القاهرة- عصام محمد
اقتسم الأقباط والمسلمون قرية نزلة حنا في بني سويف وعاشوا بها مئات السنين، قبل أن تشاء الأقدار أن يقتسموا مشاعر الحزن، ظهر الجمعة الماضي، على فقدان 8 من أبنائها في حادث الهجوم المسلح على حافة المنيا، كلهم من عائلة واحدة.
انطلق المسلمون والأقباط، عقب صلاة الجمعة، إلى موقع الحادث بعد أن نادى خطباء الجمعة في مساجد القرية بضرورة التوجه فورا لتقديم المساعدة والاطمئنان على رحلة الدير.
واصطف المسلمون والأقباط أمام بنوك الدم ليتبرعوا بدمائهم للمصابين، بينما نقل الأهالي جثامين الضحايا إلى القرية.
اختفت مظاهر رمضان في القرية تماما، عقب الحادث المتطرف رغم أن زينة رمضان كانت تملأ شوارع العزبة، إذ قام المسلمون بإنزالها من الشوارع وأعلى البيوت حزنا على أشقائهم وجيرانهم.
وقالت كمالة كامل جرجس شقيقة الشهيد بشرى، سائق الأتوبيس: "متأكدين إننا بنضحي عشان خاطر بلدنا وهنفضل نضحي حتى أخر واحد قبطي في مصر"، وكشفت عن أن شقيقها اتصل على أهل العزبة وأبلغهم بالحادث وهو مصاب.
وروت إحدى الجيران تفاصيل رحلة الموت قائلة: "عقب عودة محسن، الرجل الستيني، من الولايات المتحدة الأميركية، قرر اصطحاب أسرته في رحلة دينية إلى دير الأنبا صموئيل، ودعا 40 من أفراد العائلة وهم أبناؤه وزوجاتهم وأحفاده، و3 من أمهات زوجات أبنائه، وأبناء عمومته، وزوجاتهم، وتجمعوا في السادسة من صباح أمس، وغادروا متوجهين إلى دير الأنبا صموئيل".
ولقي محسن مصرعه في الحادث مع نجليه هاني ونجلتة الطفلة ميرفي، ونجله سامح وأصيبت زوجته وقتل شقيقها هاني.
من جانبه صرح الأنبا أسطفانوس مطران ببا بأن تلك الرحلات الدينية تخرج يوميا من مراكز بني سويف لدير الأنبا صمويل بالتنسيق مع الكنيسة التي تقوم بالإشراف عليها وتنظيمها دون موافقات أمنية.
أرسل تعليقك