القاهرة ـ أشرف لاشين
خاطب الرئيس المصري الموقت المستشار عدلي منصور الشعب، السبت، عبر كلمة متلفزة، حثَّ فيها المواطنين على المشاركة في الاستحقاق المقبل لانتخاب الرئيس، والذي سيتم إجراؤه في إطار تنفيذ خارطة الطريق، يومي 26 و27 أيار/مايو الجاري.
وجاء في كلمة منصور "شعب مصـر العظيم، يشهد وطننا الحبيب، غداً وبعد غدٍ، يومين جديدين من أيام ملحمة الديمقراطية الوطنية، من أجل مستقبل أفضل لمصر وغد مشرق لأبنائها".
وأضاف "ستُعقد الانتخابات الرئاسية، الاستحقاق الرئيسي الثاني لخارطة مستقبل هذا الوطن، التي صاغتها القوى الوطنية في الثالث من تموز/يوليو 2013، والتي أثق أننا سنتمكن من إنجازها بعون من الله وتوفيقه".
وتابع "لقد قام هذا الشعب العظيم في 25 كانون الثاني/يناير 2011، و30 حزيران/يونيو 2013، بثورتين مجيدتين، رفع فيهما راية الحق والعدل، الحق في عيش كريم، وحرّيات مصانة وعدالة اجتماعية محقّقة".
واستطرد "ضرب هذا الشعب، للعالم بأسره، مثلاً يحتذى في معاني الوطنية والوحدة، والدفاع عن قيم إنسانيّة نبيلة، والمطالبة بحقوق مشروعة، طالما تمَّ إهدارها، وذهبت لمن لا يستحق، لقد أثبت هذا الشعب وعيًا سياسيًا، ونضجًا ديمقراطيًا، يتناسب مع عراقة هذا البلد وعظمة تاريخه، وسجل كفاحه وانتصاراته".
وأردف منصور "أبناء الشعب المصري العظيم، ها أنتم تشهدون ثمار كفاحكم الوطني، عملكم الشريف، وجهدكم المخلص، لتهنأ أرواح شهدائنا، ولتنعم في علياء الجنان، فنحن على العهد محافظون، وعلى درب الوحدة سائرون، أنجزنا دستورنا الجديد، وسننجز بإذن الله، استحقاقات خارطة مستقبلنا".
وأشار إلى أنَّ "مؤسسات الدولة الرسميّة، وفي القلب منها مؤسّسة الرئاسة المصريّة، تقف على مسافات متساويّة من مرشحيْ الرئاسة المصرية، ولم ولن توجه مواطنًا أو مواطنة لاختيار معين، وإنما نحرص جميعًا على تأمين مشاركة شعبية واسعة، تعمّق معاني الديمقراطيّة، وتثري العملية السياسيّة في مصر، وتتناسب مع حجم التضحيات والتطلعات، التي قدمها وطالب بها الشعب المصري في ثورتيه العظيمتين".
وأشاد بالوعي المصري، معتبرًا أنّه "لقد ضرب شعبنا العظيم مثالاً في التحضّر والوعي السياسي، وهذا المسلك الذي سلكه شعبنا الأبي، وإن كان الأصعب، إلا أنّه المسار الصحيح، الذي سيكتمل بإذن الله، وسيتوج بالنجاح، لتبدأ مرحلة جديدة من عمر هذه الأمة، مرحلة البناء والتمكين، التي تتطلب عملاً جادًا، دؤوبًا متواصلاً، يحقّق الصورة التي رسمناها لوطننا، بمداد ثورتينا، دماء شهدائنا، وعرق شبابنا، ودموع الأمهات المصريات".
واستكمل "الإخوة والأخوات، إنَّ الديمقراطيّة عملية مستمرّة متطوّرة، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتمَّ اختزالها اختزالاً مخلّاً، في إسقاط أنظمة الظلم والاستبداد، وإنما يتعين أن تتطور وتنضج، ليجني الشعب ثمارها من خلال اختيار حر، واع ومسؤول لمن سيمثل رأس السلطة في هذا البلد، رئيس مصر المقبل، بكل ما تحوزه هذه الدولة من عظمة تاريخها، وسموِّ حضارتها، وبكل ما تواجهه من مشكلات راهنة، وبكل ما تتطلبه من استراتيجيات لبناء مستقبلها، فهلموا بنا نكمل البنيان، نعمّق معاني المشاركة السياسيّة، ليس فقط بالتعبير عن آرائنا بحرية، تأييداً أو معارضةً، ولكن أيضًا من خلال أصواتنا، التي يتعين أن ندلي بها، فهي أمانة ومسؤولية، أردناها لأنفسنا، تحقيقًا لديمقراطية طالما نشدناها، فليكن كل منّا فاعلاً في وطنه، مشاركًا ومؤثرًا في مستقبله، فمن يعزف عن المشاركة في الحياة السياسيّة سيكون عرضة لأن يُحكَم بمن لا يرعي مصالحه، لننزل جميعًا، غداً وبعد غدٍ، لنعبر عن خيارنا الحر، لنختار دون توجيه أو إملاء من نثق ونقتنع بقدرته على بناء وإدارة الدولة، أيًا كان هو، لنحكّم عقولنا، ولنستفت قلوبنا، نتوكل على الله، إنّه نعم المولى ونعمّ النصير".
وأضاف "لقد كانت سعادتي غامرة وأنا أتابع أبناء الوطن في الخارج، وحرصهم على الإدلاء بأصواتهم، أكثر من أي وقت مضى في تاريخنا المعاصر، فشكراً لهم، لقد أدّوا الأمانة، تجاه وطنهم الأم، ولم يتخلّوا عنه وقت الحاجة، وأثق أنَّ عطاءهم سيستمر في مرحلة البناء المقبلة".
وبيّن منصور أنَّ "كل مصري ومصريّة، كل شاب وشابة، كل أب وأم، مدعوون جميعاً إلى الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية، بغية المساهمة في صياغة مستقبل هذا الوطن، في تشييد بنائه الديمقراطي، وإقامة قواعد حكمه، على أسس من العدالة والمساواة، والحقوق المشروعة للجميع، ولنبرهن لأنفسنا وللعالم أنَّ ما شهدته مصر لم يكن فورة موقتة استهدفت إسقاط نظام مستبد أو فاشل، وإنما هي ثورة شعبيّة ناضجة، ومكتملة، تستهدف النجاح والبناء".
واختتم الرئيس المصري الموقت كلمته إلى الشعب بالقول "حفظ الله مصر، ووفق أبناءها للعمل على رفعتها، ومنَّ عليهــا بالأمن والرّخاء".
أرسل تعليقك