القاهرة ـ مصر اليوم
شهدت العلاقات المصرية السورية تطورًا جديدًا مع إجراء أول اتصال هاتفي بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ونظيره السوري أسعد الشيباني في 1 يناير 2025، حيث تناولت المحادثة تأكيدات مصرية على أهمية أن تكون دمشق مصدرًا للاستقرار في المنطقة وأن تتسم عملية الانتقال السياسي في سوريا بالشمولية.
هذا الاتصال جاء بعد أيام من إشادة وزير الخارجية السوري بالقاهرة وتطلعه لاستعادة العلاقات بين البلدين. وبينما يرى الخبراء أن هذا التقارب يتم بحذر، إلا أنه يظل مرهونًا بما ستقدمه الإدارة السورية الجديدة لمعالجة المخاوف المصرية، خاصة فيما يتعلق بالوضع الداخلي السوري وتداعياته على استقرار المنطقة.
وخلال الاتصال، أكد عبد العاطي دعم مصر الكامل للشعب السوري وتطلعاته المشروعة، داعيًا جميع الأطراف السورية في هذه المرحلة الفاصلة إلى التركيز على المصلحة الوطنية السورية ودعم الاستقرار والحفاظ على وحدة الأراضي السورية. كما شدد على ضرورة أن تتم عملية الانتقال السياسي في سوريا عبر ملكية وطنية سورية خالصة، دون تدخلات خارجية، لضمان الحفاظ على هويتها العربية الأصيلة.
كما أكد الوزير المصري على أهمية أن تشمل العملية السياسية جميع القوى الوطنية السورية بمختلف أطيافها المجتمعية والدينية والعرقية، بهدف إعادة بناء سوريا ومؤسساتها الوطنية لتستعيد مكانتها الإقليمية والدولية. وفي نهاية الاتصال، تم الاتفاق على استمرار التواصل بين الجانبين في المستقبل.
لا سيما أن هذا الاتصال يأتي في وقت حساس، بعد أسابيع من سقوط النظام السوري في ديسمبر 2024، وسط تفاعلات غاضبة على منصات التواصل الاجتماعي من جانب بعض النشطاء المصريين الذين يشعرون بالقلق من استقبال الحكومة السورية الجديدة لعدد من المعارضين للنظام المصري.
الموقف المصري، حسب ما يراه بعض الخبراء، هو خطوة طبيعية ضمن القانون الدولي، حيث لا يمكن تجاهل وجود حكومة في دمشق يتعين التعامل معها. في هذا السياق، أكد وزير الخارجية المصري الأسبق محمد العرابي أن التحرك المصري يهدف إلى تجنب عزل الشعب السوري وتقديم الدعم له، مشيرًا إلى أن الموقف المصري يعتمد على فهم واقعي للوضع في سوريا.
وتوقع أستاذ العلاقات الدولية عبد القادر عزوز أن يكون مستقبل هذا التقارب مرهونًا بسلوك الإدارة السورية الجديدة، وأن تطورات هذا السلوك قد تحدد مسار العلاقات المستقبلية بين البلدين.
في المقابل، عبر وزير الخارجية السوري عن سعادته بالاتصال، مؤكدًا أهمية دور البلدين في استقرار المنطقة، معربًا عن التطلع لبناء علاقات استراتيجية بين سوريا ومصر على أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.
قد يهمك أيضــــاً:
وزير الخارجية المصري يبحث مع رئيسة البرلمان الأوروبي العلاقات المشتركة
الأردن ومصر يحمّلان إسرائيل مسؤولية التصعيد الخطير جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة
أرسل تعليقك