القاهرة– أكرم علي
أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أنَّ العلاقات بين مصر والولايات المتحدة الأميركية استراتيجية رغم وجود اختلافات وجهات النظر في بعض القضايا، معتبرًا ذلك أمر طبيعي إلا أنها تبقى علاقة مستقرة وقوية.
واعتبر السيسي، خلال حوار مع محطة الإذاعة العامة الأميركية، اليوم الأربعاء، أنَّ مصر دولة محورية في المنطقة، وتُعدّ عامل الاستقرار بها، وأنها مرشحة للعب دور رئيسي لا يمكن أنَّ تلعبه دولة أخرى لإحلال السلام فى الشرق الأوسط.
ودعا السيسي واشنطن إلى تقدير طبيعة الوضع الحالي في مصر التي تعيش في حالة ثورية منذ أربع سنوات، وأنَّ تدرك تطلّع الشعب المصري إلى الحرية والديمقراطية، وأنه ملتزم بحقوق الإنسان، إلا أنها تعيش ظروفًا صعبة في التصدي للتطرف على عدّة جبهات.
وأشار الرئيس المصري إلى أنَّ مصر في مواجهة حقيقية ومستمرة مع التطرف، وإنَّ المصريين بدأوا جهود مكافحة التطرف قبل عام من الآن، حيث انخرطوا في التصدي للجماعات المتطرفة في سيناء، مشيرًا إلى أنَّ مصر جزء من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لمواجهة "داعش"، وأنه بغض النظر عن المُسميّات فإنَّ مصر جزء من التحالف لمكافحة التطرف، مُشددًا على أهمية عدم الانجرار للوقوع في فخّ تحديد المسميات المختلفة للجماعات المتطرفة.
كما أكد السيسي أنَّ المصريين أدركوا أنَّ بلادهم واجهت خطر التعصب أثناء فترة الرئيس المعزول محمد مرسي، وأنَّ من عايشوه خلال هذا العام لم يكن ما يريدونه ولم يمثل طبيعة العقد بين الحاكم والشعب والذي بموجبه يقبل الحاكم بالتعددية في الحياة السياسية وهذا لم يحدث، مضيفًا: "إنَّ مرسي كرّس لفكرة حكم الجماعة والانقسام بين المصريين".
وشرح أنَّ مشاكل المصريين كانت كبيرة لدرجة لا يمكن لجماعة لوحدها أنَّ تتصد لحلها بشكل منفرد، ولكن كان يجب أنَّ يُشارك كل المصريين في ذلك.
وأوضح السيسى أنه لم تكن هناك آلية لمُحاكمة الرئيس وتنحيته وفقًا للدستور السابق إلا عبر الاحتجاجات الشعبية وأنه إذا كانت إرادة 30 مليون مصري هو ما يصفه البعض بالانقلاب، فحقيقة ما حدث أنَّ ما فعله الجيش كان نزولًا على رغبة الشعب المصري فقط.
وشدّد السيسى على أنه لا يرفض الرأي الآخر لكن ما يطلبه من مؤيدي الإخوان ألا يتحول دعمهم للجماعة إلى عنف وتطرف، وطالب السيسي أنصار الإخوان "المحظورة" بالتوقف عن إيذاء المصريين، ووضع العبوات المتفجرة في الشوارع والقطارات ومحطات توليد الكهرباء، مؤكدًا أنَّ إرادة المصريين هي التي ستحدد طبيعة وشكل العلاقة مع الإخوان مستقبلا.
وتعهد السيسي بأنَّ ذلك سيتوقف على استعداد الجماعة لنبذ العنف والاعتذار للمصريين والاستجابة لمطالب الشعب.
وفيما يتعلق بحرية التعبير في مصر أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أنه لا توجد قيود أو حدود لحرية التعبير في مصر، وأنَّ هذا أمر نهائي لا رجعة عنه، وأنَّ الحكومة لم تتدخل لوقف أحد البرامج الساخرة واعتبر الرئيس السيسي المساعدات المالية التي تلقتها مصر من دول الخليج خلال الفترة الماضية، بأنها لعبت دورًا هامًا في منع انهيار اقتصاد الدولة، حيث كانت مصر تواجه مشكلات اقتصادية صعبة بسبب تراجع عائدات السياحة، بالإضافة إلى تفجّر مشكلات عدّة على صعيد إمدادات الطاقة وانقطاع التيار الكهربائي وأنَّ هذه المساعدات كان لها دور في منع الانهيار آنذاك.
أرسل تعليقك