وصف متابعون لمحادثات وقف إطلاق النار في الدوحة اليوم الأول من المحادثات بأنه كان جيداً، وقال مسؤول أميركي بأن الوسطاء اختتموا "يوماً إيجابياً" " من المناقشات، مشيرا الى أن المحادثات ستتواصل اليوم الجمعة.
و قال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري إن المحادثات بشأن وقف إطلاق النار والأسرى في غزة ستتواصل اليوم الجمعة.
وأضاف المتحدث في بيان أن جهود الوسطاء في قطر ومصر والولايات المتحدة مستمرة، مؤكدا أن الوسطاء عازمون على المضي قدما في مساعيهم للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في القطاع يتم خلاله إطلاق سراح الأسرى ودخول أكبر قدر ممكن من المساعدات الإنسانية إلى غزة.
و أكدت حركة حماس في وقت أن أي اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة يجب أن يتضمن "انسحابا كاملا" للقوات الإسرائيلية من القطاع الذي يشهد حربا دامية.
"وقف إطلاق نار شامل وانسحاب كامل"
وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس حسام بدران في تصريحات عقب استئناف التفاوض في الدوحة للتوصل إلى هدنة في قطاع غزة إن "أي اتفاق يجب أن يحقق وقف إطلاق نار شاملا وانسحابا كاملا من غزة وإعادة النازحين".
وتعقد تلك الجولة الجديدة من المحادثات بحضور رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي ونظيريه من الولايات المتحدة ومصر ورئيس الوزراء القطري.
وتعقد المحادثات في وقت أعلن فيه مسؤولون بقطاع الصحة في غزة أن عدد القتلى في القطاع الفلسطيني تجاوز 40 ألف شخص بعد أكثر من عشرة أشهر من القتال.
كما تعقد المحادثات، وهي محاولة لإنهاء القتال وإراقة الدماء في قطاع غزة وإطلاق سراح 115 من الأسرى الإسرائيليين والأجانب المحتجزين هناك، في الوقت الذي بدت فيه إيران على وشك الرد على إسرائيل بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران يوم 31 يوليو/تموز.
و بدأ واضحاً عدم مشاركة مسؤولو حماس، الذين اتهموا إسرائيل بالمماطلة، في المحادثات. لكن مسؤولا مطلعا على المحادثات قال إن الوسطاء يعتزمون التشاور مع فريق التفاوض التابع لحماس في الدوحة بعد الاجتماع.
و قال مراقبون إن الوفد الإسرائيلي يضم رئيس المخابرات دافيد برنياع ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار ومنسق ملف الرهائن في الجيش الإسرائيلي نيتسان ألون.
ويمثل مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بيل بيرنز ومبعوث الولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط بريت ماكجورك واشنطن في المحادثات التي دعا إليها رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، كما يشارك عباس كامل رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية في محادثات الدوحة.
وقد تبادلت إسرائيل وحماس الاتهامات في عدم التوصل إلى اتفاق، لكن في الفترة التي سبقت اجتماع اليوم الخميس، لم يستبعد أي من الجانبين التوصل إلى اتفاق.
وقال مصدر في فريق التفاوض الإسرائيلي إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سمح بقدر كبير من التصرف في التعامل مع بعض نقاط الخلاف الجوهرية.
وتتضمن نقاط الخلاف وجود القوات الإسرائيلية في قطاع غزة والترتيب الزمني لإطلاق سراح الأسرى والقيود المفروضة على الوصول إلى شمال قطاع غزة.
و أكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، أن بدء المفاوضات في الدوحة خطوة مشجعة لسد فجوات الاتفاق، مشيراً إلى أن المناقشات تجري حاليا حول تفاصيل تنفيذ الاتفاق بشأن غزة.
وأضاف كيربي في مقابلة بثّتها قناة العربية / الحدث إن على زعيم حركة حماس يحيى السنوار قبول صفقة إنهاء الحرب التي تسبب فيها، لافتا إلى أن السنوار هو الذي وضع شعب غزة في موقف صعب للغاية، وهو صاحب القرار الوحيد في حماس.
كذلك أوضح أن واشنطن تتوقع مفاوضات صعبة بشأن غزة، وأن على إسرائيل وحماس تقديم تنازلات والعمل على التفاصيل النهائية، موضحاً أن الوقت حان للحد من التوترات والتصعيد في الشرق الأوسط.
وأكد أن واشنطن تعمل من دون كلل للتوصل لوقف إطلاق النار في غزة، وأنها تستطيع بلا شك سد الفجوات وإنجاز اتفاق التبادل ووقف النار بغزة، وأن إدارة بايدن ملتزمة بالتوصل لوقف النار في غزة وإعادة المحتجزين.
و أكد كيربي أن بلاده لا تريد أن ترى جبهة ثانية للحرب بين إسرائيل ولبنان، وأنها تعرف أن رد إيران المحتمل قد يشمل وكلاءها في اليمن ولبنان.
و أكد مسؤول مطلع أن بدء المحادثات، ظهر الخميس، في الدوحة، بهدف إلى التوصل إلى هدنة في القطاع الفلسطيني المحاصر، وصفقة مع حركة حماس تفضي إلى إطلاق سراح أسرى إسرائيليين وفلسطينيين .
و رجّحت مصادر إسرائيلية إمكانية أن تستمر المفاوضات يومين، لا سيما أن الفجوات لا تزال كبيرة.
كما كشفت أن الوفد الإسرائيلي المشارك يضم رئيس الموساد ديفيد برنيع، ورئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) رونين بار، فضلاً عن المسؤول عن الجهود الاستخباراتية المتعلقة بملف الأسرى، نيتسان ألون، والمستشار السياسي لرئيس الوزراء الإسرائيلي، أوفيك فليك.
وكان مكتب نتنياهو قد أكد الخميس أنه منح المفاوضين صلاحيات واسعة من أجل التوصل لاتفاق يرضي إسرائيل.
وقال مصدر في حركة حماس إن الحركة "ستراقب وتتابع سير جولة التفاوض وهل مسار المفاوضات جدّي" من جانب إسرائيل و"مجدٍ لتنفيذ الاقتراح الأخير أم أنه استمرار للمماطلة التي يتبعها نتنياهو".
و أشار قيادي في حركة حماس إلى أن الحركة معنية بوقف الحرب والتوصل لصفقة واتفاق لوقف إطلاق النار على أساس الاقتراح الذي قُدم الشهر الماضي"، في إشارة إلى الاقتراح الذي أعلن عنه سابقاً وينص على 3 مراحل تشمل وقفاً لإطلاق النار، وانسحاباً للقوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة في غزة، وإدخال مساعدات، وإطلاق معتقلين فلسطينيين من السجون الإسرائيلية.وتتزامن تلك المفاوضات مع تصعيد خطير في المنطقة وسط تأهب إسرائيلي إيراني غير مسبوق. فمنذ اغتيال إسرائيل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران أواخر يوليو الماضي، توعد المسؤولون الإيرانيون برد انتقامي "آت لا محالة"، حسب تأكيدهم.
كما شدد حزب الله المدعوم إيرانياً أيضاً على الثأر لاغتيال قائده فؤاد شكر في 30 يوليو الماضي أيضاً بغارة إسرائيلية في حارة حريك بقلب الضاحية الجنوبية لبيروت معقل الحزب.
و أكد القيادي في حركة حماس غازي الحمد أن عرقلة المفاوضات الخاصة بالهدنة في غزة تقع على عاتق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وليس حماس.
وأضاف في مقابلة مع العربية أن أي اتفاق يجب أن يحقق وقفا شاملا للنار وانسحابا إسرائيليا كاملا من غزة.
كما أوضح أن إسرائيل هي العائق أمام التوصل لوقف إطلاق النار في غزة وأن أي مفاوضات يجب أن تكون مبنية على تنفيذ مقترح مايو أيار الماضي .
وقال إن حماس وافقت على ورقة بايدن، مشيرا الى أن إسرائيل هي التي خربت المفاوضات، وأنها تريد إعادة المفاوضات للمربع الأول.
و أوضح أن حركة حماس قدمت مرونة عالية خلال المفاوضات وأن عرقلتها يقع على عاتق نتنياهو.
إلى ذلك كشف أن حماس ناقشت بالفعل إجراءات إنهاء الحرب وتبادل الأسرى لكن نتنياهو تراجع، ووضع شروطا جديدة ويريد البقاء في فيلادلفيا ونتساريم.
أما داخلياً فأكد التشاور والتواصل مع السنوار مستمر، وأن القرار في الحركة جماعي والسنوار لا ينفرد به.
قد يُهمك ايضـــــًا :
كيربي يحث السنوار علي قبول صفقة إنهاء الحرب ويتهمة بوضع شعب غزة في موقف صعب
بريطانيا تُؤكد أن المُباحثات حول الهدنة في غزة تشكّل لحظة حاسّمة للإستقرار العالمي
أرسل تعليقك