القاهرة – محمد الدوي
أكَّدَ المرشح لرئاسة الجمهورية المشير عبد الفتاح السيسي أن المصريين في الخارج يجب أن يشاركوا بفاعلية في الانتخابات الرئاسية، ليثبتوا للعالم أنهم يدركون حجم التحديات الحقيقية التي تواجه الدولة، وأننا قادرون بفضل سواعد أبنائها على تغيير الواقع، مشيرًا إلى أن إدارة الدولة المصرية خلال المرحلة المقبلة لا تعتمد فقط على خطة طموحة وإدارة جيدة، ولكن تحتاج في الوقت ذاته إلى إرادة عمل حقيقية لدى كل مواطن مصري، وقدرة على خلق حلول تتناسب مع الإمكانات والموارد المتاحة في البيئة المصرية، بالإضافة إلى ضرورة خلق منظومة وعي حقيقي، تعتمد على قراءة واقعية لكل ما يدور في المجتمع من قضايا وأحداث.
وجاء ذلك خلال استقبال المشير عبد الفتاح السيسي المرشح لرئاسة الجمهورية وفداً من اتحاد الجاليات المصرية في أوروبا، الذى يضم ممثلين عن 14 دولة أوروبية ، انطلاقا من حرصه على التواصل مع المصريين في الخارج ، باعتبارهم شريحة مهمة من أبناء الوطن ، يجب الاهتمام بمشكلاتها والاستماع إلى رؤيتها بشأن مستقبل مصر خلال المرحلة المقبلة.
وأعرب المشير عبد الفتاح السيسي عن سعادته باللقاء مع اتحاد الجاليات المصرية في أوروبا ، وشرح لهم جميع التحديات التي تواجه مصر في الوقت الراهن ، ورؤيته لتنمية الوطن على المستويات كافة.
وأعلن ممثلو اتحاد الجاليات المصرية في أوروبا دعمهم وتأييدهم للمشير عبد الفتاح السيسي في انتخابات رئاسة الجمهورية في مختلف دول أوروبا ، مؤكدين أن انحياز المشير لإرادة المصريين في "30 يونيو 2013" ، كان بمثابة دفعة معنوية قوية لهم ، بعدما أنقذ الله مصر على يديه، وخلص البلاد من نظام حكم رفضه كل أبناء الشعب، وخرجوا عليه في ثورة عظيمة دعمتها القوات المسلحة.
من جانبه، أكّد المشير عبد الفتاح السيسي أن مصر في أحوج لحظاتها لأبنائها في الخارج من أجل التعاون معًا على مواجهة الصعاب والتحديات التي تجابه الوطن ، مؤكدًا أنه خلال السنوات الماضية لم يتم مواجهة التحديات التي تعترض مصر بالشكل الناجز والفعال الذي يعطى فرصة حقيقية لمعالجة جذرية ، لدرجة أن المشكلات أصبحت صعبة جدًا على أي شخص يتولى مسؤولية الحكم ، لافتًا إلى أن البلد تعاني من تحديات في كل اتجاه ، في الهوية والقيم والدين ومنظومة الاخلاق ، والاقتصاد والتعليم والسياسة.
وتطرق المشير خلال لقائه مع ممثلي اتحاد المصريين في أوروبا إلى مشكلة الخطاب الديني الذي تبنته جماعة "الإخوان" خلال توليها مسؤولية حكم الدولة المصرية في العام الماضي، موضحًا أن هذه الجماعة لم تكن مؤهلة لقيادة الدولة، وتبنّت فكرًا يتعارض مع جموع المصريين، وثقافة لا تعرف أدب الاختلاف في الرأي أو الفكر، لافتًا إلى أن سقوطهم جاء سريعًا لعدم قدرتهم على رؤية مشكلات مصر، خاصة وأن المواطن ظن أن لديهم حلولاً واقعية لتحديات المجتمع.
وأشار المرشح الرئاسي إلى أن التيار الديني حاول التعامل مع الدولة من منظور ضيق، لم يتنبه لحجم التحديات التي تعترض طريق الوطن ، في ظل تركيز جهودهم على اختراق المجتمع بعدما ضعفت مؤسسات الدولة وتهاوت مفاصلها ، وغابت بصمتها ودورها الحقيقي ، مستغلين تدهور مستوى التعليم والثقافة لدى الكثير من الشرائح في مصر ، بالإضافة إلى أنظمة التكافل الاجتماعي التي كانوا يقدمونها في بعض البيئات والمناطق الفقيرة.
وأوضح المشير عبد الفتاح السيسي أن مشاركة المصريين في الانتخابات الرئاسية المقبلة تَحَدٍّ حقيقي، يجب التنبه إليه جيدًا، خاصة وأن هناك من يسعى لتشويه تجربة المصريين وخروجهم في "ثورة 30 يونيو"، من خلال الترويج لفكرة أن المصريين لن يشاركوا في الانتخابات، وستكون نسبة الإقبال ضعيفة، ولا تعبر عن جموع الشعب المصري، داعياً كل المصريين إلى ضرورة المشاركة بقوة في الانتخابات الرئاسية وصناعة مستقبل هذا البلد، والتأكيد على أن الشعب المصري قادر على التغيير وصناعة المستحيل.
وأكّد المشير عبد الفتاح السيسي أن المصريين في الخارج يجب أن يشاركوا بفاعلية في الانتخابات الرئاسية، ليثبتوا للعالم أنهم يدركون حجم التحديات الحقيقية التي تواجه الدولة، وقادرون بفضل سواعد أبنائها على تغيير الواقع، والقفز نحو المستقبل بخطوات متقدمة تمكِّن المجتمع من مواجهة عثراته المتكررة.
وأوضح المشير السيسي أن المصريين في الخارج يجب أن يشاركوا في الانتخابات الرئاسية بأعداد كبيرة ليعكسوا حضارة بلدهم، ويثبتوا للعالم أن لديهم الايجابية الكافية والوطنية القادرة على التحرك لتجاوز الحالة الصعبة التي يعيشها أبناء هذا الوطن، قائلاً: "من فضلكم وجهوا للمصريين في الخارج رسالة بالتحرك إلى صناديق الانتخابات بشكل يعكس مسؤوليتهم تجاه الوطن، الذي يحتاج إلى الكثير من الجهد والعرق حتى يكتمل البناء".
وكَشَف المشير عبد الفتاح السيسي أن التحدي الرئيسي الذي يواجه مصر في الوقت الراهن ، هو القدرة الاقتصادية والموادر المادية المتاحة، من أجل إحداث نهضة حقيقية في قطاعات التعليم والصحة والإسكان والزراعة والصناعة، مؤكدًا أن مصر تحتاج إلى تريليون جنيه على الأقل ، يتم ضخها لخدمة مشروعات التنمية خلال المرحلة المقبلة.
أرسل تعليقك