أثار واقع مدينة عين العرب "كوباني" عاصفة من التصريحات الدولية، الأربعاء، فيما أعرب نائب وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد عن استنكار سوريّة بأشد العبارات موقف الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، في شأن دعمه لما تسعى إليه تركيا في المنطقة العازلة، معتبرًا أنّ هذا يعرّي سياسات هولاند وحكومته المؤيدة لـ"الإرهاب"، والداعمة لسياسات أردوغان وحكومته المعادية للشعب السوري، حيث قام طوال الأزمة في سورية بتسليح من وصفهم بـ"الإرهابيّين" الأجانب، وتسهيل انتقالهم إليها، لسفك دماء شعبها، مبرزًا أنَّ "هذا الدعم يتناقض مع ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن التي تدعو إلى مكافحة "الإرهاب".
يأتي هذا فيما أكّدت إيران استعدادها التدخل عسكريًا في مدينة عين العرب "كوباني"، في حال طلبت الحكومة السورية منها ذلك رسميًا، بينما رأت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أنَّ سقوط عين اعلرب ﻻ يعتبر خسارة استراتيجية، معلنة عدم نيتها دعم إقامة منطقة عازلة في هذه المنطقة، كما أكد حلف شمال الأطلسي أنَّ هذا الموضوع غير مطروح في المرحلة الراهنة على جدول أعماله.
وجدّدت طائرات التحالف العربي - الدولي قصفها على مناطق في مدينة عين العرب "كوباني" السورية، ومحيطها وريفها، استهدفت فيها تجمعات لتنظيم "داعش"، فيما قصف التنظيم منطقة المعبر الحدودي مع تركيا، وسط اشتباكات عنيفة مع وحدات حماية الشعب الكردي، في استماتة من طرف "داعش"، بغية السيطرة على المعبر.
ميدانيًا، تضاربت الأنباء في شأن سقوط مدينة عين العرب بيد تنظيم "داعش"، ففي وقت أكّدت فيه مصادر من داخل المدينة سقوطها كليًا بيد التنظيم، أعلنت مصادر أخرى أنَّ المدينة ما زالت صامدة بفعل المقاومة الشعبية، وأن ضربات التحالف العربي الدولي في محيطها حالت دون سيطرة التنظيم على المدينة.
وتدور اشتباكات عنيفة بين مقاتلي تنظيم "داعش" ووحدات حماية الشعب الكردي في محيط المربع الأمني ومحيط مدرسة الشريعة، وفي شارع الـ 48، من مدينة عين العرب "كوباني"، في ريف محافظة حلب، وكذلك في محيط المشفى الجديد في غرب طريق حلب، جنوب غربي المدينة.
وقام تنظيم "داعش" بحرق عدد من المنازل في غرب طريق حلب - كوباني، فيما تمكنت وحدات حماية الشعب الكردي وقوات "الأسايش" من تطويق مجموعة من عناصر التنظيم، في مبنى "الأسايش"، داخل المربع الأمني من مدينة عين العرب "كوباني".
وسقطت قذيفتا "هاون" على أماكن في منطقة الجديدة، قرب ساحة المطران، الخاضعة لسيطرة القوّات الحكوميّة في مدينة حلب، كما قصفت الكتائب الإسلامية تمركزات القوّات الحكوميّة داخل كتيبة حندرات، شمال حلب، واستهدفت، بصواريخ "غراد"، مناطق في معامل الدفاع، في ريف حلب الجنوب شرقي، ما أدى لاندلاع النيران في أحد المعامل.
ولا تزال الاشتباكات مستمرة بين حركة أحرار الشام الإسلامية من طرف، والقوات الحكوميّة مدعمة بقوات الدفاع الوطني من طرف آخر، في محيط قرية العدنانية القريبة من معامل الدفاع.
ونفذ الطيران الحربي الحكوميّ غارات عدة على مناطق في أطراف قرية النقير، ومناطق أخرى في بلدتي الهبيط والتمانعة وقرية الشيخ مصطفى في ريف إدلب الجنوبي، ما أدى لاستشهاد رجل من قرية النقير، وسقوط عدد من الجرحى.
وتعرضت مناطق في بلدة بنش لقصف من طرف القوّات الحكوميّة، ما أدى لاستشهاد طفل وسقوط عدد من الجرحى، في حين نفذ الطيران الحربي غارات على أماكن في الطريق الواصلة بين بلدتي تفتناز وسراقب، وأماكن أخرى في بلدة سراقب في ريف إدلب.
وارتفع إلى 3 عدد مقاتلي الكتائب الإسلامية الذين استشهدوا في اشتباكات مع القوّات الحكوميّة والمسلحين الموالين لها في محيط معامل الدفاع في ريف حلب، كما استشهد رجل إثر قصف من طرف القوّات الحكوميّة على أماكن في منطقة عين الباردة، في ريف جسر الشغور الشمالي.
ومن الشرق السوريّ، في محافظة دير الزور، تعرضت مناطق في حي كنامات، في مدينة دير الزور، لقصف من طرف القوّات الحكوميّة، فيما شهد الغرب السوري، في محافظة حمص، فتحت القوّات الحكوميّة نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في حي الوعر، فيما نفذ الطيران الحربي، في محافظة حماة، 4 غارات على مناطق في بلدة كفرزيتا، ترافق مع إلقاء الطيران المروحي براميل متفجرة على مناطق في البلدة.
وقصفت القوّات الحكوميّة مناطق في بلدة عقرب، في ريف حماة الجنوبي، فيما قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في قرية لطمين، في الريف الشمالي، عقبه قصف للقوات الحكوميّة على مناطق في القرية، في حين تدور اشتباكات بين القوّات الحكوميّة مدعمة بقوات الدفاع الوطني من طرف، ومقاتلي "جبهة النصرة" (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) والكتائب الإسلامية من طرف آخر في محيط النقطة السادسة بأطراف بلدة مورك، في ريف حماة الشمالي، وسط قصف للطيران الحربي على مناطق في بلدة مورك.
ولم يسجل في العاصمة دمشق ومحيطها، للمرة الأولى منذ أشهر عديدة، سقوط أيّة قذيفة "هاون"، ويعود ذلك إلى تقدم القوات الحكومية في جوبر.
وكشف مصدر في الدفاع الوطني أنَّ "جوبر أصبحت بيد قوات الجيش بنسبة 90%، وأنَّ عناصر الجيش سيطرت على كل الكتل المرتفعة، وتقوم بعمليات تمشيط لكامل المنطقة".
وتدور معارك عنيفة، منذ ساعات الفجر، في محيط الحي الدمشقي، مع أنباء عن انسحاب ما بقي من فصائل "جيش الأمة" و"أسود الغوطة"، إلى عين ترما، بعد تفخيخ المباني لإعاقة تقدم القوات الحكوميّة.
ويأتي هذا بعد إعلان قائد "جيش الإسلام" زهران علوش عدم إرساله أي مقاتلين إلى جبهة جوبر لدعم مقاتلي "جيش الأمة" والفصائل المتحالفة معهم.
وكانت القوات الحكومية قد أعلنت سيطرتها على مزارع الريحان، شرق دوما، وعلى قرى عدة صغيرة أخرى، مما جعل حصار دوما أمرًا واقعًا، في ضوء أنباء عن مشروع هدنة، يحضر في الخفاء، بين زهران علوش والقوات الحكومية.
واستمر القصف العنيف، بصواريخ أرض أرض على عربين وحرستا، والقصف الجوي على أطراف المتحلق الجنوبي، حيث أبرز مصدر مسؤول في القوات الحكومية أنَّ "فصل الجبهات قد نجح في تشتيت مقاتلي الفصائل المسلحة، وإضعاف قوتها، وأنَّ تدمير الأنفاق كان هو الضربة القاضية".
إلى ذلك كشفت مصادر من داخل الغوطة عن مغادرة آخر قادة وأمراء تنظيم "داعش"، وعددهم 17، مع مقاتليهم، و لم تذكر أسمائهم إلى شمال سوريّة، عبر البادية للانضمام، لقوات التنظيم.
وأحكم عناصر "حزب الله" في القلمون قبضتهم على مناطق جرود عسال الورد ورنكوس، وتدور معارك للسيطرة على الطرق الترابية والمزارع في المنطقة الحدودية، بعد فشل "جبهة النصرة" في احتلال أيّة قرية كبيرة في الجانب السوري.
وشنّت طائرات الجيش غارات على المنطقة، فيما تقوم المدفعية بتمشيط محيط نقاط سيطرة القوات الحكومية و"حزب الله"، الذي نشر صورًا لقتلى "جبهة النصرة" وحلفائها من الفصائل الإسلامية، في رد على مقطع الفيديو الذي نشرته الجبهة عن معركة بريتال، وصورت جثث عناصره.
وقصف الطيران الحربي، في محافظة ريف دمشق، مناطق في بلدة دير العصافير في الغوطة الشرقية، بينما قصفت القوّات الحكوميّة مناطق في أطراف مدينة حرستا، وسط تنفيذ الطيران الحربي أربع غارات على أماكن في المنطقة الواقعة بين مدينتي حرستا وعربين.
وألقى الطيران المروحي براميل متفجرة على مناطق في أطراف مخيم خان الشيح، في حين استشهد مقاتل من الكتائب الإسلامية في اشتباكات مع القوّات الحكوميّة وقوات الدفاع الوطني ومقاتلي "حزب الله" اللّبناني في جرود القلمون.
ولاتزال الاشتباكات العنيفة مستمرة بين القوّات الحكوميّة والمسلحين الموالين لها من جهة ومقاتلي الكتائب الإسلامية من جهة أخرى على أطراف مدينة زملكا، من جهة المتحلق الجنوبي، بينما قتل عنصران من "حزب الله" اللّبناني في اشتباكات مع الكتائب الإسلامية و"جبهة النصرة".
وفي درعا، بعد إعلان فصائل من "الجيش الحر"، وفصائل إسلامية، عن بدء معركة "ذات السلاسل"، بدأت عمليات استهداف القوات الحكومية في درعا المحطة، وردت الأخيرة بقصف مناطق في درعا البلد، وأنباء عن قتلى من الطرفين.
يذكر أنَّ مدينة درعا مقسومة إلى جزئين (البلد والمحطة)، جزء تحت سيطرة الفصائل الإسلامية و"الجيش الحر"، وتسيطر القوّات الحكومية على درعا المحطة، وكانت المنطقة هادئة إلى وقت قريب، وتستمر المعارك في ريف درعا في منطقة الحارة، وسجل قصف على قرى جاسم وعتمان والنعيمة.
وفي سياق متصل، نفّذ الطيران الحربي غارة على مناطق في مدينة إنخل، التابعة لمحافظة درعا، جنوب سورية، وغارة أخرى على مناطق في بلدة عتمان، فيما ألقى الطيران المروحي براميل متفجرة على مناطق في تل الحارة، الذي تسيطر عليه "جبهة النصرة" (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) والكتائب الإسلامية.
وتعرضت مناطق في بلدة النعيمة في ريف درعا، ومناطق أخرى في حي طريق السد ومخيم درعا ودرعا البلد، في مدينة درعا، لقصف من طرف القوّات الحكوميّة.
واستشهد رجل من بلدة معربة برصاص قناص في مدينة درعا، ومقاتل من الكتائب الإسلامية في اشتباكات مع القوّات الحكوميّة والمسلحين الموالين لها في ريف درعا.
وسقطت قذائف على مناطق في السهول الشرقية لبلدة غباغب، في ريف درعا، وسط اشتباكات بين القوّات الحكوميّة ومقاتلي الكتائب الإسلامية قربها، كما استشهد مقاتل متأثراً بجراح أصيب بها في اشتباكات مع القوّات الحكوميّة والمسلحين الموالين لها في ريف درعا.
أرسل تعليقك