أعلن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الأحد 31 تموز/ يوليو الجاري موافقته على مشروع مسودة الاتفاق الذي تقدمت به الأمم المتحدة لحل الأزمة في اليمن، التي تقضي بانسحاب المتمردين من المدن اليمنية وتسليم السلاح تمهيدا للحوار السياسي.
وأشارت الرئاسة اليمنية في بيان إلى أن "مشروع الاتفاق يقضي بالانسحاب من العاصمة صنعاء ونطاقها الأمني وتعز والحديدة تمهيدا لحوار سياسي يبدأ بعد 45 يوما من التوقيع على مشروع الاتفاق". وفوض الرئيس اليمني الوفد الحكومي المشارك في مشاورات الكويت بالتوقيع على مشروع الاتفاق. وأبلغ الوفد الحكومي اليمني رسميا مبعوث الأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد موافقته على مشروع الاتفاق شريطة أن يوقع الانقلابيون على الاتفاق قبل 7 آب/ أغسطس. وذكرت الرئاسة اليمنية أن الاتفاق يوفر مناخا مناسبا لفك الحصار عن المدن ووصول المساعدات الإنسانية للمتضررين.
وأضاف البيان "لقد أخذت القيادة بعين الاعتبار إرادة الشعب اليمني باستعادة الدولة ومؤسساتها الوطنية بعيدا عن أي مواقف أو عراقيل تحول دون عملها بطريقة سليمة، والأهم من كل ذلك النص الواضح في الاتفاق الذي يقضى بحل المجلس السياسي المعلن عنه آخرا بين طرفي الانقلاب وإلغاء اللجنة الثورية واللجان الثورية الأخرى ومغادرتها لكل مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية خلال المرحلة التمهيدية، أي خلال مرحلة هذا الاتفاق".
وذكر "لقد نظرت القيادة السياسية في أوجه النفع والضرر في هذا الاتفاق بجوانبها المختلفة ووجدت فيه خطوة كبيرة نحو الخروج من الأزمة وبداية نحو تحرير البلاد من سطوة ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية". مردفا "الاتفاق بالصيغة المتفق عليها يوفر ظروفا مناسبة لفك الحصار عن المدن المنكوبة ووصول المساعدات الإنسانية للمتضررين جراء حصار المليشيا الانقلابية، كما يوفر ظروفا مناسبة لحركة الأفراد والمواد التجارية وإطلاق سراح كل المعتقلين".
وقُرر مساء أمس تمديد مشاورات السلام اليمنية في الكويت لمدة أسبوع، وفي وقت سابق قال وزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي إن الوفد الحكومي ينظر في تمديد المشاورات ولم يقرر بعد، وذكرت الأنباء أن المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد تقدم بمقترح جديد السبت 30 تموز/ يوليو الجاري يشمل تمديد المشاورات بين الأطراف اليمنية لفترة قصيرة. وأوضح ولد الشيخ أنه سلم الوفد الحكومي ووفد الانقلابيين ورقة عمل تحمل تصورًا للمرحلة المقبلة من أجل التوصل إلى حل سياسي في اليمن خلال اجتماعين منفصلين معهما ظهر أمس. وفي تغريدة على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" قال ولد الشيخ "انتهت الجلسة مع وفد الحكومة اليمنية، وقدمت رؤيتي للحل الشامل والكامل واقترحت تمديد المشاورات لفترة قصيرة". وأشار إلى أن رؤيته للحل تتضمن "ورقة عمل تحمل تصورًا للمرحلة المقبلة من أجل التوصل إلى حل سياسي في اليمن. في المقابل بدأ ولد الشيخ ظهر أمس جلسة مشاورات منفصلة مع 4 من أعضاء وفد الحوثيين وحزب الرئيس السابق علي عبد الله صالح، بحسب مصدر تفاوضي. وقالت مصادر دبلوماسية إن مساعي اللحظة الأخيرة يبذلها المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد مع الأطراف اليمنية لإنقاذ المشاورات التي تنتظر إعلان وفاتها، أو حدوث معجزة تخترق جدار الأزمة، وسط استعدادات الوفد الحكومي اليمني للمغادرة. وقالت المصادر إن ولد الشيخ عقد لقاءات مكثفة مع وفدي الحكومة والانقلابيين بتنسيق متواصل مع الحكومة الكويتية والدول الراعية للتسوية. وقال متحدث باسم المبعوث الأممي إن المشاورات مستمرة ولم تنته. وقال المتحدث إن المبعوث الأممي عقد اجتماعًا منفردًا مع الوفد الحكومي لبحث إمكانية التوقيع على اتفاقية إطارية للمشاورات تضمن عودة طرفي النزاع لاستئناف المحادثات في جولة مقبلة.
وأعلنت قيادة "التحالف العربي" في اليمن مساء أمس مقتل ضابط و6 جنود سعوديين خلال التصدي لمجموعة من مسلحي جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) والقوات الموالية للرئيس السابق على عبد الله صالح، حاولوا التسلل إلى داخل الحدود السعودية. وقالت قيادة "التحالف" في بيان إن القوات المسلحة السعودية المرابطة على الحدود مع اليمن تصدت لمحاولات "تسلل واختراق" نفذتها ميلشيات "الحوثي" و"المخلوع صالح" بشكل متقطع صباح السبت.
ووصف البيان محاولات التسلل بأنها "خرق واضح للهدنة المتفق عليها بين الطرفين". مشيرا إلى أن ما وصفها بـ"ميليشيا المعتدين" (الحوثيين وقوات صالح) تكبدت خسائر في الأرواح والمعدات العسكرية بعد محاولات التسلل في منطقة "الربوعة" بقطاع "نجران". وذكر أن العمليات القتالية التي شهدها الشريط الحدودي بين السعودية واليمن أسفرت عن مقتل ضابط و6 من أفراد القوات المسلحة السعودية، إضافة لمقتل العشرات من "الحوثيين"، وتدمير المركبات العسكرية التابعة لهم، دون ذكر عدد محدد. لافتا إلى أن طائرات "التحالف" أغارت اليوم على تجمعات لـ"الحوثيين" قرب الشريط الحدودي، و"طاردت فلول المتسللين وطهّرت المنطقة الحدودية من أي أثر لهم".
واندلعت معارك عنيفة بين "الحوثيين" والقوات السعودية على الشريط الحدودي لليمن والمملكة، مع انهيار مفاجئ لقرار وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في 10 نيسان/ أبريل الماضي. وشهدت السلاسل الجبلية في منطقة "نجران" السعودية معارك عنيفة اليوم بعد أن صدّت القوات السعودية هجوما بريا شنه "الحوثيون" والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح في جبل "مخروق" الحدودي. وأسفرت المعارك عن مقتل ضابط برتبة نقيب اسمه عبد الرزاق الملحم خلال عملية التصدي للهجوم الواسع من مسلحي "الحوثي" و"قوات صالح".
وفي المقابل، لم يتحدث "الحوثيون" ولا "قوات صالح" عن عدد قتلاهم في معارك اليوم، لكن حسابات عسكرية سعودية في موقع "تويتر" نشرت مقاطع فيديو لجثث ملقاة على الأرض، وقالت إنها لمقاتلين "حوثيين" قتلوا في مواجهات نجران. وقالت قناة "المسيرة" التابعة لـ"الحوثيين" اليوم تدمير 5 دبابات سعودية من طراز "إبرامز" في عدد من المواقع العسكرية من مدينة نجران.
وتوفي ضابط في محافظة حضرموت شرق اليمن، برصاص مجهولين، وأقدم مسلحون تستقلون دراجة نارية على اغتيال العقيد في جيش النخبة الحضرمي صالح بن عوض بن عكضه في مدينة أحمد بن زين بوادي حضرموت وأردوه قتيلًا وفر الجناة إلى جهة مجهولة.
وفي عدن جنوب اليمن، قتل ضابط في تحريات إدارة أمن الشيخ عثمان بعد انفجار عبوة ناسفة في سيارته. ووفقًا لمصادر أمنية فقد انفجرت عبوة ناسفة في سيارة الضابط سامح الحسني أثناء مروره في الطريق الرابط بين مديرية المعلاء وخور مكسر.
وتبنى تنظيم "داعش" العملية التي استهدفت ضابط التحريات ونشر صورًا لها. وتشهد عدن اضطرابات أمنية واغتيالات تستهدف ضباط ورجال دين. وفي محافظة إب وسط اليمن ألقى مجهول عبوة ناسفة في سوق جبلة ما تسبب في سقوط ٣ مدنيين. وأكد مصدر محلي إصابة ٧ مدنيين في الحادثة، مشيرًا إلى أن مجهول على متن دراجة نارية ألقى عبوة ناسفة على السوق.
أرسل تعليقك