أكد رئيس الائتلاف الوطني السوري، هادي البحرة، أن الهجمات التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" هي نتاج للسياسة المختلطة والتي تغض الطرف عن جرائم الرئيس بشار الأسد، محذرًا من أن تلك الضربات تضعف من شعبية الجماعات المعارضة للنظام السوري غير المتطرفة والمحاصرة بالفعل داخل سورية.
وأضاف البحرة أن "التحالف الدولي يحارب أعراض المشكلة، والتي هي "داعش"، دون معالجة السبب الرئيسي وهو النظام"، موضحًا أن "الشعب يرى الطائرات تقصف "داعش"، بينما تغض الطرف عن سلاح جو الأسد الذي يستخدم البراميل والصواريخ ضد أهداف مدنية في حلب وأماكن أخرى".
وأوضح مكتب الرئيس الأسد أن اقتراح الأمم المتحدة بتجميد القتال في حلب، والتي هي مقسمة إلى مناطق تسيطر عليها الحكومة ومناطق تسيطر عليها المعارضة، أمر يستحق الدراسة.
ولفت البحرة إلى أن وقف إطلاق النار لا يستفيد منه سوى النظام، إلا إذا كان حل شامل تفاوضي وسياسي للصراع الذي راح ضحيته 200 ألف شخص سوري، وتشرد بسببه نحو نصف السكان منذ آذار/ مارس 2011.
رسالة البحرة الأساسية كانت عن الأضرار التي لحقت بالجماعات المناهضة للأسد منذ بدأ التحالف الدولي العربي استهداف "داعش" في سورية تزامنا مع العراق، مضيفًا "يشعر الناس بأن هناك أجندة خفية وتعاون بين قوات التحالف وقوات الأسد لأن الأسد لديه مطلق الحرية، ونحن بحاجة إلى كسب الرأي العام".
واستنكر البحرة حقيقة أن التحالف لم ينسق مع الجيش الحر، مضيفًا أن "تجاهل الجيش الحر يضعف عملية التحالف الدولي لأنه غير قادر تحقيق نتائج على الأرض، لخط تم خلط العملية برمتها، الضربات الجوية لن تكون قادرة على كسب المعركة ضد التطرف، عليك هزيمة "داعش" على الأرض، وعليك أن تتعامل مع السبب الرئيسي ومصدر التطرف، وهو النظام نفسه".
وقلل البحرة من هزائم الجماعات المتمردة المدعومة من الولايات المتحدة في منطقة أدلب، مصرًا على أن هناك العديد من القوات التي ترغب في المشاركة في برنامج التدريب والتجهيز، ولكنه اعترف أن هناك الكثير من الجوانب الاستراتيجية السلبية العسكرية للمعارضة.
وأضاف أن "داعش يعمل تحت قادة واحدة بأيدلوجية واضحة، وبالنسبة للجيش الحر، تم تسليمه المساعدات ولكن قادة الكتائب غير متوحدين ومهتمين بالانتماء للفرد وليس القوة الوطنية الموحدة التي تعمل لتحقيق تطلعات الشعب السوري".
وكشف البحرة معارضته لعملية وقف إطلاق النار التي يجري دراستها من قبل مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية، ستيفان دي مستورا، مضيفًا أن "حياة السوريين على رأس أولويتنا ولكن علينا النظر إلى وجهة النظر الاستراتيجية، فوقف إطلاق النار والحد من العنف القائم يوفر حلًا مؤقتًا وليس دائمًا، حيث إن وقف إطلاق النار دون رؤية واضحة للحل السياسي الكامل والشامل يعطي النظام الوقت لتجميع وتنظيم نفسه ومواصلة جرائمه ضد الشعب السوري في مرحلة لاحقة".
التقى البحرة بوزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، في لندن، والذي أكد بعد ذلك إن نظام الأسد لا يرغب وغير قادر على اتخاذ إجراءات فعالة ضد "داعش".
وأضاف هاموند: "أؤكد اليوم للرئيس البحرة أن الأسد لن يلعب دورا مستقبلي في سورية".
البحرة هو مهندس تلقى تعليمه في الولايات المتحدة وتربطه علاقات وثيقة بالمملكة العربية السعودية، ويحاول تحسين صورة المجلس الوطني السوري، والذي عانى من الاقتتال الداخلي بسبب تمويل تركيا والخليج.
في تموز/ يوليو الماضي، حذر مبعوث الحكومة البريطانية للمعارضة، جون ويلكس، من أن التصرف مثل المافيا من شأنه أن يؤثر سلبًا على التمويل من الجهات المانحة.
وتعيد بعض الدول العربية التفكير في فتح قنوات جديدة مع الأسد واعتباره "أهون الشرين" بسبب التهديد الأمني من قبل داعش، وقد أكد البحرة أن تلك الخطوة في هذه المرحلة غير جيدة، وعاجلًا أم آجلًا يتوجب على المجتمع الدولي إيجاد حل دائم.
ترأس البحرة وفد المعارضة لمحادثات جينيف في كانون الثاني/ يناير الماضي، والتي انتهت دون تقدم وانتهت بانتخاب الرئيس الأسد لولاية ثالثة كرئيس للبلاد، وقال إنه يرى احتمال ضئيل بعودة المفاوضات.
واختتم البحرة موضحًا أن "الولايات المتحدة كانت سخية في المعونات الإنسانية، لكنها قدمت دعمًا ماليًا أقل بكثير مما قدمت روسيا وإيران للأسد"، مضيفًا "لدينا أصدقاء غير جادين بما فيه الكفاية لتوفير الكميات المناسبة من المساعدات والدعم لمساعدتنا لخلق ضغط عسكري كافي داخل سورية للضغط على النظام والعودة إلى طاولة المفاوضات للتوصل إلى حل سياسي كامل".
أرسل تعليقك