الدار البيضاء - محمد خالد
سحق المنتخب الألماني نظيره البرازيلي بـ 7-1 في المباراة التي جمعت بينهما ليلة الثلاثاء برسم نصف نهائي المونديال، حاجزا أولى بطاقتي الدور النهائي لمواجهة المتأهل من مباراة هولندا و الأرجنتين.
وتعتبر هذه الخسارة الأكبر في تاريخ الكرة البرازيلية في ظل حسرة وخيبة أمل كبيرة وسط الجماهير البرازيلية التي درفت الدموع على منتخب بلدها، بعد هذا الكابوس المزعج.
وتقدمت ألمانيا بخماسية عبر توماس مولر (11)، ميروسلاف كلوزه (23)، توني كروس (24 و26) وسامي خضيرة (29)، قبل أن يسجل شورله الهدفين السادس والسابع في الشوط الثاني، بينما جاء هدف البرازيل في الدقيقة 90.
وانطلقت المباراة بإيقاع مرتفع من المنتخبين الذين حاولا كل منهما فرض سيطرته منذ البداية، مع تسجيل أفضلية نسبية لمنتخب البلد المضيف الذي حاول الضغط على المرمى الألماني مستغلا دعم جماهيره الكبيرة التي حضرت لمتابعة المباراة.
وشهدت الدقيقة السابعة أول محاولة سانحة للتسجيل وكانت للمنتخب الألماني عن طريق اللاعب خضيرة الذي توصل بتمريرة من الجهة اليسرى من أوزيل سددها على الطائر إلا أن كرته اصطدمت بالمدافع البرازيلي دانتي، علما أنها كانت في طريقها للمرمى.
وكانت هذه المحاولة بمثابة إنذار من "المانشافت" للمنتخب البرازيلي إيذانا بانطلاق الآلة الألمانية نحو اكتساح المنافس، وجاءت الدقيقة 11 لتحمل الهدف الأول في المباراة عن طريق اللاعب مولير الذي تلقى تمريرة من زاوية نفذها كروس وفي غفلة من الدفاع البرازيلي تمكن من افتتاح حصة التسجيل، وهو الهدف الخامس لمولير في الكأس الحالية.
وحاول المنتخب البرازيلي الرد بسرعة على هذا الهدف المباغت لكنه سقط في فخ التسرع، وعدم التركيز، حيث بدا أن منتخب السليساو مفتقدا لخدمات نجميه تياغو سيلفا في الدفاع، ونيمار في الهجوم.
بالمقابل واصل الألمان اللعب بواقعية كبيرة وبتنظيم محكم، هجوميا ودفاعيا، وما كاد البرازيليون أن يستفيقوا من صدمة الهدف الأول، حتى تلقوا هدفا ثانيا، في الدقيقة 23 ، حيث تلقى اللاعب كروس كرة من وسط الميدان قبل أن بمررها في اتجاه كلوز الذي وجد نفسه منفردا بالحارس فسددها في المرة الأولى وعادت إليه ليضعها في المرمى، مسجلا بذلك هدفه رقم 16 في كؤوس العالم التي شارك فيها، متجاوزا رقم الظاهرة البرازيلية رونالدو.
دقيقة بعد هذا الهدف عاد المنتخب الألماني لإضافة هدف ثالث هذه المرة عن طريق كروس الذي تلقى تمريرة عرضية من القائد لام، وسددها على الطائر على يسار الحارس سيزار.
ثلاثية الألمان أصابت لاعبي البرازيل بالذهول، فارتكب اللاعب فيرناندينو خطأ فادحا في الدقيقة 26، بعد أن فقد الكرة بالقرب من مربع العمليات انتزعها منه كروس ومررها نحو خضيرة، الذي أعادها لكروس في عملية ثنائية فوضعها هذا الأخير بباطن قدمه في المرمى، مسجلا الهدف الرابع الذي أصاب جماهير البرازيل بالانهيار حيث بدا عدد كبير منهم وهم يذرفون الدموع.
وتواصل السقوط المدوي للمنتخب البرازيلي، حيث عاد لاعبو ألمانيا للتلاعب بالدفاع المهلهل للسيلساو وأضافوا الهدف الخامس عن طريق عملية ثنائية بين خضيرة وأوزيل أنهاها لاعب ريال مدريد في المرمى.
باقي دقائق هذه الجولة لم تحمل أي جديد، حيث ظل المنتخب البرازيلي يتخبط في أدائه العشوائي والمثير للغرابة، في حين استعرض الألمان عضلاتهم وحاولوا إضافة أهداف أخرى في أفق تسجيل انتصار تاريخي غير مسبوق على أرض البرازيل، لتنتهي هذه الجولة بتفوق ألماني واضح.
مع انطلاقة الجولة الثانية قام سكولاري بتبديلين غيرا وجه المنتخب البرازيلي من خلال إدخال كل من باولينيو وراميريز مكان هالك وفيرناندينيو، حيث شن منتخب السيليساو هجمات متتالية، الأولى في الدقيقة 51 عن طريق لاعب تشلسي أوسكار الذي وجد نفسه وجها لوجه مع الحارس نوير بعد تمريرة من فريد، إلا أنه فشل في هز الشباك بعد تدخل ناجح من حارس بايرن، الذي عاد ليقف أمام الهجومات البرازيلية في الدقيقة 53، حيث تصدى لتسديدة قوية للاعب باولينيو الذي عادت إليه الكرة مرة أخرى وسددها لكن نوير واصل التألق وأبعد الكرة إلى الزاوية، حارما منتخب الصامبا من تسجيل الهدف الأول.
وكاد المنتخب الألماني أن يضيف الهدف السادس عن طريق المتألق مولير في الدقيقة 60 عن طريق تسديدة تصدى لها الحارس جوليو سيزار بأعجوبة.
وواصل المنتخب البرازيلي ضغطه على مرمى الألمان لكن دون فاعلية في ظل التسرع، في حين أشبال المدرب لوف استغلال الفراغات التي تركها البرازيليون وراءهم، وكانوا قريبين جدا من إضافة هدف سادس في الدقيقة 65، لولا خروج ناجح للحارس سيزار في الوقت المناسب.
وتمكن البديل شورله من إضافة الهدف السادس في الدقيقة 69 بعد عملية ألمانية محكمة أنهاها في الشباك البرازيلية، لتبدأ جماهير الصامبا في مغادرة الملعب، وعاد اللاعب ذاته ليضاعف محنة البرازيليين بإضافة هدف سابع في الدقيقة 79 بعد تسديدة قوية استقرت في سقف مرمى الحارس سيزار المنهار تماما.
بعد هذا الهدف انقلب الجمهور البرازيلي على منتخب بلاده وبدأ في تشجيع لاعبي المانشافت الذين واصلوا السيطرة على المباراة وسط استسلام تام للاعبي البرازيل.
وأهدر أوزيل فرصة تسجيل الهدف الثامن في الدقيقة الأخيرة بعد انفراد أمام الحارس، قبل أن تمكن بعدها اللاعب أوسكار من تسجل هدف الشرف بعد أن انفرد بالحارس نوير وراوغ وسجل، لتنتهي المباراة بهزيمة تاريخية غير مسبوقة للبرازيل.
أرسل تعليقك