والسودان في موضوع السدود، لا سيما مع دخول إسرائيل بقوة في السودان بالتطبيع".
وأوضحت: "في حالة التطبيع بين العلاقات بين إسرائيل والسودان، وهذا سيكون يكون له هناك تأثير سلبي على مصر، لأن إسرائيل ستكون قد أمتلكت ورقة سلبية ضد الدولة المصرية، خاصة أن السودانيين قبلوا التطبيع لأن سكينة العقوبات على رقبتهم منذ سنوات، حتى أنهك البلد وبات معرضا لحالة من حالات السيولة المؤذية على الأمن المصري"، وفي ما يتعلق بسياسات الإدارة الأميركية الجديدة، قالت: "أستبشر خيرا في إدارة بايدن فيما يتعلق بالملفات التي تهم الدولة المصرية، لأن وزن مصر الإقليمي وتوازنات القوى اختلفت في السنوات الأخيرة، وأى أحد سيتعامل مع الدولة المصرية، سيتعامل معها وفقا للمعطيات الجديدة على الأرض وتأثير التفاعلات السياسية في مصر ونتائجها، لذلك إدارة بايدن لن تسير فيما كانت تسير عليه في 2009".
قد يهمك ايضا
إثيوبيا ومصر والسودان تُعلن عن عدم التوافق بشأن مفاوضات "سد النهضة"
انتهاء جولة مفاوضات حول "سد النهضة" دون تحقيق أي تقدم ملموس
أرسل تعليقك