توقيت القاهرة المحلي 00:28:43 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اضُطرَّا للاختباء داخل خزانة للاحتماء من نيران المسلحين ومتفجراتهم

زوجان عائدان من شهر العسل في تركيـا يصفان حالة الرعب التي سادت مطار أتاتورك

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - زوجان عائدان من شهر العسل في تركيـا يصفان حالة الرعب التي سادت مطار أتاتورك

المحققين من الشرطة يقومون بتفتيش المكان
اسطنبول - جلال فواز

لم يكن الشاب ستيفن نبيل المتزوج حديثًا يتخيل بأن زواجه قد ينتهي سريعاً بهذه الطريقة، ما دفعه إلى القول لزوجته نرمين خلال تواجدهما داخل مطار أتاتورك Ataturk بأنه يحبها كثيراً مهما حدث لهما من مكروه. فقبل ذلك بلحظات، قام مسلح يرتدي ملابس سوداء بإطلاق وابل من النيران داخل مجمع المطاعم في مطار إسطنبول الدول، ثم بدأ بإطلاق الأعيرة النارية دون تمييز علي جميع العائلات التي كانت تتناول وجبتها عقب إنتهاء صيامهم في أحد أيام شهر رمضان.

وأطلق المسلح نيرانه من سلاحه AK-47 في جميع الإتجاهات، بحيث لم يكن يهم بالنسبة له بحسب ما صرح السيد نبيل لصحيفة "التلغراف" سقوط ضحايا من النساء والأطفال. وكان السيد والسيدة نبيل في طريقهما للعودة إلى وطنهما في نيويورك عقب الإستمتاع بقضاء شهر العسل الذي إمتد لنحو إسبوع في تركيـا.

زوجان عائدان من شهر العسل في تركيـا يصفان حالة الرعب التي سادت مطار أتاتورك

ويقول السيد نبيل وهو صحفي عراقي أميركي يغطي فظائع تنظيم "داعش" في موطنه، إنه لم يمر من قبل بتجربة التعرض بشكل مباشر لهجوم إرهابي مثلما حدث مساء يوم الثلاثاء، مشيراً إلى أن المسلح كان على مقربة منه وزوجته ونظر إليهما بالفعل، ولكن السيد نبيل لم يكن أمامه سوى حماية زوجته، والهروب من إطلاق النار بكثافة إلى داخل خزانة في صالون لتصفيف الشعر كانت بالقرب منهما.

وبدأ الزوجان يتناقشان بصوت خافت حتى لا يكشف أحد أمر خطتهما في حال عثر عليهما المسلح، وحاول نبيل البحث عن أي شيء حاد يحمي به زوجته التي تعرضت للإصابة جراء الفوضى التي حدثت داخل المطار، ليفكر في إستخدام ماء الشاي المغلي كسلاح لتشتيت إنتباه المسلح ومنح زوجته فرصة للهرب.

وأضاف نبيل بأن إطلاق النار إستمر لنحو 10 إلى 15 دقيقة، قبل أن يقوم المسلح بتفجير عبوة ناسفة. وشعر الزوجان وقتها بأنه لا مجال للخروج على قيد الحياة، ومن ثم قام كل منهما بالتعبير للآخر عن مشاعره.

ولا تزال السلطات التركية تحقق في الواقعة، ولكنه بات واضحاً يوم الأربعاء حجم ومستوى التخطيط للهجوم على واحدة من أكثر المطارات إزدحاماً. وإرتفعت حصيلة القتلى في التفجير الإنتحاري إلى 41 شخصاً بمن فيهم 13 من الأجانب، فيما وصل عدد الجرحى إلى 230

وكشفت وسائل الإعلام يوم الأربعاء عن صور قالت بأنها لإثنين من ثلاثة رجال متورطين في الهجوم أثناء سيرهم داخل المطار مساء يوم الثلاثاء. ويبدو أحد الرجال في مقتبل العمر يرتدي سترة، في الوقت الذي يحمل فيه الآخران أسلحة.

ويتشابه الهجوم الذي كان مدروساً ومخططاً له مع ذلك الهجوم الذي وقع في مطار زافينتيم Zaventem  في العاصمة البلجيكية بروكسل قبل ثلاثة أشهرٍ، حيث بدأ في العاشرة مساء مع إطلاق النار في موقف للسيارات مجاور لقاعة وصول الرحلات الدولية، وهو ما عمل على تشتيت إنتباه موظفي الأمن بعيداً، ثم قام بعدها المهاجم الثاني بتفجير سترته الناسفة بالقرب من عشرات الأشخاص الذين تجمعوا في منطقة وصول سيارات الأجرة في إنتظارالذهاب من خلال الأمن. فيما خرق الإنفجار الأبواب والسياج الأمني بما سمح للمهاجم الثالث الدخول إلى المبني محدثاً بعدها الإنفجار الثالث.

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: المنظمات الإرهابية لا تفرق بين إسطنبول و لندن، أنقرة وبرلين، ازمير وشيكاغو أو حتي أنطاليـا

ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الهجوم، ولكن المسؤولين قاموا سريعاً بإلقاء اللوم علي تنظيم داعش. وصرح الرئيس رجب طيب أردوغان في خطاب تلفزيوني أمس بأن المنظمات الإرهابية لا تفرق بين إسطنبول و لندن، أنقرة وبرلين، ازمير وشيكاغو أو حتى أنطاليـا. مشيراً إلى أن التفجير ينبغي أن يكون بمثابة نقطة تحول في الحرب العالمية ضد الجماعات المسلحة.

 ويتمتع تنظيم "داعش" بتاريخ في عدم الإدعاء بمسؤوليته عن الهجمات التي يقوم بها في تركيـا، وقامت الدولة على مدار سنوات بتسهيل حركة إنتقال مقاتلي الجماعة الإرهابية عبر حدودها التي تعاني من ثغراتٍ أمنية مع سوريـة. كما كانت حتى وقت قريب تغض الطرف عن نشاط التنظيم الإرهابي داخل حدودها.

ولكن تنظيم "داعش" يهدد منذ فترةٍ طويلة بتنفيذ هجوم إرهابي على تركيـا ذات الأغلبية المسلمة، والتي تراها خائنة بسبب عملها مع الولايات المتحدة داخل الأراضي السورية. وقبل 20 يوماً، قامت وكالات الأخبار بإرسال تحذير رسمي إلى كافة الهيئات بإقتراب وقوع هجوم إرهابي.

وأشار أحد الخبراء إلى أن ما قامت تركيا بزراعته تجني ثماره حالياً، فقد حاول بعض القادة إسترضاء الإرهابيين عبر تسهيل عبورهم إلى داخل وخارج البلاد، إلا أن البلد المضيف أصبح في نهاية المطاف أحد الأهداف وفق ما يقول ماكس ابرامز الخبير في شؤون الإرهاب في جامعة نورث ويسترن Northwestern في بوسطن Boston

وتتصاعد حدة الغضب داخل تركيـا التي شهدت وقوع العديد من الهجمات الإرهابية نفذتها عناصر من تنظيم داعش و متمردين أكراد منذ بداية العام في ظل فشل الحكومة في وقف العنف المتزايد. وعندما قام رئيس الوزراء بينالي يلديريم بزيارة الجرحى في مستشفى باكيركوى سعدي كونوك Bakirkoy Sadi Konuk يوم الأربعاء، فلم يحظَ بالترحيب وصرخ في وجهه أحد الرجال قائلاً " لقد قمتم بتحويلنا إلى سورية ". فيما إتهم الحكومة أقارب لضحايا آخرين بالفشل في حمايتهم، ذاكرين عدد الهجمات الإرهابية التي وقعت وحصدت أرواح المئات من المدنيين الأبرياء خلال الأشهر الأخيرة.

وقال فرحات كاباكجي الذي توفي صهره فرحات اكداج خلال الهجوم الإرهابي في صالة الوصول في مطار أتاتورك بأن هناك العديد من الجنود ورجال الشرطة في هذه البلاد، مضيفاً بأنهم يقومون بسداد الضرائب لذلك ولكن لا أحد يقوم بحماية أمنهم. جاء ذلك خلال حديثه إلي صحيفة التلغراف the Telegraph

ومع تصاعد وتيرة الهجمات الإرهابية في تركيـا، فقد عدل الزائرون عن الذهاب إلى هناك، ما أدى إلى تأثر الإقتصاد بشدة والذي يعتمد بشكل كبير على السياحة. حيث تراجعت بالفعل أعداد السائحين الأجانب الذين يقومون بزيارة تركيـا بنسبة 23 بالمائة خلال الشهور الخمسة الأولى من هذا العام وفقاً لإحصاءات الحكومة.

وفي أعقاب الهجوم الإرهابي الأخير الذي تعرض له مطار أتاتورك، فقد عاد العمل مرة أخرى يوم الأربعاء، مع تسيير العديد من رحلات المغادرة. وهو ما إعتبره البعض تحديا في إعادة تشغيل المطار سريعاً، في حين أعرب آخرون عن أسفهم في أن مثل هذه الهجمات أصبحت مألوفة جداً ليس فقط في تركيا، وإنما في العالم بأسره. وأشار أحد العاملين داخل المطار ويدعى عدنان بأن هذه هي الطريقة التي تدير بها البلاد، حيث تعاود العمل سريعاً مع محاولة نسيان ما حدث.

  الهجمات الإرهابية في تركيـا

تورط في الهجمات الإرهابية التي شهدتها تركيـا العام الماضي تنظيم "داعش" في العراق والشام وكذلك الجماعات الكردية المسلحة، وحزب العمال الكردستاني.

5 حزيران / يونيو عام 2015

تفجيرات تجمع دياربكر4 قتلى و 400 جريح

وقع التفجير قبل ساعاتٍ من خطاب رئيس الحزب الديمقراطي الشعبي الموالي للأكراد صلاح الدين ديمرتاس أما الحشد الجماهيري للحزب. حيث إنفجرت إثنان من العبوات الناسفة في المدينة الواقعة جنوبي شرق تركيا، وهو الهجوم الذي يعتقد بأن تنظيم داعش متورط فيه.

20 تموز / يوليو 2015

الهجوم علي التجمع في سروج Suruç 33 قتيلاً و 104 جرحى

إستهدف هجوم إنتحاري له صلة بتنظيم داعش إحتشاد لمجموعة من النشطاء في البلدة الواقعة جنوبي تركيا قبيل رحلتهم من أجل المساعدة في إعادة إعمار مدينة كوباني Kobane بعد قتال وحشي ما بين الجماعات الكردية السورية وعناصر تنظيم داعش.

10 تشرين الأول / اكتوبر عام 2015

  تفجيران في مسيرة سلام أنقرة 103 قتلى و 400 جريح

 قبيل التجمع الحاشد من أجل السلام وحث الدولة و المسلحين الأكراد علي وقف أعمال القتال، إنفجرت إثنان من العبوات الناسفة في الحشود، وكان أسوأ هجوم ارهابي شهدته تركيا. ويعد أحد المفجرين على صلة بالإنتحاري المتورط في تنفيذ هجوم سروج Suruç

7 كانون الثاني / يناير عام 2016

التفجير الإنتحاري في إسطنبول 12 قتيلا و 14 جريحا

كان هذا هو أول هجوم كبير يضرب إسطنبول في منطقة السلطان أحمد الشعبية، والقريبة من آيا صوفيا.

17 شباط / فبراير عام 2016

الهجوم على القافلة العسكرية في أنقرة 29 قتيلا و 60 جريحا

كانت الحافلات العسكرية الهدف من هذا الهجوم الذي نفذته عناصر من صقور حرية كردستان (TAK) في العاصمة التركية بالقرب من المقر العسكري الرئيسي.

13 آذار / مارس عام 2016

تفجير محطة للحافلات في أنقرة 37 قتيلا و 125 جريحا

بعد أقل من أربعة أسابيع من الهجوم الأخير، تعرضت أنقرة مرةً أخرى إلى تفجير سيارة مفخخة، ولكن عند نقطة عبور مزدحمة على مقربة من إحدى الحدائق ومبانٍ إدارية. وهو الهجوم الذي تبنته جماعة صقور حرية كردستان TAK

19 آذار / مارس عام 2016

إنفجار وسط شارع شهير في إسطنبول 5 قتلى و 36 جريحا

هاجم إنتحاري شارع الإستقلال İstiklal الذي يعد واحداً من أشهر شوارع التسوق في المدينة المكتظة بالمقاهي والمطاعم والقنصليات الأجنبية. فيما ألقى المسؤولون باللوم على تنظيم داعش

27 نيسان / إبريل عام 2016

تفجير لإحدى السيدات الإنتحاريات في مدينة بورصة Bursa 13 جريحاً

قامت إحدى السيدات بتفجير إنتحاري بالقرب من مسجد القرن الرابع عشر العظيم في مدينة بورصة، والذي يعد رمزاً تاريخياً للمدينة التي كانت أول عاصمة للإمبراطورية العثمانية.

7 حزيران / يونيو عام 2016

انفجار سيارة مفخخة في اسطنبول 11 قتيلا فضلاً عن عشرات الإصابات

إنفجرت سيارة مفخخة في ساعة الذروة وسط اسطنبول، مما أسفر عن مقتل 11 شخصاً واصابة العشرات، في واحدة من أسوأ الهجمات الإرهابية على المدينة منذ ما يقرب من عقد من الزمان. وبدا أن الانفجار كان يستهدف حافلة لنقل شرطة مكافحة الشغب أثناء مرورها في تقاطع مزدحم في بايزيد Beyazit بالقرب من البازار الكبير الشهير في اسطنبول. وقد أعلنت الجماعة الكردية المسلحة صقور حرية كردستان TAK مسؤوليتها.

28 حزيران / يونيو عام 2016

تفجير انتحاري في مطار اسطنبول 36 قتيلا و 147 جريحا

قام ثلاثة مهاجمين بتفجير عبواتٍ ناسفة بعد إطلاق وابل من النيران داخل مطار أتاتورك. وأفادت التقارير بأن المهاجمين الذين وصلوا بسيارة أجرة، حاولوا المرور من خلال أجهزة الكشف بالأشعة السينية عندما تم توقيفهم من قبل مسؤولي الأمن، ليبدأ بعدها تبادل لإطلاق النار. وتسببت التفجيرات الانتحارية في حالة من الفوضى العارمة وسقوط العديد من القتلى يقدر بنحو 41 شخصاً، فضلاً عن إصابة 239 آخرين على الأقل.

 

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زوجان عائدان من شهر العسل في تركيـا يصفان حالة الرعب التي سادت مطار أتاتورك زوجان عائدان من شهر العسل في تركيـا يصفان حالة الرعب التي سادت مطار أتاتورك



بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:56 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
  مصر اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 09:13 2023 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

بلماضي يعلن أن الجزائر في مرحلة بناء منتخب قوي

GMT 20:43 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسي يبحث القضايا الإقليمية مع نظيره القبرصي

GMT 02:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع عادل إمام

GMT 01:03 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

تقارير تؤكد أن لقاح كورونا يسبب العدوى أيضًا

GMT 08:57 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الخميس 22تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 07:50 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الحديد في مصر اليوم الأربعاء 7 تشرين أول /أكتوبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon