القدس المحتلة – وليد أبوسرحان
أصيب الإسرائيليون بصدمة بدت واضحة عليهم عبر وسائل إعلامهم ولا سيما المرئية وضيوفها الذين تحدثوا عن العملية النوعية التي نفذتها كتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة حماس صباح الجمعة وأسفرت عن أسر جندي إسرائيلي إضافة إلى قتل عدد آخر من جنود الاحتلال.
وكان لسان حال المحللين الاسرائيليين يقول إن الجيش الاسرائيلي الذي كان معروفًا عنه بأنه لا يقهر أمام جيوش المنطقة قهر في قطاع غزة أمام رجال المقاومة الفلسطينية.
وأعلن الناطق باسم الجيش الاحتلال، أسر ضابط إسرائيلي من لواء غفعاتي في مدينة رفح على أيدي المقاومة الفلسطينية، وأكد أنه تم إبلاغ عائلة الضابط بذلك في ساعات الصباح.
وأعلنت إسرائيل رسميًا بعد ظهر الجمعة، أن الجندي الاسير هو "الملازم هدار غولدين من لواء غفعاتي " ويبلغ من العمر 23 عامًا من كفار سابا.
وذكرت القناة البريطانية 4 أن غولدين الذي وقع الجمعة في الأسر هو ابن عم وزير الحرب الإسرائيلي موشي يعلون ويحمل الجنسية البريطانية إلى جانب الجنسية الإسرائيلية. ويخدم في الوحدة الخاصة في لواء النخبة غفعاتي المنتشر على الحدود الجنوبية الشرقية لقطاع غزة.
وقالت القناة أن الجيش الإسرائيلي سيعتبر الضابط الأسير بمثابة أسير حرب تم خطفه في معارك عنيفة مع المقاومة وجهًا لوجه، واعترف جيش الاحتلال على لسان المتحدث باسمه بمقتل اثنين من الجنود وأسر ثالث في الاشتباكات العنيفة التي دارت مع المقاومة شرق رفح صباح الجمعة.
وأوضحت أن الضابط الأسير خريج مدرسة دينية تابعة لحركة "بني عاكيفا" وهي من مؤيدي التيار الصهيوني الأشد تطرفًأ، وأن والده قائد كتيبة احتياط، وله شقيق يخدم في الجيش الإسرائيلي، كما أن عائلة الضابط الأسير يتبعون لحزب البيت اليهودي برئاسة "نفتالي بينت".
وقال الناطق إن الجيش الاسرائيلي وأجهزة الامن وعلى رأسهم الشاباك يقومون الآن بعمليات واسعة للوصول لآسري الجندي لتحريره، حيث ودارت اشتباكات عنيفة بين جيش الاحتلال ورجال المقاومة أدت إلى مقتل واصابة عدد من الجنود.
وقال المحلل العسكري للقناة العاشرة الون بن دافيد إن العملية بدأت عندما هاجمت مجموعة من مقاتلي حماس مجموعة من الجيش الاسرائيلي شرق مدينة رفح، حيث خرجوا من فتحات انفاق وهاجموا الجيش الاسرائيلي مستخدمين القنابل اليدوية والقذائف والاسلحة الاتوماتيكية، كذلك قام "انتحاري" بتفجير نفسه في الجيش الاسرائيلي، وتم أسر جندي أثناء هذه العملية وسحبه في أحد الانفاق، وفجر ذلك اشتباكات عسكرية عنيفة مازالت تدور في المنطقة.
وأشارت القناة الاسرائيلية العاشرة بأنه يجري الاستعانة بكافة الأجهزة الأمنية وعلى رأسها جهاز "الشاباك" لاستعادة الجندي الاسير، ويقوم الجيش بتوسيع العملية العسكرية في منطقة رفح وإنهاء عملية الخطف بأي ثمن حتى لو تم قتل الجندي الأسير.
وبدا على الاسرائيليين حالة من الذهول والصدمة جراء وقوع جندي ثاني أسير لدى المقاومة الفلسطينية ذات التسليح البسيط مقارنة مع الجيش الاسرائيلي الذي يوصف بأنه من أفضل جيوش العالم تسليحًا حيث يحتل المرتبة 11 في افضل جيوش على مستوى العالم.
وأعدَّت مجلة Business Insider في بداية تموز قائمة مفصّلة، تدرّج الجيوش العالمية حسب قوتها، حيث استعان معدو المجلة بمعطيات من مجمع معطيات Global Fire Power Index الذي يعرض معطيات لـ 106 جيوش في أرجاء العالم، بدءا من قوام قواتها البشرية، مرورا بالمعدات العسكرية، وحتى الميزانية السنوية.
ويقع جيش الاحتلال الاسرائيلي ضمن قائمة الجيوش في المرتبة الـ 11، بعدد جنود وصل الى 3.511.190 جندي، و3870 دبابة، و680 طائرة حربية، ورؤوس نووية بما يقارب الـ 200، و14 غواصة حربية، وبميزانية تصل الى 15.000.000.000 دولار في السنة.
واعتبرت أوساط إسرائيلية بان أسر جندي ثان من قبل المقاومة الفلسطينية الى جانب شاؤول آرون ، الذي سبق وأعلنت كتائب القسام عن أسره ، يعتبر صفعة قوية لإسرائيل بمستوييها السياسي والامني الامر الذي يستدعي رد عنيف على قطاع غزة.
وقال مصدر اسرائيلي تحفظ موقع "واللا" العبري الالكتروني عن ذكر اسمه بأن رد إسرائيل على عملية اسر الجندي سيكون ردًا "ساحقًا".
أرسل تعليقك