القاهرة – حاتم الشيخ
وجهت رئيسة اللجنة الفرعية للمخصصات المالية للعمليات الخارجية والبرامج ذات الصلة في مجلس النواب كاي غرانغر، خطابًا إلى الرئيس باراك أوباما تدعوه فيه إلى دعم مصر عسكريًا في حربها ضد التطرف.
والآتي نص الخطاب:
عزيزي الرئيس
إن تنظيم "داعش" في العراق والشام، واحد من أخطر تهديدات الأمن القومي التي واجهناها في العصر الحديث، فـ"داعش" والإرهابيين التابعين له يواصلون إظهار وحشيتهم من خلال تصرفات وحشية، بما في ذلك إعدام مواطنين أميركيين ويابانيين ومصريين وعراقيين وأردنيين.
"لقد قلت إنك "وجهت إلى إعداد استراتيجية شاملة ومستدامة لتفكيك وهزيمة "داعش"، ولسوء الحظ، فإن خطوات الإدارة ليست متسقة مع كلماتك، فهي على الأقل تثير مخاوف من عدم الاكتراث الكافي من جانب الإدارة تجاه هذه المعركة".
لقد قلت إنه لن تكون هناك قوات أميركية تشارك في عمليات هجومية ثابتة، لكن دون عنصر فعّال على الأرض، ولا يمكن تدمير "داعش"، وكنتيجة لذلك، فمن الضروري أن نمد حلفاءنا وشركاءنا بالسلاح والعدة والتدريب الذي يحتاجونه للنجاح في هزيمة "داعش" والتهديدات المتطرفة الأخرى، وهذا لم يحدث.
ويتحتم على الإدارة أن تقر بذلك على أنه حرب ضد المتطرفين الذين يمارسون العنف، والذين يريدون تدمير الولايات المتحدة وحلفائها، وليس هناك عذر لعدم فعل كل شيء في وسعنا لهزيمتهم .
ولا يمكننا، ولا نحتاج، فعل ذلك بمفردنا، فلدينا شركاء لديهم الرغبة والحرص على القتال في صفنا، وأن يكونوا رأس الحربة في هذه المعركة.
وفي الوقت الذي تثأر فيه مصر والأردن والأكراد للدفاع عن أنفسهم ضد أفعال "داعش" الشنيعة، يتم تعليق المساعدة الأمنية الأميركية أو تأجيلها من خلال عملية بيروقراطية وقرارات سياسية غير حكيمة من جانب الإدارة، وكنتيجة لذلك، فإن شركاءنا الأكثر ثقة وقدرات في المنطقة باتت إمكانياتهم محدودة فيما يتعلق بمحاربة "داعش".
ومنذ عام 2013، تعلق إدارتكم إيصال الأسلحة الضرورية إلى مصر، فعلى سبيل المثال، مقاتلات إف-16 ودبابات إم1إيه1 آبرامز ضرورية للمصريين في محاربة "داعش" والمتطرفين الآخرين.
ولقد اتخذ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إجراءات حاسمة ومناسبة ردًا على قتل 21 مسيحيًا قبطيًا باستخدام مقاتلات إف-16 الأميركية الصنع ضد أهداف داعش في ليبيا، وبالرغم من ذلك، تواصل إدارتكم منع إرسال مزيد من مقاتلات إف-16 إلى مصر، وهم بحاجة إلى تلك المقاتلات وأسلحة أخرى بشكل فوري لمواصلة الحرب ضد "داعش" وإرهابيين آخرين يهددون أمن مصر، لكن إدارتكم رفضت استخدام السلطة التي أمدكم بها الكونغرس ﻹرسال هذه الأسلحة إلى مصر.
وليست هناك سياسة واضحة حيال مصر، وكنتيجة لذلك، بات حلفاؤنا مرتبكين بشأن أولويات الولايات المتحدة في الحرب ضد "داعش" والإرهاب في المنطقة.
وعبّر الملك عبد الله الثاني خلال زيارته الأخيرة للولايات المتحدة عن غضبه حيال بطء القرار الأميركي فيما يتعلق بمساعدة الأردن بوسائل النقل الجوي وأجزاء الطائرات ومعدات الرؤية الليلية والذخائر الدقيقة .
وكان العاهل الأردني شجاعًا في شن الحرب ضد الإرهابيين، وليس هناك سبب يبرر أن تنتظر مملكة الأردن، الحليف الراسخ للولايات المتحدة، أحيانًا لعدة سنوات، لمعرفة مدى إمكانية تلبية احتياجاتها.
لقد تحدثت مع وزير الخارجية كيري وأكد لي أن التعجيل بإرسال الأسلحة للأردن أولوية، من الضروري أن تمدوا وزير الخارجية بالدعم اللازم لفعل ذلك من خلال الحكومة الأميركية.
وتنتظر حكومة إقليم كردستان، منذ شهور، المساعدة التي طلبوها من الولايات المتحدة، فحكومة إقليم كردستان وقوات البيشمركة يضطلعان بدرو مهم في محاربة "داعش" في العراق، والحقيقة أن الولايات المتحدة لا تقدم كل المساعدات الممكنة، وهو ما ليس له أي معنى استراتيجيًا، وعندما أمددناهم بالأسلحة، كانت العملية بطيئة، ولم نمدهم بكل الأسلحة الثقيلة المطلوبة لمواجهة إرهابيين جيدي التسليح.
إن الأكراد العراقيين شركاؤنا منذ أمد بعيد، ووقفوا بجانب الولايات المتحدة للإطاحة بصدام حسين، وقوات البيشمركة لديها قدرات عسكرية كبيرة، وهذا هو الوقت الذي نمدهم فيه بالمعدات والتدريب الذي يحتاجونه لتدمير "داعش".
وأبدي مخاوفي بشأن تلك القضايا، وتلقيت العديد من التوضيحات والأعذار من مسؤولي الإدارة، لا بد أن يعرف خصومنا وشركاؤنا أيضًا بيقين كامل أن الولايات المتحدة ترغب في الوقوف بجانب أصدقائها عندما يحتاجون مساعدتنا، ويكونوا متحدين ضد عدونا المشترك.
وفي سبيل النجاح في محاربة وهزيمة "داعش" والتهديدات الإرهابية التي تواجه استقرار وأمن الولايات المتحدة وشركائنا وحلفائنا في الشرق الأوسط، فأنا أدعوكم فورًا للإفراج عما تبقى من أسلحة وتمويل لمصر، وإمداد الأردن بالأسلحة التي طلبتها، والتأكد من أن قوات البيشمركة الكردية لديها جميع المعدات التي تحتاجها.
وكرئيسة اللجنة الفرعية للمخصصات المالية للعمليات الخارجية في مجلس النواب، فأنا مستعدة لفعل كل ما بوسعي لضمان حدوث ذلك، بما في ذلك وقف إخطارات الكونغرس وصياغة تشريعات لمحاسبة إدارتكم.
كاي غرانغر
رئيسة اللجنة الفرعية للمخصصات المالية للعمليات الخارجية والبرامج ذات الصلة
أرسل تعليقك