القاهرة : فريدة السيد
أكد طارق رضوان وكيل لجنة العلاقات الخارجية أن ما يحدث في أوروبا من هجمات إرهابية آخرها في تركيا ومن قبلها فرنسا وبلجيكا ما هو إلا تداعيات عدم الاكتراث لما نوّهت وحذرت مصر منه منذ عامان وتحديدا عندما أشار له الرئيس السيسي في خطابه أمام الأمم المتحدة عام ٢٠١٤ .
و شدّد رضوان تواجه أوروبا التفاعل بين ثلاثة نماذج للإرهاب، تتداخل في تداعياتها الأمنية، والسياسية و الاجتماعية. يكمن النموذج الأول في اختطاف واحتجاز مواطنين أوروبيين، فرنسيين بالخصوص في منطقة الساحل، وحتى في المشرق سورية واليمن ، بالنظر للتدخل والوجود العسكري الفرنسيين في هذه المنطقة.
وأضاف " ورغم ما يمثله من ضغط علي الحكومات، فإن اختطاف - احتجاز الرهائن مسألة يمكن إدارتها سياسيا، نظرا لبعد مكان الجريمة عن أوروبا.
و أضاف رضوان "أما النموذج الثاني، فيتمثل في التحاق أوروبيين من أصول عربية-إسلامية، أو من معتنقين للإسلام حديثا بالتنظيمات "الجهادية" في سورية وخارجها، لاسيما "داعش"، وما لذلك من تهديد مباشر للأمن الأوربي: مخاطر تنفيذ عائدين من مسارح "الجهاد" هجمات، كما حدث في بلجيكا وفرنسا.
ويطرح هذا "الجهاد" الأوروبي المُصدّر مشاكل عدة للدول الأوروبية، أولها أن بعض هذه الدول التي تحارب الإرهاب شرقا والانخراط في الائتلاف الدولي ضد "داعش" ، وجنوبا ، "تُصدّر" في الوقت نفسه مقاتلين يدعمون صفوف تنظيمات إرهابية تحاربها قواتها المسلحة ، ثانيها عودة بعضهم إلي الدول الأوروبية بما يهدد أمنها، خصوصا أن هؤلاء تلقوا تدريبا عسكريا في مسارح "الجهاد" التي مروا بها.
وقال أما النموذج الثالث والأخير، فيكمن في ظهور الإرهاب المحلي، أي انخراط مواطنين أوروبيين، من أصول عربية إسلامية، أو معتنقين حديثي العهد بالإسلام، في تنظيمات جهادية، وتنفيذ عمليات ضد بلدانهم. ففي السابق، كانت العناصر الإرهابية تأتي بالأساس من خارج أوروبا ،لكن ظاهرة الإرهاب المحلي استفحلت أخيرا، مما يجعل من الصعوبة بمكان محاربتها. فالأجهزة تتعامل مع مواطنين أوروبيين، وفي إطار دولة القانون، ومن ثم فمن الصعب مراقبتهم، وتقفي تحركاتهم بشكل محكم. لذا، من المتوقع أن توضع تشريعات جديدة لتوسيع صلاحيات الأجهزة الأمنية.
وطالب أن تتظافر الجهود الدولية والإقليمية لمواجهة هذا الإرهاب من خلال حزم برامج وتشريعات دولية ومحلية ، العمل معا من الاستفادة من الخبرات الدولية بشان ردع الإرهاب لعل وعسي الاستفادة من التجربة المصرية في مواجهة الإرهاب خلال العامين الماضيين .
أرسل تعليقك